إبراهيم حمادة.. عضو الكونغرس من أصول عربية الداعم للصهيونية

14 نوفمبر 2024
إبراهيم حمادة خلال تجمّع انتخابي في أريزونا لدعم ترامب، 23 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فاز إبراهيم حمادة بمقعد في مجلس النواب عن ولاية أريزونا كمرشح جمهوري، رغم عدم ترحيب العرب الأميركيين بسبب دعمه للصهيونية وإسرائيل وهجومه على المتظاهرين ضد الاحتلال.
- اشتهر حمادة في الأوساط اليمينية المتطرفة بفضل دعمه لترامب وفوزه في دائرة انتخابية مضمونة للجمهوريين، حيث بنى حملته على التشكيك في الانتخابات ووصف المهاجرين بالإرهابيين.
- يُعرف حمادة بتأييده القوي لإسرائيل ومعارضته لحركة المقاطعة (BDS)، وكتب مقالاً يدعم فيه الجيش الإسرائيلي وزار إسرائيل خلال دراسته الجامعية.

فاز إبراهيم حمادة، العربي الأميركي من أصول سورية مسلمة، بانتخابات مجلس النواب عن إحدى دوائر ولاية أريزونا، مرشحاً عن الحزب الجمهوري. لكن هذا الفوز لم يكن موضع ترحيب من العرب الأميركيين في الولايات المتحدة، حيث يتبنى حمادة أجندة متطرفة، ويفخر بأنه داعم للصهيونية، ويتعهد بأن يكون المدافع الأول عن إسرائيل، ويهاجم المتظاهرين ضد الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية في غزة، ويصفهم بالمتطرفين.

على موقعه الشخصي يضع إبراهيم حمادة أو آبي (أبرهام) حمادة، صورة شخصية له مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، وتحتها منشور لترامب على منصة "إكس" يدعم من خلاله ترشحه لانتخابات مجلس النواب في أريزونا. وكتب ترامب فيها: "آبي حمادة من المحاربين القدامى، ومدعٍ عام سابق ومقاتل شجاع من أجل انتخاباتنا. وسيكون محارباً حقيقياً في الكونغرس، وسيضع أميركا دائماً في المقام الأول! وكما يعلم الجميع، فقد حارب آبي من أجل بلدنا في الخارج". وتابع: "آبي حمادة قوي في ما يتعلق بالحدود، والجيش، والجريمة، وخفض الضرائب، ونزاهة الانتخابات، وحماية التعديل الثاني (حمل الأسلحة والاحتفاظ بها). هذه هي الأسباب التي جعلتني أعطي آبي حمادة تأييدي الكامل في سعيه لأن يكون عضو الكونغرس عن الدائرة الثامنة لولاية أريزونا العظيمة".

نال حمادة شهرته لدى اليمين المتطرف في أميركا بظهوره المتكرر على البرامج اليمينية ودفاعه المستميت عن ترامب، وفاز بعضوية مجلس النواب مستفيداً من دعمه كل أشكال التطرف، سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل أو المنطقة، وذلك رغم أصوله العربية السورية. ترشح حمادة وفاز في دائرة مضمونة، رغم أنها في ولاية أريزونا المتأرجحة. ورغم أن هذه الدائرة منحت 96% من أصواتها في انتخابات 2020 للجمهوريين، فإن فوزه على منافسه الديمقراطي كريغ ويتن في الانتخابات التي جرت مع الرئاسيات في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري كان ضيقاً بنسبة 56.4% مقابل 43.6%.

بنى حمادة ملفه السياسي حول التشكيك في الانتخابات، واستمر في الطعن بخسارته سباق 2022 لمنصب المدعي العام في أريزونا، وخلال حملته الانتخابية، وصف المهاجرين بـ"الإرهابيين الذين يخربون البلاد"، وتعهد بطردهم خارج الولايات المتحدة الأميركية حتى هؤلاء الذين حصلوا على أوراق ثبوتية خلال فترة الرئيس الحالي جو بايدن، وروج لسياسات الحزب الجمهوري في ما يخص الهجرة والتضخم، وتمسك بموقف ترامب القائل إن قضية الإجهاض يجب أن تترك للولايات للحسم بشأنها. وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تعرّض لانتقادات وهجمات كثيرة بناءً على خلفيته المسلمة.

ولد آبي حمادة، البالغ من العمر 33 عاماً، لأب سوري وأم تحمل الجنسية الفنزويلية، وخدم نقيباً في جيش الاحتياط الأميركي وضابط استخبارات، وأرسل إلى السعودية، وخلال وجوده هناك درب أفراداً في الجيش السعودي لمدة 14 شهراً، ليعود ويحصل على وسام الخدمة المتميزة. درس حمادة الحقوق في جامعة أريزونا، وشغل منصب المدعي العام في مقاطعة ماريوكوبا قبل أن يقدم استقالته في سبتمبر/ أيلول 2021، ويفكر في الانخراط في السياسة.

إبراهيم حمادة.. الأكثر تأييداً لإسرائيل

كتب حمادة مقالاً في موقع منحاز لإسرائيل قدم فيه وصلة من النفاق والتدليس من أجل الحصول على أصوات اليهود في الدائرة التي ترشح بها، وجاء فيه: "عند انتخابي لعضوية الكونغرس، سأقف دائماً إلى جانب إسرائيل، وبصفتي مرشحاً عن ولاية أريزونا، فإنني لن أتراجع ولن أعتذر أبداً عن دعمي الثابت لدولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي وشعب إسرائيل، الذي يستحق أن يعيش في سلام في بلده والمنطقة بأسرها. ولهذا السبب وصفتني صحيفة جيروزالم بوست أخيراً بأحد أكثر المرشحين تأييداً لإسرائيل في ولاية أريزونا".

وكشف أنه في أثناء دراسته في كلية الحقوق، ذهب في رحلة إلى إسرائيل مع العديد من طلاب القانون اليهود، وزعم أن الزيارة "ساعدته في تعزيز دعمه لإسرائيل"، وأنه يفتخر بالوقوف "بقوة ضد إيران المسلحة نووياً وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)". وقبل انتخابه قال إنه سيكون "الصوت الأعلى ضد معاداة السامية البغيضة التي يعبّر عنها في كثير من الأحيان بعض أعضاء الكونغرس"، على حد قوله.

ولم يتوقف حمادة عند هذا الحد، بل تعهد بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي رغم جرائمه وعنصريته، مردداً أنه "لن يقف صامتاً بينما يتهم أعضاء الكونغرس إسرائيل زوراً بأنها دولة عنصرية، وسأستخدم منصتي للتحدث ضد معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، وسأدين أي مجموعة أو فرد يدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات". انتقد حمادة أيضاً، في تصريحات أخرى له، المظاهرات في الولايات المتحدة الداعمة للقضية الفلسطينية، وزعم أن الرافضين لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة "يحملون أعلام طالبان"، ووصف تحركاتهم بأنها "نوع من الماركسية والأيديولوجيا المتطرفة". وقال أيضاً إن زيارته لإسرائيل عندما كان طالباً تسببت في ترحيله من لبنان في وقت لاحق، وإن "هذه التجربة لا تزال عالقة في ذهنه"، على حد زعمه.

المساهمون