أوكرانيا: هجوم روسي على أوديسا غداة زيارة روته لها
استمع إلى الملخص
- تسعى إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر مفاوضات، لكن تواجه صعوبات، رغم تقدم محتمل في المحادثات مع روسيا بعد لقاء مبعوث أمريكي مع بوتين.
- أعلنت روسيا عن إسقاط 26 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينما دعا زيلينسكي لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية بأنظمة "باتريوت" وتشكيل وحدة عسكرية غربية لدعم أوكرانيا.
يستمرّ تبادل الهجمات بين أوكرانيا وروسيا رغم المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث هاجمت روسيا، ليل الثلاثاء، مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود غداة زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته لها، فيما تحدثت موسكو عن إسقاط 26 مسيّرة أوكرانية خلال الليل.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن هجوماً بطائرات مسيّرة شنته روسيا، ليل أمس الثلاثاء، على مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود، ألحق أضراراً بمبانٍ سكنية ومستودعات وبنية تحتية مدنية. وقال حاكم منطقة أوديسا الكبرى، ومركزها مدينة أوديسا، أوليه كبير، في منشور على تطبيق تليغرام: "لقد ضرب العدو أوديسا مرة أخرى بهجوم هائل بطائرات مسيّرة". ونقلت تقارير أولية عن رئيس بلدية أوديسا هينادي تروخانوف قوله على تطبيق تليغرام إنه لم تقع أي إصابات. ونشر تروخانوف صوراً لمبانٍ سكنية وأخرى شبه مدمّرة، قبل أن تفيد خدمة الطوارئ الأوكرانية بسقوط 3 جرحى في المدينة.
At night, the enemy attacked Odesa with attack UAVs. As a result, civilian infrastructure, residential buildings and warehouses were damaged, said Odesa Mayor Gennadiy Trukhanov.
— kolibri.93 (@viktorikolibri) April 16, 2025
No information on casualties has been reported so far.
Emergency services are working at the scene.… pic.twitter.com/K3yl1nzFYp
ولم يتضح نطاق الهجوم كاملاً، فيما لم يصدر عن روسيا أي تعليق بعد. وجاء الهجوم بعيد إجراء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته زيارة غير معلنة إلى المدينة، في أول زيارة له إلى أوكرانيا منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيادة مفاوضات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو، والتي شملت عدة جولات من المحادثات في السعودية.
وقال روته من أوديسا إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "ليست المفاوضات الجارية بمبادرة من دونالد ترامب بهدف التوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين كييف وموسكو بالسهلة"، مشيراً إلى أن "هذه المحادثات ليست سهلة، لا سيّما في ظلّ هذا العنف المروّع"، مندّداً بهجمات روسيا "الفظيعة" على مدنيين أوكرانيين، مضيفاً: "ندعم جميعاً مساعي الرئيس ترامب لتحقيق السلام".
وتتعارض هذه التصريحات مع تلك التي أدلى بها مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف الذي أكّد، الاثنين، بعد ثلاثة أيّام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جديد، أن المحادثات "على وشك" إحداث تقدّم.
وتسعى إدارة ترامب لأن تنهي على وجه السرعة الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهي نظّمت لهذا الغرض مباحثات منفصلة مع مسؤولين روس وأوكرانيين لم تفض في الواقع إلى أيّ خرق ملموس. وبضغط من واشنطن التي تقاربت من موسكو، وافقت كييف على وقف لإطلاق النار غير مشروط لمدّة ثلاثين يوماً، لكن روسيا لم تقبل به.
وندّد روته، في زيارته التي أعقبت قصفاً روسياً مكثّفاً ودامياً، بشكل خاص بالهجمات "الشائنة" و"الفظيعة" و"المنهجية" لروسيا في حقّ المدنيين. والأحد، تسبّب إطلاق صاروخين بالستيين على مدينة سومي في شمال شرقي أوكرانيا في مقتل 35 مدنيا على الأقلّ، في هجوم هو من الأكثر حصداً للأرواح منذ بداية النزاع.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك مع روته، قال الرئيس الأوكراني "منذ 35 يوماً، يتجاهل فلاديمير بوتين المقترح الأميركي لوقف شامل لإطلاق النار". ويظهر القصف الأخير للمدن الأوكرانية أن "الروس ليسوا عازمين على مواصلة الحرب فحسب، بل إنهم أيضاً يريدون الضغط على الغرب"، على حدّ قول زيلينسكي. وشدّد زيلينسكي على "الحاجة الماسة" لبلده إلى أنظمة دفاع جوّي، لا سيّما منها أنظمة "باتريوت" الأميركية الصنع التي تتيح إسقاط الصواريخ البالستية، وأشار إلى أن هذه التجهيزات والذخائر اللازمة لتشغيلها "متاحة" في العالم، وتسليمها إلى أوكرانيا "هو رهن قرارات الزعماء لا غير".
كما دعا الرئيس الأوكراني إلى تشكيل وحدة عسكرية غربية توفد إلى أوكرانيا "على وجه السرعة"، مشيراً إلى أن "بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى في الناتو تُمهّد الطريق بقوّة لنشر وحدة أمنية في أوكرانيا. ولا بدّ من التحلّي بقدر كافٍ من السرعة والفعالية في هذا المسار". وأكّد الرئيس الأوكراني أنه "ينبغي أن يفهم الروس أن أوكرانيا لن تُترك وحدها في الحرب".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن وحدات دفاعها الجوي أسقطت 26 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل. وأوضحت الوزارة في منشور على "تليغرام" أن تسع طائرات مسيّرة دُمّرت فوق منطقة فورونيغ الجنوبية، وثمان غيرها فوق منطقة بيلغورود الحدودية، بينما أُسقطت البقية فوق مناطق كورسك وليبيتسك وموسكو، وفوق شبه جزيرة القرم.
(رويترز، فرانس برس)