إخلاء قرية عراقية من سكانها بسبب القصف الإيراني على إقليم كردستان

إخلاء قرية عراقية من سكانها بسبب القصف الإيراني على إقليم كردستان

17 نوفمبر 2022
تركز القصف في الفترة الأخيرة على مدينة كويسنجق الواقعة شمال أربيل (فريق فرج/الأناضول)
+ الخط -

تسبب القصف الإيراني على بلدات ومناطق حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، شمالي البلاد، بهجرة العشرات من الأسر من مناطق القصف إلى داخل المدن الرئيسة في أربيل والسليمانية تحديداً، خصوصاً بعد وقوع ضحايا بين المدنيين وخسائر في الممتلكات، إلا أن تركز القصف في الفترة الأخيرة على مدينة كويسنجق الواقعة شمال أربيل، والتي تبعد عن الحدود الدولية العراقية مع إيران نحو 65 كيلومتراً، تسبب بإخلاء قرية كاملة من سكانها.

ونقلت محطة أخبار مقربة من سلطات الإقليم، اليوم الخميس، عن سكان قرية هرموتة، تأكيدهم هجرة سكان القرية التي يقطنها عراقيون مسيحيون، وتقع ضواحي مدينة كويسنجق، التي شهدت أوسع نطاق للعمليات الصاروخية الإيرانية والطائرات المسيّرة المفخخة، كان آخرها الاثنين الماضي، والذي أسفر عن مقتل اثنين وجرح نحو 10 آخرين، بينما تسبب القصف على المدينة ذاتها بمقتل 18 وجرح 60 آخرين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتقول طهران إن القصف يستهدف مقار لجماعات كردية إيرانية معارضة، تتهمها بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة داخل المدن الإيرانية، وهو ما تنفيه تلك الجماعات بشكل كامل.

ونقلت محطة تلفزيون "رووداو"، عن نازحين من القرية، تأكيدهم أنه لم يبقَ فيها غير 6 عائلات فقط، بينما تركها جميع السكان الآخرين.

وأشار قس قرية هرموتة زايا شابا إلى أن عدم بقاء المسيحين في القرية أمر من الصعب استيعابه، متحدثاً عن أن سكان القرية من المسيحيين غادروها، وعددهم 118 عائلة، إلى جانب 25 عائلة مسلمة.

ونقلت المحطة ذاتها عن بهار عزيز بطرس، وهي نازحة من القرية، قولها: "أيقظنا الأطفال وأسرعنا في ترك القرية، حيث جاء ابني ليأخذنا إلى شقته، لقد كنا مرعوبين فيما كان الأطفال يصرخون".

من جهته، يقول عيسى ماربين، من سكان القرية: "لم يبقَ أحد هنا سوى بعض الشباب، يمكنك أن تفتش البيوت الواحد تلو الآخر، لن تجد أحداً".

من جهته، لفت عضو منظمة البارزاني للأعمال الإنسانية والإغاثة شوان عقراوي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن القرية سقط فيها صاروخان وطائرة مسيّرة مفخخة، والشعور بأن صاروخاً أو مقذوفاً سيسقط في أي وقت لا يجب أن يجربه أحد"، وفقاً لقوله، مشيراً إلى أن سكان القرية توجهوا إلى منطقة عين كاوا إلى جانب مناطق أخرى في دهوك، وكل حسب أقربائه أو معارفه، والمنظمة تقدم مساعدات لهم ولغيرهم من النازحين.

وتحدث عن نزوح أكثر من 400 عائلة خلال الخمسين يوماً الماضية بسبب القصف الإيراني الذي استهدف مناطق كويسنجق، وسيدكان، وسوران، ومخيم عربت شمال وشرق السليمانية خلال الفترة الماضية.

ودانت وزارة الخارجية العراقية القصف الإيراني الذي استهدف، نهار الاثنين الماضي، أراضي إقليم كردستان العراق، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى بخصوص تلك الاعتداءات، معتبرة القصف "نهجاً أحادياً، وعدائياً، لن يكون عاملاً للدفع بحلول تفضي للاستقرار".

كما أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) القصف الإيراني، مشددة في بيان على أنه "لا ينبغي استخدام العراق ساحةً لتصفية الحسابات ويجب احترام سلامة أراضيه".