إسرائيل تجرّب أوّل مركز توزيع في غزة: ما عرفناه عن المساعدات ومصدرها

26 مايو 2025   |  آخر تحديث: 20:17 (توقيت القدس)
فلسطينيون يحاولون الحصول على طعام وسط تجويع الاحتلال لهم، 26 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وصلت سلال مساعدات غذائية من شركة "العودة غروب" إلى قطاع غزة، تحتوي على مواد غذائية ممنوعة في السوق الإسرائيلية بسبب مادة سامة، وتشمل الأرز والسكر والطحين والزيت والمعكرونة والشوكولاته والشاي والتونة وورق العنب.
- شركة "العودة غروب" مسؤولة عن توريد المساعدات، وتعمل في إسرائيل والضفة الغربية، وتختص في توفير المنتجات الغذائية بالجملة، مع عدم توفر معلومات عن القائمين عليها.
- بدأت إسرائيل توزيع المساعدات في رفح لتجاوز الأمم المتحدة والسيطرة على الفلسطينيين عبر الغذاء، مع تأمين الجيش الإسرائيلي للممرات وإجراء فحوصات أمنية للمستفيدين.

فتح جيش الاحتلال ممر عبور بين المواصي ومنطقة توزيع المساعدات برفح

بعد تدقيق "العربي الجديد" تبيّن وجود مواد سامة بالسلة الغذائية

بين مواد السلّة ما هو ممنوع من التوزيع في السوق الإسرائيلية

وصلت سلال المساعدات التي ستوزّعها "شركة أميركية"- خططت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ الأسابيع الأولى للحرب لإنشائها - إلى قطاع غزة، وفق صورٍ نشرتها، اليوم الاثنين، صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية؛ حيث بدأ جيش الاحتلال تجريب تشغيل أحد مراكز التوزيع في منطقة رفح، من دون أن يتضح ما إذا كان المركز قد بدأ العمل بالفعل أم لا. وبعد تدقيق "العربي الجديد" بمحتويات السلّة الغذائية وتعقّب سلسلة التوريد، تبيّن أنّها تعود لشركة العودة غروب، كما تبيّن أيضًا وجود مواد غذائية ضمن السلّة ممنوعة من التوزيع في السوق الإسرائيلية، بسبب احتوائها على مادة سامة.

ونشرت "يسرائيل هيوم" ثلاث صور أظهرت كراتين مساعدات مصفوفة، وملفوفة بالنايلون، وعلى كل "بُلوك" من الكراتين أُلصقت ورقة مطبوعة تحمل شعاراً يُشبه شعار الأمم المتحدة ومذيّلاً بعبارة (HUMAN RIGHTS COMMISSION). ولم يعرف، من هي هذه الشركة بالضبط، التي قد تكون إحدى شريكات الأمم المتحدة، مع العلم أن الأخيرة ليست جزءاً من مشروع المساعدات الأميركي- الإسرائيلي، وهي كما أكّدت أكثر من مرّة أن المنظمات الشريكة ليست جزءاً منها.
واللافت أنه في إحدى الصور التي استعرضت فيها المساعدات بدا أنّ جميعها تحمل العلامة التجارية ذاتها "أبو تاج" وهي عبارة عن: أرز، سكر، طحين، زيت، معكرونة، شوكولاته، شاي، تونة، إضافة إلى ورق العنب.

من البحث يتضح أن علامة "أبو تاج" تابعة لشركة تدعى العودة غروب (Alaoda Group) أمّا موقع الشركة فهو جنوب فلسطين المحتلة، وتحديداً في منطقة النقب ما بين تل السبع، وميتار. والأخيرة فيها أيضاً معبر ميتار الرابط بين النقب ومدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وكان نقطة لانطلاق شاحنات المساعدات إلى القطاع سابقاً. 

الصورة
رزم المساعدات في أحد مراكز التوزيع في قطاع غزة

لا يقدّم موقع شركة "العودة غروب" الإلكتروني أي تعريف حول هويّة القائمين عليها أو مالكيها، بحسب ما لاحظ "العربي الجديد"، ولكن الشركة تقدم خدماتها في إسرائيل والضفة الغربية، كما أنها تشير تحت خانة "من نحن" إلى أنها: "(نحن) وجهتك الرئيسية للإمدادات بالجملة للمؤسسات التجارية في قطاع الأغذية. نختص في توفير مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية عالية الجودة بأسعار تنافسية لتلبية احتياجات عملائنا المتنوعة والمتزايدة". 

بالعودة إلى المساعدات، تبيّن أن علبة التونة فقط تحمل ما يبدو أنه اسم علامة تجارية مختلفة وكتب عليها blue tuna. وبعد البحث اتضح أن شركة أخرى باسم S.A.A Alaoda Group العاملة بسلاسل التوريد هي مصدر هذه المعلّبات. ولئن لا يوجد في الشبكة معلومات حولها، فإنها مرتبطة مباشرة بالعودة غروب كما يشير الاسم.

وفي هذا السياق، كانت وزارة الصحة الإسرائيلية قد أوصت الإسرائيليين في شهر مارس/آذار الماضي بالتوقف عن تناول نوع من التونة البيضاء وذلك بعدما أجرت فحوصات على منتجات تونة موجودة في السوق تبيّن بعدها احتوائها على مادة الهيستامين. وإثر ذلك، سحبت شركة "ساع العودة غروب المحدودة" منتجاتها من السوق الإسرائيلية، لأن هذه المادة يمكن أن تُسبّب ما يُعرف بالتسمم الناتج عن الهيستامين وهو ما يؤثر على الجهاز المناعي، كما أنها قد تسبب طفحاً جلدياً أو احمراراً أو حكة أو ضيقاً في التنفس لدى من يتناولها، وقد تصل إلى حد الاختناق. 

الصورة
محتويات سلة المساعدات المقدّمة لفلسطينيين في قطاع غزة وجميعها تحمل ماركة أبو تاج

علب التونة المسحوبة من السوق الإسرائيلي شبيهة بعلب التونة التي تضمنتها سلال المساعدات، ولا يُعرف، كما لا يمكن التأكد في الوقت الحالي، مما إذا كانت علب التونة المسحوبة هي ذاتها علب التونة التي ستوزّع على الفلسطينيين في غزة.

وبدأ الجيش الإسرائيلي وفقاً للصحيفة تجربته اليوم في منطقة رفح بالقرب من المنطقة "الإنسانية" جنوب غرب القطاع، بوصفه جزءاً من مخطط إسرائيل لتجاوز الأمم المتحدة وتخطيها من خلال السيطرة على حياة الفلسطينيين والتحكم فيها بواسطة الغذاء.

وفي إطار التجربة اليوم، ذكرت الصحيفة أن الجيش فتح ممر عبور بين المواصي ومنطقة توزيع المساعدات؛ حيث يقوم جنوده بتأمينه "بوسائل مختلفة"، وخلال هذا الممر سيُفتش الفلسطينيون القادمون لتسلّم المساعدات وتُجرى لهم فحوصات أمنية للتأكد من "طهارة سجلّاتهم" شرطاً لحصولهم على حقّهم الأساسي في الغذاء.

الصورة
علبة التونة التي ظهرت ضمن المساعدات، وضعتها شركة العودة غروب في إحدى إعلاناتها على فايسبوك