شرطة إسرائيل تحوّل إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى في الداخل لثكنة عسكرية
استمع إلى الملخص
- أكد المشاركون على أهمية إحياء ذكرى الشهداء وتذكير العالم بالوجود الفلسطيني، مشددين على التضامن مع غزة والضفة ورفض السياسات الإسرائيلية بقيادة شخصيات يمينية متطرفة.
- دعا سامي أبو شحادة إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى غياب العقاب كسبب لاستمرار الانتهاكات، وتطرق إلى خطة ترامب لوقف الحرب على غزة.
أحيا فلسطينيو الداخل، اليوم السبت، ذكرى هبة القدس والأقصى الـ25 بمسيرة مركزية حاشدة في مدينة سخنين، سبقتها نشاطات محلية وزيارة لأضرحة الشهداء الـ13 الذين قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية، والنصب التذكارية في كل واحدة من بلداتهم. ورصد "العربي الجديد" وجوداً مكثفاً للشرطة الإسرائيلية من مختلف الوحدات في أرجاء المدينة وحتى بين المتظاهرين، وهو الأمر الذي اعتبره متظاهرون محاولة استفزاز، وتحويل المكان إلى ما يشبه ثكنة عسكرية.
ومر ربع قرن على الاحتجاجات التي تفجّرت في أكتوبر/تشرين الأول 2000 إثر اقتحام رئيس المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون الحرم القدسي، فيما حلت ذكراها هذا العام في ظل استمرار حرب الإبادة والتهجير الإسرائيلية على قطاع غزة، وتواصل استهداف الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فضلاً عن استمرار تضييق إسرائيل على فلسطينيي الداخل في مختلف مناحي الحياة.
ووضعت لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي الداخل، بالتنسيق مع اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ورؤساء السلطات المحلية في بلدات الشهداء، واللجان الشعبية، برنامج إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى وتخليد شهدائها، وحمل إحياء الذكرى هذا العام شعارات مناهضة لحرب الإبادة والتهجير الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال وليد غنايم، شقيق الشهيد عماد غنايم، لـ "العربي الجديد"، إن "الذكرى تأتي في ظل أجواء مشحونة في سخنين ووجود الآلاف من عناصر الشرطة والأمن لترويع المشاركين، ولكننا ثابتون على إحياء هذه الذكرى لشهدائنا الأبرار"، مضيفاً: "لا شك أن آثار هبة القدس والأقصى موجودة، بل ازدادت في ظل حرب التجويع والإبادة على أهلنا في غزة والحرب على الضفة. نتضامن مع أهلنا في القطاع ونطلب من كل العالم التدخّل".
من جهته قال إبراهيم صيام، والد الشهيد أحمد صيام، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "هذه المناسبة تحمل رسالة، إحياء ذكرى استشهاد أبنائنا عام 2000. مر ربع قرن وما زالت الأحداث تتصاعد في إسرائيل. اليوم رأينا قوة من الشرطة لم نشهد مثلها في السنوات الأخيرة، وهي شرطة يقودها شخص عنصري هو الوزير (إيتمار) بن غفير، من الشخصيات اللئيمة في إسرائيل واليمين المتطرف. ولكننا نقول لإسرائيل نحن باقون ما بقي الزعتر والزيتون".
وقالت المتظاهرة شهد عامر، لـ "العربي الجديد"، حول المسيرة والذكرى: "مهم ألا ننسى وأن نشارك في كل عام. هذا مهم لتذكير العالم بأننا موجودون، ولكي لا ننسى جذورنا ولا من استشهدوا، لكي نبقى متمسكين بهذه الأرض. مهم التأكيد على أن هذه الذكرى باقية في عقولنا وقلوبنا، وأننا لن ننسى أبداً من نكون".
من جهته، قال رئيس التجمّع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة، في حديث لـ"العربي الجديد"، حول ذكرى هبة القدس والأقصى والأوضاع في غزة: "نحن مستمرون بالوفاء للشهداء، ولكن هناك قضية مهمة جداً تتكرر منذ بداية جرائم الصهيونية، وهي أنه توجد جريمة ولا يوجد عقاب. ونحن بعد 25 عاماً من قتل أبنائنا على يد الشرطة الإسرائيلية، واعتراف لجنة أور التي أقامتها الدولة بوجود جريمة، فإنه لا يوجد مجرم بحسب اللجنة نفسها".
وتابع: "غياب العقاب هو الذي يؤدي الى استمرار هذه الجرائم في هبة الكرامة (مايو/ أيار 2021)، وأيضاً الجرائم اليومية بحق أهلنا في غزة والضفة الغربية والقدس". وأضاف أبو شحادة: "نحن نطالب بمحاسبة المجرمين الذين قتلوا أبناءنا، ومحاسبة رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو)، المطلوب رقم واحد في العالم في محكمة الجنايات الدولية، على الجرائم التي قام بها هو وشركاؤه في هذه الإبادة الجماعية".
وبخصوص التطورات المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، قال أبو شحادة: "سمعنا اليوم صباحاً بعض الأخبار الجيدة، وكان هناك رد مسؤول وجيد من قبل حركة حماس على الاتفاق الذي كتبه نتنياهو وعرضه علينا الرئيس الأميركي. فرض علينا الرئيس الأميركي (نحن الفلسطينيين) حلاً جائراً وغير عاجل ومجحفاً، ومع ذلك قبلنا هذا الحل، ونأمل أن يفرض الرئيس نفسه على رئيس الحكومة الإسرائيلي المجرم الحل الذي كتبه هو بيده وأن ينفذه. نحن مع إنهاء الحرب والجرائم ومعاناة أهلنا، ومعاناة الشعوب كافة".