أوكرانيا: 4 قتلى و40 مصاباً في هجمات روسية بالمسيرات والصواريخ
استمع إلى الملخص
- دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي لدعم دولي لوقف الواردات الروسية، بينما زادت روسيا هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، وردت كييف باستهداف منشآت روسية.
- أشار الجنرال الألماني في الناتو إلى توسع قدرات أوكرانيا العسكرية، وناقشت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع.
أسفرت ضربات روسية، ليل السبت - الأحد، عن مقتل أربعة أشخاص في أوكرانيا على الأقل، وإصابة نحو 40 آخرين. وقال الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي إن الهجوم الروسي "الهائل" استمر لأكثر من 12 ساعة، فيما اعتبر مراقبون مستقلون أن الهجوم واحد من أكبر الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية والمنطقة المحيطة بها منذ بدء الحرب، فيما أرسلت بولندا طائرات تابعة لسلاحها الجوي، وهو إجراء "احترازي".
وقال زيلينسكي في صفحته على فيسبوك إن روسيا أطلقت خلال الليل وحتى صباح اليوم الأحد، نحو 500 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 40 صاروخاً، بما في ذلك صواريخ كينجال، على مدن أوكرانية مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، وإصابة 40 شخصاً آخرين في جميع أنحاء أوكرانيا، وأضاف: "استمر هجوم روسي هائل على أوكرانيا لأكثر من 12 ساعة. ضربات وحشية، إرهاب متعمد وموجه ضد مدن عادية"، مشيراً إلى عودة "الطائرات المسيرة الروسية من طراز شاهد إيرانية الصنع"، وأوضح زيلينسكي أن الأهداف الرئيسية للهجوم كانت مدينة كييف ومنطقة كييف، ومناطق زابوريجيا، وخميلنيتسكي، وسومي، وأوديسا، مشيراً إلى أن مبنى معهد أمراض القلب في كييف تعرض لأضرار.
A massive Russian attack on Ukraine lasted for more than 12 hours. Savage strikes, a deliberate, targeted terror against ordinary cities – nearly 500 attack drones and over 40 missiles, including Kinzhal missiles. This morning, Russian-Iranian “shaheds” are again in our skies.… pic.twitter.com/fshvsbMkIg
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) September 28, 2025
وقال زيلينسكي "حتى الآن، جرى الإبلاغ عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً. وفي جميع أنحاء أوكرانيا، أُعلن عن إصابة 40 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال"، مضيفاً: "يجب على كل من يريد السلام أن يدعم جهود الرئيس ترامب ويوقف أي واردات روسية. لقد حان وقت العمل الحاسم منذ فترة طويلة، ونعتمد على رد قوي من جانب الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة السبع ومجموعة العشرين".
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا، الأحد، إن روسيا أطلقت خلال الليل مئات المسيّرات والصواريخ. وحلقت طائرات مسيرة فوق كييف ودوت نيران منظومات الدفاع الجوي طوال الليل، فيما احتمى بعض السكان بمحطات المترو تحت الأرض. وكانت مناطق أخرى في أوكرانيا بحالة تأهب من الغارات الجوية. وقال أندري يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني: "مرة أخرى، تُستهدف المباني السكنية والبنية التحتية. مرة أخرى، إنها حرب ضد المدنيين"، وأضاف "سيكون هناك رد (...) لكن الضربات الاقتصادية الغربية لروسيا يجب أن تكون أقوى أيضاً".
وقالت الإدارة العسكرية المحلية إن روسيا تهاجم بمسيّرات وصواريخ. وأفاد فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف، في وقت سابق، بأن العاصمة الأوكرانية تتعرض لهجوم "ضخم" وطلب من السكان البقاء في الملاجئ، وكتب على تطبيق تليغرام: "في المجموع، هناك خمسة مصابين" مشيراً إلى أنهم نُقلوا لتلقي العلاج في المستشفى. وقال حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا إن ضربات روسية استهدفت المنطقة وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل.
وزادت روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية من وتيرة هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة والغاز، وهو ما ردت عليه كييف باستهداف مصافٍ لتكرير النفط وخطوط أنابيب روسية. وذكرت (دي.تي.إي.كيه)، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، في بيان، أن أربعاً من منشآتها للكهرباء تعرضت لهجوم.
وفي السياق، أفادت القوات البولندية على منصة إكس بأنها نشرت مقاتلات في مجالها الجوي ووضعت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في حالة تأهب قصوى رداً على الضربات الروسية في أوكرانيا. وأوضحت أن هذه التدابير احترازية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي البولندي وحماية المواطنين، ولا سيما في المناطق المجاورة لأوكرانيا. ووُضعت قوات الدفاع الجوي البولندية وتلك التابعة لدول حلف شمال الأطلسي الموجودة على أراضي بولندا في حالة تأهب منذ خرق حوالي عشرين مسيّرة يُعتقد أنها روسية، المجال الجوي البولندي في 9 و10 سبتمبر/أيلول الجاري.
