أول لقاء بين وزيري الخارجية الجزائري والإسباني منذ أزمة مارس 2022

21 فبراير 2025
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يصافح وزير الخارجية الإسباني خوسيه بوينو (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى وزيرا خارجية الجزائر وإسبانيا لأول مرة منذ الأزمة الدبلوماسية في مارس 2022، على هامش اجتماع مجموعة العشرين، حيث شكر الوزير الإسباني الجزائر على دورها في تحرير مواطن إسباني مختطف.
- ناقش الوزيران تعزيز العلاقات الثنائية ودعم الجزائر للاستقرار في منطقة الساحل، وأكدا على أهمية الجهود الدولية لحل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين.
- يشير اللقاء إلى تحسن العلاقات بعد أزمة الصحراء، مع تغير طفيف في موقف إسبانيا، وإعادة الجزائر سفيرها إلى مدريد بعد 19 شهراً من الخلاف.

التقى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو، اليوم الجمعة، في أول لقاء وزيري خارجية البلدين منذ الأزمة السياسية والدبلوماسية بينهما في مارس/ آذار 2022. واجتمع وزيرا خارجية الجزائر وإسبانيا على هامش أعمال اليوم الثاني من الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين بجوهانسبورغ. وجدد الوزير الإسباني شكره للسلطات الجزائرية نظير مُساهمتها الفعّالة في تحرير المواطن الإسباني نافارو كانادا خواكيم في يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي كان قد اختطف من قبل مسلحين قرب الحدود الجزائرية المالية، وتم نقله إلى مالي، قبل أن يتم تحريره.

وأكد الوزير الإسباني، بحسب بيان للخارجية الجزائرية، دعم بلاده لـ"دور الجزائر في تعزيز الاستقرار والدفع بالتنمية في منطقة الساحل الصحراوي". كما بحث الطرفان السُّبل الكفيلة بإعطاء دفع للعلاقات بين البلدين "من خلال تعزيز الثقة المُتبادلة وتطوير التعاون الثنائي". وحث الوزيران الجزائري والإسباني بشأن التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، على ضرورة "مواصلة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة ونهائية للصراع في الشرق الأوسط على أساس حلّ الدولتين".

وكانت أزمة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا قد تفجرت نهاية مارس/ آذار 2022، بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء وإعلانها دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب، وهو موقف اعتبرته الجزائر "غير أخلاقي وتنصل من مدريد عن مسؤولياتها التاريخية في النزاع". وإثر ذلك، استدعت الجزائر سفيرها للتشاور، وانقطعت الزيارات السياسية بين البلدين، وبقيت الاتصالات عند الحد الأدنى، وخفض مستوى التعاملات التجارية، وعرقلة توريد البضائع والسلع والمنتجات الاسبانية بنحو 93 % حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، كما كانت الخارجية الجزائرية قد اتهمت الحكومة الإسبانية بعرقلة انعقاد مجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

ويعزز لقاء عطاف بوزير الخارجية الإسباني عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين ما قبل أزمة مارس 2022، وتجاوز تأثيرات تلك الأزمة، من دون أن يكون واضحاً ما إذا كان تقدير الجزائر بشأن مبررات تلك الأزمة وأسبابها قد انتهت، بعد بروز تغير طفيف في موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في خطابه في الأمم المتحدة في 22 سبتمبر/ أيلول 2023، حيث دعا إلى البحث عن حل لنزاع الصحراء "في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن". كما دافع عن "حل سياسي ومقبول للطرفين"، وتلافى تماماً ذكر مقترح الحكم الذاتي، إذ وبعد 19 شهراً، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعادت الجزائر إرسال سفير جديد إلى مدريد، عبد الفتاح دغموم، في أول خطوة لانفراج الأزمة بعد 19 شهراً من الخلاف الدبلوماسي.

المساهمون