إدانات سودانية أممية لإعلان "الدعم السريع" تشكيل حكومة من كينيا

19 فبراير 2025
محمد حمدان دقلو خلال فعالية سابقة في الخرطوم، 5 ديسمبر 2022 (محمد حجاج/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت وزارة الخارجية السودانية عن استيائها من استضافة كينيا لحدث توقيع ميثاق لتشكيل حكومة في السودان من قبل قوات الدعم السريع، معتبرة أن ذلك يتعارض مع القانون الدولي ويشجع على تقسيم الدول الأفريقية.
- الأمم المتحدة قلقة من إعلان قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في السودان، محذرة من تفاقم الأزمة وأهمية الحفاظ على وحدة السودان لتحقيق استقرار طويل الأمد.
- أكدت وزارة الخارجية الكينية التزامها بدعم جهود السلام في السودان، مشيرة إلى أن استضافة الاجتماع يأتي في إطار تاريخها في تسهيل الحوار.

لقي إعلان قوات الدعم السريع عن عزمها توقيع "ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة السلام والوحدة في السودان" في كينيا إدانات رسمية سودانية وأممية. ففي حين دانت وزارة الخارجية في الحكومة السودانية كينيا لسماحها باستضافة الحدث، أعربت الأمم المتحدة عن تخوفها من الخطوة. مع العلم أن الحدث الذي كان مقرراً في بادئ الأمر الثلاثاء في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في كينيا، أُرجئ إلى الجمعة.

الخارجية السودانية تندد بالخطوة

أعربت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، عن أسفها لتنكر الحكومة الكينية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي ومعاهدة منع الإبادة الجماعية، وذلك باستضافتها لمناسبة توقيع اتفاق سياسي بين قوات الدعم السريع وأفراد ومجموعات مؤيدة لها. وأكدت الخارجية فى بيان صحافي أن "هذه التظاهرة الدعائية لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع، في ظل عزم القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة، مدعومة بجموع الشعب السوداني، على تحرير كل شبر دنسته المليشيا الإرهابية ومرتزقتها الأجانب، والتقدم السريع والمتواصل الذي تحرزه نحو ذلك الهدف"، بحسب وكالة الأنباء السودانية سونا، اليوم الأربعاء.

وتابع البيان: "إذ إن الهدف المعلن لهذا الاتفاق هو إقامة حكومة موازية في جزء من أرض السودان، فإن هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، في خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر". وأشار إلى أن "هذه الخطوة من الحكومة الكينية لا تتعارض فقط مع قواعد حسن الجوار، وإنما تناقض أيضاً التعهدات التي قدمتها كينيا على أعلى مستوى بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان في أراضيها. وهي كذلك بمثابة إعلان العداء لكل الشعب السوداني". وإذ دعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي لإدانة هذا المسلك من الحكومة الكينية، فإنها توضح أنها ستتخذ من الخطوات ما سيعيد الأمور إلى نصابها.

الأمم المتحدة تحذّر من أن إعلان حكومة موازية

من جهته، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، عن قلقه من الإعلان المقرر الجمعة عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، والذي من شأنه أن يزيد من "انقسام" السودان و"مفاقمة الأزمة". وقال ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون جداً من أي تصعيد جديد للنزاع في السودان، وأي عمل كهذا من شأنه زيادة تقسيم البلاد مع التهديد بمفاقمة الأزمة". وأكد أن "الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يظل عنصراً أساسياً في التوصل إلى حل دائم للنزاع وفي استقرار بعيد المدى للبلاد والمنطقة".

كينيا تؤكد مجدداً التزامها بالسلام

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الكينية، اليوم الأربعاء، إنها مستعدة لدعم جهود السلام في السودان، وذلك بعد يوم من اتهام الخرطوم لكينيا بانتهاك سيادتها من خلال استضافة اجتماع لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية في العاصمة نيروبي. وترأس نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو الوفد السوداني في مركز مؤتمرات كينياتا الدولي المملوك للحكومة في نيروبي، مشيراً إلى أنه سيكون هناك إعلان مهم يوم الجمعة. وقالت وزارة خارجية كينيا إن البلاد تستضيف العديد من اللاجئين السودانيين ولديها تاريخ في تسهيل الحوار "بدون أي دوافع خفية".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)