إرجاء الافتتاح الرسمي للقنصلية الأميركية في الصحراء

إرجاء الافتتاح الرسمي للقنصلية الأميركية في الصحراء

10 يناير 2021
شينكر يجري مباحثات مع بوريطة (تويتر)
+ الخط -

أرجئ الافتتاح الرسمي للقنصلية الأميركية بمدينة الداخلة المغربية، ثانية كبرى مدن الصحراء، اليوم الأحد، إلى حين استكمال تجهيزها خلال الأسابيع القادمة، في وقت أعلن فيه السفير الأميركي في الرباط، ديفيد فيشر، أنه "سيتم قريباً افتتاح هذه القنصلية".

وزار وفد أميركي رفيع، زوال اليوم الأحد، مقر القنصلية في انتظار الافتتاح الرسمي لها لاحقاً بعد استكمال تجهيزها خلال الأسابيع القادمة.

وأعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأحد، أن بلاده تتشبث بالمسلسل الأممي لتسوية النزاع في الصحراء وبوقف إطلاق النار، والانخراط في الحل النهائي، وفق محددات غير قابلة للنقاش والتفاوض.

وقال الوزير المغربي، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم على هامش زيارة الوفد الأميركي للمبنى الذي سيحتضن قنصلية الولايات المتحدة الأميركية بمدينة الداخلة، إن "الموقف الواضح لواشنطن بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء يقوي ثقة المغرب في مشروعية قضيته، التي هي قضية عادلة تاريخياً، وبتأكيد الساكنة والمواقف الدولية، وبدعم أصدقاء المغرب اليوم".

وشدد بوريطة على أن "المغرب القوي، اليوم، بهذا الدعم يبقى متشبثاً بالمسلسل الأممي لنزاع الصحراء وبوقف إطلاق النار، وبالانخراط في الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي، ولكن بوضوح، فإن المسار الأممي له محددات وله عناصر بالنسبة إلى المغرب غير قابلة للتفاوض أو النقاش، أولها الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية".

وأوضح أن المغرب مع وقف إطلاق النار، لكنه سيرد بحزم على أي تهديد أو مس باستقراره وطمأنينة ساكنته، كذلك فإنه مع دعم جهود الأمم المتحدة في إطار عناصر واضحة ومواقف ثابتة، معتبراً أن الموقف الأميركي المعبّر عنه من خلال الإعلان الرئاسي "جزء من دينامية عالمية لتأكيد مغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي".

وفي الوقت الذي كشف فيه بوريطة عن أن الإدارة الأميركية بدأت فعلياً في مسطرة تعيين القنصل الذي سيتولى إدارة قنصليتها في الداخلة، أعلن السفير الأميركي في الرباط ديفيد فيشر، أن وفداً أميركياً رفيعاً سيزور مدينة الداخلة نهاية الشهر الجاري، من أجل تحديد المبنى الذي سيضم القنصلية، ومدى مطابقته للمعايير المعمول بها لاحتضان أي مبنى دبلوماسي أميركي.

فيشر:  الداخلة تستحق قنصلية

ولفت فيشىر، خلال المؤتمر الصحافي، إلى أنه منذ يوم الاثنين الماضي، تواجد العديد من ممثلي حكومة الولايات المتحدة في مدينة الداخلة لمراجعة خيارات الوجود الدبلوماسي الدائم هناك، مؤكداً أن عملية فتح قنصلية جديدة "ليست عملية نستخف بها، بل يجب أن تحظى هذه المدينة الخاصة بمبنى خاص مناسب لاستخدامه قنصلية أميركية".

وأضاف: "أتيحت للوفد الفرصة اليوم لزيارة العديد من المواقع، ورأينا العديد من المواقع التي تتمتع بإمكانات كبيرة لتصبح القنصلية الأميركية المستقبلية"، مشيراً إلى أن مدينة الداخلة تستحق قنصلية من قبيل تلك الموجودة في مدينة الدار البيضاء.

وأوضح أن زيارة الوفد الأميركي للصحراء تأتي لتحقيق إعلان الرئيس ترامب على أرض الواقع، من خلال توسيع نطاق وجود حكومة الولايات المتحدة بشكل كبير في الأقاليم الجنوبية، ولـ"تأكيد دعم حكومتنا الثابت لعملية افتتاح القنصلية".

