استمع إلى الملخص
- أشار مبعوث الرئيس الأميركي إلى إمكانية انضمام سوريا ولبنان لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، مع تفاؤل بجهود إقناع السعودية، وسط ضغوط على القوى المدعومة من إيران.
- أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان التدخل الإسرائيلي، مشيرة إلى الانتهاكات الجسيمة، ودعت المجتمع الدولي لحماية حقوق العمال السوريين في المناطق المحتلة.
صدرت إدانات عربية وإقليمية للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، فيما زعم مسؤول أميركي أن سورية يمكن أن تلتحق بقطار التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الاعتداءات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة على الأراضي السورية "استفزاز أرعن، وتصعيد ينتهز فرصة التحول السياسي لتثبيت واقع غير قانوني وغير شرعي". ونقل المتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي، عن أبو الغيط قوله إن الاحتلال الإسرائيلي لأي أراض سورية ينتهك القانون الدولي، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ "مواقف واضحة لإدانة هذا العدوان غير المبرر الذي يستهدف إشعال فتيل التوتر في المنطقة، ووضع العراقيل في طريق الانتقال السياسي في سورية". وأكد المتحدث تضامن الجامعة العربية مع سورية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على أراضيها، ومحاولات إسرائيل المكشوفة لزرع بذور الفتنة.
وشهدت مناطق عسكرية عدة، جنوبي سورية، مساء أمس الثلاثاء، قصفاً عنيفاً شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، استهدف كلاً من تل المانع جنوب غربي دمشق ومنطقة الكسوة، وتل الحارة شمال غربي بلدة الحارة بريف درعا، بالتزامن مع تحليق للطيران الإسرائيلي والمروحي والاستطلاعي. كما توغلت قوات للاحتلال في ريف القنيطرة الشمالي باتجاه قرية عين البيضة، ووصلت إلى بعض النقاط العسكرية، ثم انسحبت باتجاه النقاط العسكرية التي أقامتها أخيراً داخل الأراضي السورية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأربعاء، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سورية تعكس بوضوح عدم دعمه للسلام. وقال فيدان خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة مع نظيره الجورجي ماكا بوتشوريشفيلي، إن على إسرائيل إنهاء توسعها الإقليمي تحت ستار إرساء الأمن. وأكد أن تركيا "دولة قوية ومهمة للمنطقة، وبالتأكيد ستؤدي دوراً مهماً في تنفيذ واستمرار السلام والحفاظ على وقف إطلاق النار". ودعا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، لجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح ومحظورة على الجيش السوري، ما أثار صدمة في الجنوب السوري.
وأمس الثلاثاء، قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن سورية يمكن أن تلحق بقطار التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة. وأعرب ويتكوف خلال فعالية للجالية اليهودية في واشنطن، عن تفاؤله بجهود إقناع السعودية للانضمام لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وأضاف: "أعتقد أن هناك إمكانية لانضمام سورية ولبنان للتطبيع مع إسرائيل، بعد الضربات القوية التي تعرّضت لها القوى المدعومة من إيران هناك"، في إشارة إلى حزب الله وسقوط نظام الأسد في سورية، وفق وكالة "فرانس برس".
تظاهرات في القنيطرة ومباحثات في دمشق
وفي محافظة القنيطرة نفسها، شهدت بلدتا صيدا الجولان وغدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي، مظاهرتين اليوم، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. ويوم أمس، شهدت محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء احتجاجات واسعة رفضاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الجنوب السوري، وتأكيداً على وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي أو مشاريع تقسيمية تستهدف البلاد.
وفي سياق متصل، بحث معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السوري إبراهيم الإبراهيم في دمشق، اليوم الأربعاء، مع مدير منظمة العمل الدولية فرانك هاغمان، وبحضور رئيس اتحاد العمال فواز الأحمد، أوضاع العمال في القنيطرة والجولان المحتل. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن الاجتماع بحث الأضرار التي لحقت بالعمال نتيجة الممارسات الإسرائيلية التي أدت إلى تهجير العديد منهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، مشيرةً إلى أن رئيس اتحاد العمال أكد أهمية جذب انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة العمال السوريين في تلك المناطق، مشدداً على اتخاذ إجراءات لحماية حقوقهم ودعمهم في مواجهة التحديات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبها، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً أدانت فيه التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، ومحاولات تقويض الاستقرار الإقليمي، والاعتداءات المتواصلة على السيادة السورية، مشيرة إلى أنها وثّقت انتهاكات جسيمة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024. ومن بين أبرز هذه الانتهاكات، التوغلات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وخارجها، حيث أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن تسع قواعد عسكرية في جنوبي سورية، تمركز معظمها في محافظة القنيطرة، تستخدم كنقاط انطلاق لدوريات عسكرية إسرائيلية تتجه نحو مناطق مختلفة داخل محافظة القنيطرة.
كما تتضمن الانتهاكات، وفق الشبكة، الاعتداءات على المدنيين والطواقم الإعلامية والإنسانية، وتجريف الأراضي بهدف إقامة نقاط عسكرية جديدة. كما رُصدت حالات اعتقال وإفراج متكرر عن مدنيين، إضافةً إلى ملاحقة صحافيين أثناء تغطيتهم الميدانية. كما أدت الاحتجاجات الشعبية إلى إصابات بين المدنيين بسبب استخدام الرصاص المطاطي من قبل القوات الإسرائيلية. وأضاف البيان أن الانتهاكات تضمنت القصف المدفعي لمناطق الجنوب، بهدف الترهيب والتهجير القسري، وفرض واقع أمني جديد يخدم المصالح الإسرائيلية في المنطقة.