سد النهضة: السودان يستبعد الخيار العسكري وأحمد يقترح اجتماعا أفريقيا

سد النهضة: السودان يستبعد الخيار العسكري وإثيوبيا تقترح اجتماعاً للاتحاد الأفريقي

21 ابريل 2021
تصرّ أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه حتى من دون اتفاق (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

اقترحت إثيوبيا، اليوم الأربعاء، عقد اجتماع للاتحاد الأفريقي، من أجل إنهاء جمود مفاوضات سدّ النهضة بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، فيما شدد السودان على استبعاد الخيار العسكري.

وقال عضو مجلس السيادة السوداني، الهادي إدريس، إنّ بلاده لا تسعى للخيار العسكري لحل قضية الحدود مع إثيوبيا، أو حتى بشأن ملف سد النهضة.

جاء ذلك في زيارة له إلى ولاية القضارف شرقي السودان والمتاخمة للحدود السودانية الإثيوبية، حيث يسيطر التوتر بين البلدين منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نتيجة النزاع على منطقة الفشقة التي استعاد السودان أكثر من 95% من أراضيها في الأشهر الماضية.

وأوضح إدريس، في تصريحات خلال الزيارة، أنّ "الخرطوم تفضل الحل السلمي مع إثيوبيا لحلحلة كافة القضايا"، لكنه أكد في نفس الوقت وقوف حكومة الفترة الانتقالية خلف القوات المسلحة وتقديم الدعم والسند لها، و"هي تقود معركة الكرامة والانتشار داخل الحدود باعتباره حقاً مشروعاً للقوات المسلحة"، كما قال.

من جهته، أكد الفريق عصام كرار قائد القوات البرية، مقدرة القوات المسلحة على "حماية كل شبر من الأراضي التي تم تحريرها، وانتشار الجيش داخل حدوده لتأمين المناطق الزراعية"، مؤكداً استمرار انتشار الجيش السوداني لاسترداد كافة الأراضي السودانية المعلومة حسب حدود 1902.

وتعهد الفريق كرار بحماية الأراضي السودانية الزراعية الخصبة و"التي ستدفع بزيادة الإنتاج والإنتاجية ورفد الاقتصاد الكلي بالبلاد، وتحقيق الطفرة الاقتصادية الكبرى، كما تعهد بعدم الاعتداء على الغير وعبور الحدود".

إلى ذلك دعا سليمان علي، والي ولاية القضارف، المتاخمة للحدود السودانية الإثيوبية، أديس أبابا للتوصل إلى اتفاق حول وضع العلامات على الحدود لإنهاء هذا الملف والالتفات للجوانب الأخرى في تحقيق التكامل بين البلدين.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، إنّ "إثيوبيا ترى أن الطريق إلى الأمام في مفاوضات سدّ النهضة هو أن تطلب من رئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسكيدي، الدعوة إلى اجتماع لإنهاء الجمود بشأن المفاوضات"، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".

ونقل البيان ردّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، على رسالة نظيره السوداني عبد الله حمدوك، في 13 إبريل/نيسان الحالي، قائلاً إن "افتراض فشل عملية التفاوض ليس صحيحاً، لأننا رأينا بعض النتائج الملموسة، بما في ذلك توقيع إعلان المبادئ".

وفي 23 مارس/آذار 2015، وقّعت مصر والسودان وإثيوبيا إعلان مبادئ سد النهضة، وهو اتفاق إطاري لإثبات حسن النوايا.

وفي 13 إبريل الجاري، دعا حمدوك، في رسالة وجهها إلى نظيريه المصري مصطفى مدبولي، والإثيوبي أبي أحمد، إلى عقد اجتماع ثلاثي مغلق خلال 10 أيام، لتقييم مفاوضات سد النهضة.

وأوضح بيان الخارجية الإثيوبية، الصادر اليوم، أن "الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الإثيوبي استشهدت أيضاً باجتماع كينشاسا، والتفاهم الذي تم التوصل إليه بشأن استئناف المفاوضات الثلاثية المتوقفة التي يقودها الاتحاد الأفريقي".

وفي 6 إبريل الجاري، انتهت جولة مفاوضات في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، من دون "إحراز تقدم"، بحسب بيانين للخرطوم والقاهرة، وتمسّك أديس أبابا بالملء الثاني من دون التوصل إلى اتفاق أولاً.

وتصرّ أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.

وشدّد نائب رئيس الحكومة، وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، الأسبوع الماضي، على أن تسييس وتدويل ملف سدّ النهضة لن يؤدّيا إلى نتيجة مربحة، مؤكداً أن ممارسة ضغوط غير ضرورية على إثيوبيا، من خلال تعمّد تسييس وتدويل المسألة، لن تجبر أديس أبابا على القبول بمعاهدة استعمارية حول نهر النيل.

وأبلغت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، براين شوكان، بأن بلادها كانت وما زالت منفتحة على جميع مبادرات التوصل إلى حلول حول سد النهضة الإثيوبي.