وقال السفير الأميركي في الرباط، ديفيد فيشر، إنه ستُفتتَح قريباً هذه القنصلية.

وأوضح فيشر، خلال الندوة المشتركة، أن اعتراف بلاده بمغربية الصحراء جاء نتيجة أشهر عدة من المفاوضات وسنوات من الترتيبات منذ إدارة بيل كلينتون، حيث جرى الاشتغال على مدى عقود مع الأمم المتحدة لإخراج هذا الصراع من الركود، مؤكداً أن المغرب يملك الحل الوحيد العادل والدائم للإقليم، وأن الصحراء مغربية.

وفيما قال فيشر إنه يفتخر بالاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وبكونه أول سفير أميركي يزور الداخلة، كشف بوريطة أن "افتتاح مبنى القنصلية الأميركية بالداخلة سيكون قريباً جداً"، معتبراً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش زيارة وفد أميركي للمبنى الذي سيحتضن القنصلية، أن زيارة المسؤولين الأميركيين اليوم للمدينة حدث هام جداً.


كذلك عقد شينكر مباحثات مع بوريطة بالداخلة، أكد في ختامها أن العلاقات بين واشنطن والرباط "دائمة القوة وتستمر في الازدهار، وأن أفضل سنواتنا معاً ما زالت آتية"، مشيراً إلى أن "المغرب شريك محوري للاستقرار الإقليمي". وأضاف قائلاً: "الولايات المتحدة ملتزمة تعميق وتعزيز علاقاتنا مع الشعب المغربي من خلال علاقتنا التجارية، من خلال التبادل الثقافي، ومن خلال العلاقات بين الحكومة والحكومة". 

زيارة أخرى لوفد أميركي

 قاد مساعد وزير الخارجية الأميركي، المكلف شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ديفيد شينكر، الذي يعتبر أول مسؤول أميركي يزور منطقة الصحراء، وفداً خلال زيارة تفقدية لمقر القنصلية من أجل مطابقة المعايير التي تبنى بها المؤسسات والهيئات الدبلوماسية الأميركية، على أن يزور وفد آخر القنصلية خلال الأيام القادمة، من أجل تأهيلها واستكمال تجهيزها وفق معايير وشروط صارمة تتعلق ببناء وأمن ومعدات التمثيليات الدبلوماسية الأميركية في مختلف بقاع العالم.

وبدأت القنصلية الأميركية في عملها افتراضياً من طريق تقنية "Virtual Presence Posts"، في إطار تنزيل المرسوم الرئاسي الأميركي بخصوص افتتاح قنصلية واشنطن في مدينة الداخلة.

وحسب مصادر دبلوماسية مغربية، فإن الزيارة التفقدية للوفد الأميركي لمقر القنصلية المرتقبة تدخل في سياق تنفيذ الإعلان الرئاسي الأميركي في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي اعترفت بموجبه واشنطن بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على جميع أراضيها في الصحراء المغربية، مشيرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن الوفد الأميركي قام فضلاً عن زيارة المبنى الذي تم تجهيزه، بزيارة مبانٍ أخرى، وأن مسار تطبيق الإعلان الرئاسي الأميركي بدأ في انتظار استكمال المتطلبات الضرورية لافتتاح القنصلية.

وسيزور وفد آخر القنصلية خلال الأيام القادمة من أجل تأهيلها واستكمال تجهيزها وفق معايير وشروط صارمة تتعلق ببناء وأمن ومعدات التمثيليات الدبلوماسية الأميركية في مختلف بقاع العالم.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلن شينكر، بمعية المنتخبين المحليين في مدينة الداخلة، الانطلاقة الرسمية للبوابة الرقمية، الخاصة بالترويج الاقتصادي، والتشجيع على الاستثمار في جهة الداخلة وادي الذهب بشراكة ما بين المملكة المغربية، والولايات المتحدة.
وتهدف البوابة إلى تسهيل مجيء الشركات الأميركية، والعالمية للاستثمار في منطقة الصحراء، عقب الإعلان الأميركي عن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وعزم واشنطن على تخصيص قنصليتها في الداخلة لأهداف اقتصادية.

 

المساهمون