إجراءات أمن مشددة وسط موسكو عشية الاحتفالات بعيد النصر
استمع إلى الملخص
- تواجه روسيا تحديات أمنية مع تكثيف أوكرانيا هجماتها بالمسيرات، وسط مخاوف من هجمات محتملة خلال الاحتفالات، حيث تسعى روسيا لكسر العزلة الأوروبية وكسب الرأي العام العالمي بإعلان هدنة في أوكرانيا.
- سيحضر قادة 29 بلداً الاحتفالات، بما في ذلك الرئيسان الفلسطيني والمصري، مع مشاركة رئيس الوزراء السلوفاكي كممثل وحيد لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
عاشت مناطق وسط العاصمة الروسية موسكو، اليوم الأربعاء، حالة من تشديد الإجراءات الأمنية وقطع الإنترنت لساعات عدة، عشية توافد قادة أكثر من 25 بلداً للمشاركة في الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على النصر، على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) التي ستحل يوم بعد غد الجمعة. وشهدت شوارع وسط موسكو التي تفقدها مراسل "العربي الجديد"، انتشاراً كبيراً لأفراد الأمن وسيارات الشرطة مع إغلاق الشوارع الرئيسية أمام المشاة وتخصيص بعض محطات مترو الأنفاق وسط العاصمة للدخول فقط مع إغلاق المخارج، مما سبَّب متاعب واجهها سكان المدينة في الوصول إلى أماكن عملهم.
وشكا أحد المارة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" من أن الطريق من محطة مترو سمولينسكايا الواقعة بجوار مقر وزارة الخارجية الروسية، إلى مقر عمله استغرق اليوم 40 دقيقة من التسلل عبر شوارع جانبية، بينما لا يتخطى قطع المسافة ذاتها في الظروف الاعتيادية عشر دقائق. في المقابل، أبدت واحدة من المارة تفهماً للإجراءات المتخذة نظراً إلى حساسية الوضع الراهن، قائلة لـ"العربي الجديد" إنه "في بعض الأوقات نتناسى أننا بلد في حال حرب، ولكن على السلطات الأمنية أن تكون في حال الجاهزية للتصدي لأي هجوم قد يقع في أي لحظة".
وفي وقت انقطع فيه الإنترنت عن المستخدمين الموجودين وسط المدينة، وجهت كبرى المصارف الروسية رسائل نصية إلى عملائها لإبلاغهم بصعوبات قد يواجهونها عند تصفح تطبيقاتها، ناصحة إياهم بالاعتماد على الاتصال بواسطة الإنترنت اللاسلكي (Wi-Fi). كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعجز العملاء عن سحب العملة النقدية من ماكينات السحب الذاتي.
وفي وقت تراهن فيه روسيا على إقامة الاحتفالات بعيد النصر على النازية لكسر العزلة التي تفرضها عليها الدول الأوروبية وكسب الرأي العام العالمي عبر إعلان هدنة مدتها ثلاثة أيام في أوكرانيا، ثمة مخاوف وتحذيرات من تنفيذ كييف هجمات سواء في المناطق الحدودية أو على العمق الروسية بالتزامن مع الاحتفالات. وما يعزز هذه المخاوف هو تكثيف أوكرانيا هجماتها بالمسيرات على مختلف الأقاليم الروسية، بما فيها العاصمة موسكو، في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى تحذير وجهه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ومفاده أن أوكرانيا لا تستطيع أن تضمن للدول سلامة ممثليها المتوجهين إلى موسكو لحضور الاستعراض.
وتقيم روسيا في 9 مايو/أيار الجاري، استعراضاً عسكرياً مهيباً بالساحة الحمراء احتفالاً بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية بحضور قادة 29 بلداً لا تقتصر قائمتها هذه المرة على الجمهوريات السوفييتية السابقة والدول غير الغربية، بل تشمل أيضاً الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، وحتى رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيتسو، ممثلاً وحيداً عن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بينما ستكون الدول العربية متمثلة بالرئيسين الفلسطيني، محمود عباس، والمصري عبد الفتاح السيسي.