جنرال من الناتو: قدرات أوكرانيا العسكرية تتوسع
من جهة أخرى، رأى الجنرال الألماني في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مايك كيلر، أن قدرات أوكرانيا العسكرية على شن هجمات مضادة آخذة في التوسع، لتشمل أيضاً أهدافاً عسكرية في عمق الأراضي الروسية. وقال كيلر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "الأوكرانيون يتحسنون في الوصول إلى أهداف عسكرية مهمة، حتى في العمق الروسي. إنها مسألة قدرات، وتشمل القدرات الأفراد والعتاد والتدريب".
ويشغل كيلر منصب نائب قائد مبادرة الناتو لدعم أوكرانيا (NSATU)، ما يجعله مسؤولاً عن تنسيق الدعم العسكري المقدم لكييف. ويعمل فريق المبادرة من ثكنات "لوسيوس دي. كلاي" في مدينة فيسبادن الألمانية. وتضم المبادرة خبراء من 30 دولة، من بينها أستراليا ونيوزيلندا الشريكتان غير العضوين في حلف الناتو بالإضافة إلى أوكرانيا نفسها. وتهدف المبادرة إلى ضمان تلبية احتياجات كييف من الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار والمعدات. كما يقدم فريق المبادرة المشورة لأوكرانيا ويعمل على مواءمة القوات الأوكرانية مع معايير الناتو. وأكد كيلر في هذا الصدد على أن عملية التعلم تسير في كلا الاتجاهين.
وذكر كيلر أن المسيرات تعد خير مثال على مدى تطور أوكرانيا في مجال الحرب، وقال: "لا يستطيع سوى قليلين في العالم التفوق على الأوكرانيين في مجال المسيرات. لا نتحدث هنا عن التأثير الحركي للطائرات المسيرة فحسب، بل عن طبيعة الحرب التي تغيرت. ونحن نتعلم من ذلك أيضاً". وإلى جانب الطائرات القتالية المسيرة، أشار كيلر إلى أن أوكرانيا تستخدم أيضاً أنظمة غير مأهولة للمهام اللوجستية ونقل المصابين، كما تستخدم طائرات بحرية مسيّرة، موضحاً أنه يمكن للصناعة الألمانية الاستفادة من هذه التكنولوجيا، مشيراً إلى أن الجيش الألماني ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى تتعلم من هذه الابتكارات في ما يتعلق بالإجراءات والمبادئ.
وأضاف: "مهمتنا الأساسية هي تنسيق الدعم لأوكرانيا. لكن من الحماقة ألا نستخدم هذه المعرفة لتطوير أنفسنا. إذا لم نتمكن من تجنيب جنودنا بعض التجارب التي مر بها الأوكرانيون، فإن هذا سيعني أننا فشلنا في مهمتنا قادةً عسكريين". وكانت الحكومة الألمانية أعلنت مؤخراً تخصيص 300 مليون يورو لدعم أوكرانيا في إنتاج طائرات مسيرة بعيدة المدى، بهدف تصنيع عدة آلاف من هذه الأنظمة. وتأتي هذه الخطوة في وقت كثفت فيه كييف هجماتها على مصافي نفط في روسيا، إضافة إلى استهداف البنية التحتية لإنتاج الديزل والبنزين.
فانس: واشنطن تدرس إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا
إلى ذلك، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تدرس طلب أوكرانيا الحصول على صواريخ توماهوك بعيدة المدى لدعم جهودها في صد الغزو الروسي. وكان زيلينسكي قد طلب من الولايات المتحدة بيع هذه الصواريخ للدول الأوروبية التي سترسلها إلى أوكرانيا. وقال فانس في برنامج فوكس نيوز صنداي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ "القرار النهائي" بشأن السماح بالصفقة من عدمه. وأضاف: "نحن بالتأكيد ننظر في عدد من الطلبات المقدمة من الأوروبيين".
ويصل مدى صواريخ توماهوك إلى 2500 كيلومتر، وستكون من الأصول القوية في ترسانة أوكرانيا في الوقت الذي تتصدى فيه لوابل من الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة. ومن المؤكد أن روسيا ستعد مثل هذه الإمدادات من الأسلحة تصعيداً في حربها في أوكرانيا. ورفض ترامب في السابق طلبات أوكرانيا استخدام صواريخ بعيدة المدى، لكنه شعر بالإحباط من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق سلام. وقال فانس: "سعينا بنشاط إلى تحقيق السلام منذ بداية الولاية (الرئاسية لترامب)، ولكن على الروس أن يستيقظوا ويتقبلوا الواقع الآن. الكثير من الناس يموتون".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)