"وول ستريت جورنال": إدارة ترامب تضغط على إيران لإجراء محادثات نووية مباشرة

04 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 14:00 (توقيت القدس)
محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران، 29 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الولايات المتحدة لعقد محادثات نووية مباشرة مع إيران لتفكيك برنامجها النووي بعد انسحاب ترامب من اتفاق 2015، وتواجه هذه الجهود تحديات بسبب إصرار طهران على تخصيب اليورانيوم.
- تتزامن الجهود الدبلوماسية مع تصعيد عسكري أميركي في الشرق الأوسط، حيث تم توسيع الوجود العسكري كجزء من الحملة ضد الحوثيين، مما قد يدفع إيران لقبول اتفاق جديد.
- تظل إيران قريبة من القدرة على صنع سلاح نووي، وتنتج شهرياً ما يعادل سلاح نووي من اليورانيوم عالي التخصيب، مع احتمال طرد المفتشين الدوليين في حال تعرضها لهجوم.

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الولايات المتحدة تضغط من أجل عقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في تفكيك البرنامج النووي لطهران. وإذا وافقت إيران على المشاركة، فستكون المحادثات أول مفاوضات مباشرة مستدامة بين البلدين منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي السابق في عام 2018. وتسعى إدارة ترامب إلى تجاوز ما تم تحقيقه في ذلك الاتفاق الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وبحسب ما أوردته "وول ستريت جورنال"، فمن المرجح أن تكون المهمة شاقة، فقد رفضت طهران لعقود التخلي عن برنامجها النووي، مُصرةً على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، كما تقول. وبعد سنوات من المفاوضات، كان الاتفاق الأميركي الذي يسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة عاملاً أساسياً في فك الارتباط بالاتفاق النووي لعام 2015. ووفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، فلن يكون ذلك كافياً هذه المرة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستسعى للقضاء على البرنامج.

تقارير دولية
التحديثات الحية

إيران قد تكون منفتحة على مفاوضات مباشرة مع واشنطن لاحقاً

وكان ترامب قد صرّح للصحافيين، أمس الخميس، بأنه من الأفضل إجراء محادثات مباشرة. وقال: "أعتقد أنّ الأمر أسرع، وأنك تفهم الطرف الآخر بشكل أفضل بكثير، مقارنةً بالتعامل عبر وسطاء". وأضاف: "أعلم يقيناً أنهم يرغبون في إجراء محادثات مباشرة". ولم يستجب المسؤولون الإيرانيون لطلب التعليق. غير أنّ مستشاراً كبيراً للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أشار إلى أنّ طهران قد تكون منفتحة على مفاوضات مباشرة مع واشنطن في وقت لاحق.

وقال المسؤول الأميركي الكبير للصحيفة إنّ إدارة ترامب "تسعى إلى محادثات مباشرة بين كبار المسؤولين من كلا الجانبين، وتريد تجنّب وضع يكون فيه المفاوضون في طوابق مختلفة من نفس الفندق يتبادلون الرسائل ذهاباً وإياباً لشهور أو سنوات متواصلة". وكان المسؤولون الأميركيون قد أجروا محادثات غير مباشرة مع نظرائهم الإيرانيين خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بعد أن رفضت طهران عقد اجتماعات مباشرة وجهاً لوجه.

ومن المرجح، بحسب الصحيفة، أن يشارك المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في جهود التفاوض، على الرغم من عدم الإعلان عن فريق أو مكان التفاوض. وصعّدت الولايات المتحدة ضغطها العسكري بالتزامن مع جهودها الدبلوماسية. ويعمل البنتاغون على توسيع الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط بنشر مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية في المنطقة، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز "إف 35" وقاذفات "B-2" وأنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت. 

