استمع إلى الملخص
- بايدن وهاريس يؤكدان دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع التركيز على إنهاء التهديدات لإسرائيل وتحقيق استقرار أكبر في الشرق الأوسط.
- رغم الاغتيالات والصفقات، المقاومة لا تزال حية وصامدة، مما يثبت أن فكرة المقاومة لن تموت برغم التحديات والثمن الغالي.
تسمع شعارات النصر المبين في التصريحات الإسرائيلية والأميركية بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وكأن لا تاريخ يُقرأ ولا ماض يُعاد إليه.
نفس رايات النصر رُفعت من الإسرائيليين والأميركيين بعد اغتيال إسماعيل هنية وعز الدين القسام وأحمد ياسين وأبو جهاد وأبو إياد وياسر عرفات، وقيادات لا حصر لها من المقاومة عبر تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، السبت الماضي، إن "القضاء" على نصر الله "يمثل نقطة تحول تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط". ممكن، ولكن إسرائيل اجتاحت لبنان أصلاً ولم ترجح كفة الصراع لها ولم يمِل ميزان القوى لصالحها كما تدعي، بل إن ذلك ما قوّى المقاومة وزاد من حجم حزب الله.
ويؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحركة حماس والحوثيين، وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران". ويعتبر أنه "حان الوقت لإبرام صفقة وإنهاء التهديدات لإسرائيل وتحقيق استقرار أكبر في منطقة الشرق الأوسط الأوسع". وهذا بيت القصيد، إنهاء التهديدات لإسرائيل، وهذا لن ينتهي.
ولم تشذ المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس عن النغمة نفسها، وتؤكد بنبرة التباهي: "اليوم، حصل ضحايا حزب الله على قدر من العدالة"، مضيفة: "سأدعم دائماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". زعيمة تتباهى بالشماتة في القتل، وتتحدث عن العدل، من دون أن تتساءل عن ملايين الأطفال والنساء الذين دمرتهم أميركا في كل أنحاء العالم، وأن أولئك لا يستحقون عدلاً. كيف لا يعود هؤلاء إلى مسار عقود من الصراع العربي الأميركي الصهيوني، وهل أفادت كل تلك الاغتيالات أمن إسرائيل؟ هل أنهت تلك الاغتيالات وتلك الصفقات المطبّعة المقاومة، فكرة وعقيدة؟ وهل تطورت حركات المقاومة عملياتياً وتكنولوجياً أم تراجعت بعد تلك الاغتيالات؟ هل انتهت حماس كما كانوا يتوهمون ويعلنون؟ هل استرجعوا أسراهم؟ لقد مر عام على طوفان الاقصى، ولا تزال المقاومة حيّة، تدافع بما لديها من إمكانات بسيطة أمام أسطول الجيش الأقوى في العالم، ولكنها لا تزال صامدة برغم ذلك. قد تأتي أيام حزينة أخرى، وهزائم أخرى، ولكن فكرة المقاومة لن تموت برغم كل الثمن الغالي الذي يدفعه الناس، وبرغم كل ما يمكن أن يقال عن حزب الله لبنانياً وعن حماس فلسطينياً، ولكن لا أمن لإسرائيل.