أول ظهور علني للقائد الأعلى لحركة "طالبان" منذ تعيينه

أول ظهور علني للقائد الأعلى لحركة "طالبان" منذ تعيينه

31 أكتوبر 2021
أخوند زادة لم يظهر رسمياً في أي مناسبة منذ 2016 (تويتر)
+ الخط -

أعلن مسؤولون من "طالبان" أن القائد الأعلى للحركة، الملا هبة الله أخوند زادة، الذي لم يظهر رسمياً في أي مناسبة منذ تعيينه في 2016، شارك في حفل مساء السبت في قندهار، جنوبيّ أفغانستان.

وقالت حكومة "طالبان" في رسالة الأحد إن "أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخوند زادة ظهر في تجمّع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة، وتحدث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل"، كما ورد في تسجيل صوتي تناقلته حسابات لمسؤولين أفغان.

إلى ذلك، قال مصدر رفيع في "طالبان" لـ"العربي الجديد" إن الملا هبة الله أخوند زادة زار أمس مدرسة "رحمانية" الدينية، في قندهار، التي كانت معقلاً رئيساً لـ"طالبان" في حربها خلال العقدين الماضيين. وكانت منطلقاً لجميع عمليات "طالبان" في قندهار ومناطق مجاورة لها.

وأضاف المصدر أن زعيم الحركة ألقى كلمة تقديراً لمسلحي الحركة ولمن قضوا في الحرب من أبناء تلك المدرسة وطلبتها خلال العقدين الماضيين.

وحصل "العربي الجديد" على تسجيل صوتي لكلمة ألقاها زعيم الحركة في مدرسة رحمانية، وذلك وسط إجراءات مشددة، حيث جمعت استخبارات "طالبان" الهواتف الذكية ولم تسمح لأحد بتسجيل الصوت أو التصوير.

وبحسب التسجيل، فقد بدأ الملا هبة الله كلمته بآيات قرانية، وبخاصة سورة الفيل، وركزت الكلمة على الدعاء لمسلحي الحركة وقادتها، مع الطلب من الشعب كله ومن الحضور الدعاء لهم والتعاون معه ومع الحركة في تسيير شؤون البلاد.

ولم يتطرق الملا هبة الله أخوند زادة إلى أي قضية سياسية، بل شدد على أن الحركة ستخدم الشعب وستكون أعمالها كلها وفق الشريعة الإسلامية.

وكان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، قد أكد في السابق أن أخوند زادة يقيم في مدينة قندهار، وأنه "يعيش هناك منذ البداية"، من دون أن يحدد مقصده على وجه الدقة، بينما أكد مساعده أن القائد الأعلى "سيظهر علناً في وقت قريب".

وبقي هبة الله، المتخصص في الشؤون القضائية والدينية مجهولاً حتى مايو/أيار 2016، عندما تولى قيادة الحركة الأصولية في أوج نزاعات داخلية. وقد عيّن بعد أيام من مقتل سلفه الملا أختر منصور، في ضربة شنتها طائرة أميركية مسيَّرة في باكستان. وكان الهدف الرئيس لأخوند زادة إعادة توحيد "طالبان".

وكانت الحركة تعاني من انقسام كبير بسبب نزاع عنيف على السلطة بعد مقتل الملا منصور والكشف عن إخفاء وفاة مؤسس "طالبان" الملا محمد عمر لسنوات.

ولا يعرف سوى القليل عن المهام اليومية لأخوند زادة، الذي يقتصر حضوره العلني إلى حد كبير على توجيه رسائل سنوية خلال الأعياد الإسلامية. ويرى الكثير من المحللين أن دوره رمزي أكثر منه عملانياً، فيما لم تنشر الحركة سوى صورة واحدة له، ولم يظهر شخصياً علناً على الإطلاق.

ومنذ تأسيسها، اعتادت "طالبان" إبقاء قائدها في الظل. فقد كان مؤسسها الملا محمد عمر يعيش في عزلة، ونادراً ما يزور العاصمة كابول خلال حكم الحركة في تسعينيات القرن الماضي. كان يفضل البقاء مختبئاً في منزله في قندهار، ويتحفظ إلى حد كبير في لقاء الأعيان الذين يزورونه. لكن كلمته لا جدال فيها، ولم يتمتع أي من الذين تولوا قيادة الحركة بعده بهذه الدرجة نفسها من الاحترام داخل "طالبان".