إدلب المنسية مجدداً

06 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 04:09 (توقيت القدس)
إدلب في 28 مارس 2025 (خليل عشاوي/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إدلب، المعروفة بالمحافظة المنسية، شهدت إهمالاً خلال حكم الأسدَين بسبب موقف سكانها المعارض، لكنها تحررت خلال الثورة السورية وأصبحت مركزاً للمعارضة، حيث استقبلت المهجرين وأقامت حكماً ذاتياً ناجحاً بفضل انفتاحها على تركيا.

- بعد سقوط نظام الأسد، انتقلت كوادر حكومة إدلب إلى دمشق، مما أدى إلى تراجع الخدمات وارتفاع الأسعار في إدلب، مع انسحاب المنظمات الخدمية وعودة النازحين إلى مدنهم المدمرة.

- رغم التحديات، احتفظت إدلب بحضور رمزي كمكان انطلقت منه عملية إسقاط الأسد، لكنها عادت لتكون محافظة منسية إدارياً وخدماتياً.

كانت محافظة إدلب أيام حكم آل الأسد تُعرف بالمحافظة المنسيّة، رغم طبيعتها الخلابة وخصوبة أرضها التي أعطتها لقب إدلب الخضراء عن جدارة. ويعود سبب تسمية إدلب بالمنسيّة إلى بداية حكم حافظ الأسد الذي زارها بعد توليه حكم سورية، فقيل إنّ سكانها قابلوه برشقه بحبات البندورة، تعبيراً عن رفضهم له، فأُهملت المحافظة طوال فترة حكم الأسدَين؛ الأب والابن. وخلال الثورة السورية كان للمحافظة النصيب الأكبر من غضب النظام، وكانت المحافظة الوحيدة التي تحرّرت من حكمه طوال سنوات الثورة، وشكلت حاضناً شعبياً كبيراً للمعارضة، إذ استقبلت معارضي النظام، بالإضافة لمن هُجِّروا قسراً من المحافظات الأخرى. وتمكنت من إقامة "حكم ذاتي"، نافست فيه حكومة دمشق في كل شيء، رغم انعدام الموارد فيها، فتمكنت من خلال انفتاحها على تركيا أن تتطور خدمياً واقتصادياً وعمرانياً، فالكهرباء فيها تأتي 24 ساعة في الوقت الذي كانت تغرق فيه العاصمة دمشق في الظلام، وتمكنت القوى المسيطرة في المحافظة من بناء قوة عسكرية لا يستهان بها، وتصدرت المدينة المنسيّة المشهد السوري، لتنطلق منها عملية ردع العدوان التي أسقطت نظام آل الأسد، معلنة بدء مرحلة جديدة من تاريخ سورية.

لكن بعد تحرير البلاد وهروب بشار الأسد، انتقلت كل الكوادر التي كانت تشكّل حكومة إدلب، إلى العاصمة دمشق، كما توزعت كوادر الصف الثاني والثالث وحتى الرابع في تلك الحكومة، "رغم ضعف خبرتهم" على المحافظات السورية الأخرى، وجرى تحويل الوزارات التي كانت تشكل حكومة الإنقاذ، إلى مديريات أوكلت إدارتها إلى موظفين كانوا بالأمس موظفين هامشيين، كما انسحبت كل المنظمات التي كانت تقدم خدماتها لمخيّمات النازحين والمهجرين، قبل أن يتمكن أغلبهم من العودة إلى مدنهم وقراهم بسبب دمارها، إضافة إلى ارتفاع معظم أسعار السلع فيها بسبب انفتاحها على باقي المناطق السورية، وهبوط أسعار الأراضي والعقارات في معظم مناطق المحافظة، خصوصاً تلك التي كانت تكتظ بالنازحين، وحتى فرص العمل التي توفرت لأبنائها، فمعظمها كانت خارج حدود المحافظة، لتعود إدلب إلى سابق عهدها محافظةً منسيةً خدماتياً وإدارياً، لكن مع احتفاظها بحضور رمزي منطقةً جرى إسقاط الأسد انطلاقاً منها.

المساهمون