إسرائيل تتراجع عن ربط الاتفاق النووي بصواريخ إيران

إسرائيل تتراجع عن ربط الاتفاق النووي بصواريخ إيران وأنشطتها

21 ابريل 2021
تستضيف فيينا محادثات بين إيران والدول الكبرى حول الاتفاق النووي (Getty)
+ الخط -

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل لم تعد تطالب الولايات المتحدة بربط التوصل إلى الاتفاق النووي بفرض قيود على الترسانة الصاروخية لإيران، وإلزامها بوقف أنشطتها التي تصفها بـ"الإرهابية".

ونوهت، وفق تقرير أعدّه مراسلها السياسي اميحاي شتاين، الذي نقل ما اعتبرها معلومات، من دون أن يحدّد هوية المصادر التي استند إليها، إلى أن إسرائيل تحاول إقناع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتركيز على آليات الرقابة على المنشآت النووية الإيرانية لضمان عدم إخلال طهران ببنود الاتفاق، مشيرة إلى أن تل أبيب باتت تدرك أن "أحلامها" بفرض قيود على ترسانة إيران النووية وأنشطتها "الإرهابية" لن تتحقق.

وذكرت القناة أن كلاً من وزير الأمن بني غانتس وكبار المسؤولين العسكريين الذين التقوا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أثناء زيارته تل أبيب الأسبوع الماضي، طالبوه بأن يتم تضمين الاتفاق الجديد مع إيران، منح المزيد من الصلاحيات لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتزويدهم بأدوات تحسّن من قدرتهم على أداء مهامهم، لضمان التزام إيران ببنود الاتفاق.

وأضافت القناة أنه، حسب التقديرات السائدة في إسرائيل، فإن التوقيع على الاتفاق بين إيران والقوى العظمى، ومن ضمنها الولايات المتحدة، يمكن أن يتم خلال الشهر المقبل.

وأشارت إلى أن تراجع إسرائيل عن مطالبها بتضمين الاتفاق الجديد مع طهران قيوداً على الترسانة الصاروخية وأنشطتها "الإرهابية"، جاء لإدراك إسرائيل أن إدارة بايدن عازمة على العودة إلى الاتفاق النووي.

يشار إلى أن أنشطة إيران "الإرهابية"، حسب المنطق الإسرائيلي، تشمل علاقات طهران تحديداً بكل من "حزب الله" والحركات الفلسطينية.

ونوهت القناة إلى أن التحول في الموقف الإسرائيلي جاء في أعقاب التقدم الذي أحرزته محادثات فيينا، لافتة إلى أن إسرائيل سترسل، الأسبوع المقبل، إلى واشنطن، اثنين من كبار مسؤوليها الأمنيين، وهما مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مئير بن شابات، ورئيس الموساد يوسي كوهين، لعرض المطالب الإسرائيلية.

وشككت القناة في جدوى إرسال المسؤولين الإسرائيليين إلى واشنطن، في ظل التقدّم الذي تحرزه محادثات فيينا.

وفي السياق، واصل قادة أمنيون إسرائيليون سابقون، توجيه الانتقادات للسياسات التي تبناها نتنياهو إزاء الاتفاق النووي مع إيران. فقد هاجم رئيس الموساد السابق تامير باردو نتنياهو، لتعمّده الصدام مع الولايات المتحدة علناً بسبب الموقف من البرنامج النووي الإيراني.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن باردو رفضه تقدير رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين الذي زعم أن العمليات السرية والضغوط الاقتصادية كفيلة بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، مشدداً على أنه لا بديل عن خيار العمل الدبلوماسي لمواجهة المشروع الإيراني.

وكان إفرايم هليفي، الذي تولى أيضاً رئاسة الموساد، قد اتهم، الأسبوع الماضي، نتنياهو بتوظيف الجهاز وعملياته ضد النووي الإيراني لخدمة أهدافه السياسية الشخصية، مشدداً على أنه لم يحدث أن أقدم قائد سياسي إسرائيلي على توظيف الموساد لحساباته الشخصية كما يفعل نتنياهو حالياً.

إلى ذلك، اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" حول أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة بتأمين سفنها المدنية خشية تعرّضها لهجمات إيرانية أثناء مرورها في المحيط الهندي وبحر العرب.

وقد علّق النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عيران تسيون، على الخبر بتغريدة في حسابه على "تويتر" معتبراً الخطوة الإسرائيلية دليلاً على "كذب" نتنياهو، الذي يدّعي أن بوسع إسرائيل أن تعمل ضد الاتفاق النووي مع إيران بمعزل عن الموقف الأميركي.