وأكدت واشنطن أن هذه الخطوات ليست استعدادات لضربة وشيكة على إيران، بل هي دعم للحملة الأميركية ضد الحوثيين في اليمن باعتبارهم أحد حلفاء طهران في المنطقة. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مايكل سينغ، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، قوله: "مع معاناة إيران من الضربات العسكرية الإسرائيلية (في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت) والاقتصاد المحلي، يشعر ترامب بفرصة لزيادة الضغوط على القيادة الإيرانية على أمل أن ترى في اتفاق جديد مع الولايات المتحدة السبيل الوحيد للخروج".

هل تُقدم إدار ترامب على خيار عسكري؟

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد المسؤولون والخبراء أن طهران أقرب من أي وقت مضى من حيث القدرة على صنع سلاح نووي، على الأرجح خلال أشهر فقط إذا ما مضت قدماً. كما تنتج إيران شهرياً ما يعادل حوالي سلاح نووي واحد من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يمكنها تحويله بسرعة إلى وقود صالح لصنع قنبلة نووية.

وحذّر سينغ من أن مهلة الشهرين التي حددها ترامب في رسالته إلى إيران لتوقيع اتفاق نووي جديد أو مواجهة عمل عسكري محتمل تُشكّل ضغطاً على واشنطن، وكذلك على طهران. وقال إنّ إدارة ترامب "قد تجد نفسها قريباً أمام قرار بشأن العمل العسكري الذي تأمل بالتأكيد تأجيله".

وقال مسؤول عسكري أميركي سابق إن حملة جوية أميركية إسرائيلية منسقة قد تُلحق أضراراً بالغة بالمنشآت النووية الإيرانية، ولكن من المرجح أن تحتاج إلى تكرارها خلال تسعة أشهر أو عام إذا سعت طهران إلى إعادة بناء البرنامج. بينما حذّر المسؤولون الإيرانيون من أنهم، في حال تعرضهم لهجوم، قد يطردون المفتشين الدوليين ويواصلون برنامجهم سرّاً.

ووفقاً للصحيفة، تتمتع إيران بخبرة واسعة في استخدام المحادثات لتخفيف الضغوط والحفاظ على برنامجها النووي. وصرح ريتشارد نيفيو، المسؤول الكبير في المفاوضات مع إيران في عهد إدارتي بايدن وأوباما، بأنّ الإيرانيين سيحاولون تجنّب وضع أنفسهم في موقف يُجبرهم على اتخاذ قرار إما بالموافقة أو الرفض. وأضاف: "سيبحثون دائماً عن طريق ثالث يُتيح لهم الوقت والمساحة".

ويشهد الصراع بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق. فللمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإيرانية الأميركية المقطوعة والمتوترة منذ 45 عاماً، تتصاعد لغة التهديد والهجوم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل خلال كل هذه الفترة، وذلك في الولاية الثانية لترامب الذي توعد أخيراً بقصف إيران وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.

والثلاثاء الفائت، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده "تؤكد مجدداً أنها لن تسعى أبداً تحت أي ظرف كان إلى امتلاك وتطوير أو حيازة أي أسلحة نووية". وتمثل تصريحات عراقجي هذه تراجعاً عما أدلى به كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، مساء الاثنين، في حوار مع التلفزيون الإيراني.

وأضاف عراقجي، في منشور على منصة إكس، أنّ ترامب قد لا يعجبه الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكن الاتفاق "يحتوي على التزام حيوي واحد من جانب إیران لا یزال قائماً، وحتى الولایات المتحدة -بعد خروجها من الاتفاق- قد استفادت منه"، مشيراً إلى أنه بعد مرور عشر سنوات على توقيع خطة العمل الشاملة المشترکة وسبع سنوات بعد انسحاب الولایات المتحدة من جانب واحد منها، "لا یوجد دلیل واحد على أن إیران قد انتهكت هذا الالتزام" بالتوجه نحو السلاح النووي، قائلاً إن مدیرة الاستخبارات الوطنیة الأميركية تولسي غابارد قد أكدت ذلك أيضاً بـ"شكل واضح مؤخراً".