إدارة بايدن تؤكد دعمها للأكراد في سورية: نعمل معهم وهذا لن يتغير

إدارة بايدن تؤكد دعمها للأكراد في سورية: نعمل معهم وهذا لن يتغير

18 فبراير 2021
تأتي التصريحات عقب بدء القوات الأميركية إنشاء قاعدة جديدة لها في ريف الحسكة (فرانس برس)
+ الخط -

أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، أن "العمليات العسكرية الأميركية بكل من سورية والعراق تركز حالياً على التصدي لتنظيم داعش، الذي لا يزال موجوداً"، مضيفاً: "نحن في سورية نعمل مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وهذا الأمر لم يتغير".

جاء ذلك خلال مؤتمره الصحافي، يوم أمس الأربعاء، في العاصمة الأميركية واشنطن، ونقلت تفاصيله، اليوم الخميس، وكالة "الأناضول" الرسمية التركية.

وأضاف المتحدث: "كما قلنا دائماً إنّ أفضل طريقة يمكن الاستمرار فيها لمواجهة تنظيم داعش وهزيمته، هي العمل مع القوات المحلية". وتابع: "نحن في سورية نعمل مع قوات سورية الديمقراطية، وهذا الأمر لم يتغير".

ويعتبر هذا التصريح محطة مهمة في تأكيد الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن دعم الأكراد شمال شرقي سورية، والتشديد على أنّ "قسد" حليف استراتيجي لواشنطن، كان سابقاً وسيبقى.

وكان كيري قد لفت، خلال مؤتمر صحافي سابق، في 8 فبراير/ شباط الجاري، إلى أنّ "القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرقي سورية، لم تعد مسؤولة عن حماية حقول النفط في البلاد"، وذلك في أول تعديل بالملف السوري للأهداف الأميركية في عهد الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن.

وأكد المتحدث في تصريحه السابق أنّ "موظفي وزارة الدفاع الأميركية ومقاتليها ليسوا مخولين بمدّ يد المساعدة إلى شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سورية، ولا إلى أي من موظفي هذه الشركة أو إلى وكلائها".

وأشار إلى أن "العسكريين الأميركيين المنتشرين في شمال شرق سورية (وعددهم نحو 900 جندي)، موجودون لدعم المهمة ضد تنظيم داعش". معتبراً أن "روسيا لم تكن طرفاً مساعداً في الساحة السورية"، ومحذراً موسكو "من اتخاذ أي إجراءات استفزازية قد تؤدي إلى حوادث مع القوات الأميركية المنتشرة شرقي البلاد"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، حينها.

يعتبر هذا التصريح محطة مهمة في تأكيد الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن دعم الأكراد شمال شرقي سورية

وتأتي التصريحات الأخيرة من قبل المتحدث باسم البنتاغون عقب بدء القوات الأميركية إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها في ريف الحسكة، شرقي سورية، وهي الثانية لها خلال أقل من شهر في تلك المنطقة.

وأوضحت مصادر مطلعة من المنطقة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات الأميركية بدأت، الاثنين الفائت، العمل على إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة المالكية، أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، مضيفةً أنّ تعزيزات التحالف بقيادة واشنطن وصلت، صباح الاثنين، إلى المنطقة عبر معبر الوليد الحدودي الشمالي قادمةً من العراق، وضمّت 50 شاحنة محملة بعربات من نوع همر، ومدرعات عسكرية مصفحة، وشاحنات أسلحة وذخائر، ومعدات لوجستية، للقيام بأعمال الحفر والتسوية وبناء السواتر في المنطقة، الواقعة جنوب غرب عين ديوار بكيلومتر، وفي المثلث الحدودي الواقع بين سورية والعراق وتركيا.

واتهمت وكالة النظام الرسمية (سانا)، واشنطن بأن "الهدف من إحداث قاعدة عسكرية في المنطقة، إضافة إلى تعزيز نقاط الاحتلال الأميركي ومواقع تمركزه في محيط حقول النفط، ضمان استمرار عمليات السرقة والنهب للثروات السورية وتأمين الطرق التي تستخدمها بعمليات السرقة من خلال المعابر غير الشرعية التي أحدثتها لهذه الغاية في ريف الحسكة الشرقي".

وباشرت القوات الأميركية، نهاية يناير/كانون الثاني من العام الجاري، إنشاء قاعدة لها قرب تل علو في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، سبقها بأسبوعين إنشاء مطار عسكري تابع لقاعدتها في منطقة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية. 

وقد أشار المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش" واين ماروتو، في تغريدة له نشرها على حسابه عبر "تويتر"، الأسبوع الماضي، إلى أنّ "شركاءهم في سورية والعراق نفذوا، بدعم من التحالف الدولي، 33 عملية عسكرية ضد التنظيم الإرهابي في سورية والعراق خلال الشهر الحالي".

جاء ذلك الإعلان عقب مقتل قياديين من التنظيم، من بينهم أمني وأمير قاطع البادية السورية في دير الزور، في 12 فبراير/ شباط الجاري، إثر غارة نفذتها طائرة مُسيرة تابعة للتحالف الدولي، استهدفت سيارة تستقلها مجموعة من قيادات "داعش" في منطقة الروضة ضمن بادية ناحية الصور، في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، الواقعة ضمن سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والتي تحوي وجوداً أميركياً.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن وحليفته "قسد" قد أعلنا القضاء على التنظيم في آخر جيب له في سورية، بعد الهجوم الواسع على بلدة الباغوز، شرقي دير الزور، في مارس/ آذار 2019، ولكن يبدو أنّ التحالف الدولي بات يتسلم زمام المبادرة من جديد لملاحقة التنظيم في سورية، إثر تعاظم نشاطه منذ منتصف العام الماضي عبر خلاياه المنتشرة في البادية، والتي نفذت منذ ذلك الحين عشرات العمليات الخاطفة والسريعة التي استهدفت قوافل ونقاطاً وأرتالاً لعديد من الأطراف التي تسيطر على البادية، إلى جانب ظهور التنظيم وقياداته في مناطق السيطرة الكردية، التي تشهد انتشاراً أميركياً.