أوكرانيا: روسيا تؤكد استمرار الحرب وهجوم كبير على دنيبروبتروفسك

30 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 19:03 (توقيت القدس)
متجر متضرر في دنيبروبتروفسك إثر هجوم روسي، 26 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية لهجوم روسي كبير، مع تسجيل ضربات في دنيبرو وبافلوغراد، بينما شهدت زابوريجيا انفجارات وانقطاع التيار الكهربائي بسبب هجمات بطائرات مسيرة.
- أعلنت روسيا عن تقدمها الميداني في أوكرانيا، مدعية السيطرة على أراضٍ واسعة في الأقاليم "الجديدة"، لكنها لم تضم دنيبروبتروفسك وسومي وخاركيف، وسط تقارير عن مقترحات لمقايضة الأراضي.
- تواجه روسيا ضغوطاً دولية متزايدة لوقف الحرب، مع تهديدات بعقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة، وتعهدات فرنسية وألمانية بتكثيف الضغوط وإرسال معدات دفاع جوي إضافية إلى أوكرانيا.

أعلن حاكم دنيبروبتروفسك الأوكرانية، في وقت مبكر صباح السبت، أن المنطقة تتعرض "لهجوم كبير"، مشيراً إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد، في وقت نشرت روسيا، اليوم، نتائج ما قالت إنها حملة الربيع والصيف لعام 2025.

وكتب حاكم دنيبروبتروفسك سيرغي ليساك على تطبيق تليغرام: "المنطقة تتعرض لهجوم كبير. تُسمع دوي انفجارات". ومذ شنت روسيا غزوها لأوكرانيا، بقيت دنيبروبتروفسك بمنأى إلى حد كبير عن المعارك. لكن كييف أقرّت الثلاثاء الفائت بأن قوات روسية دخلت المنطقة، حيث أكّدت موسكو أنها حققت تقدماً ميدانياً. وإلى الجنوب، أفاد حاكم منطقة زابوريجيا إيفان فيدوروف بوقوع انفجارات ونشر صورة على "تليغرام" لمنزل محترق في عاصمة المنطقة، وانقطاع التيار الكهربائي. وقال: "ضرب الروس المدينة بثلاث مسيّرات على الأقل".

 إلى ذلك، قال الجيش الأوكراني إنه استهدف مصفاتي النفط كراسنودار وسيزران الروسيتين خلال الليل. وسجل الجيش وقوع عدة انفجارات وحريق في مصفاة كراسنودار، التي قال إنها تنتج ثلاثة ملايين طن من المنتجات النفطية الخفيفة سنوياً في منطقة كراسنودار. وأضاف أن حريقاً اندلع أيضاً في موقع مصفاة سيزران في منطقة سامارا، التي تقدر طاقتها الإنتاجية بحوالى 8.5 ملايين طن سنويا.

وأول من أمس الخميس، شنت روسيا ضربات بصواريخ ومسيرات على مبانٍ تضم شققاً سكنية في العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة حوالى 50 آخرين. كذلك، تضررت بعثة الاتحاد الأوروبي ومبنى المركز الثقافي البريطاني ومكاتب مؤسستين إعلاميتين. واستدعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا السفيرين الروسيين في بروكسل ولندن بعد الهجوم. وأكد سلاح الجو الأوكراني، الخميس، أن روسيا أطلقت 598 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت عن اعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً.

وبموازاة تعثر الجهود الدبلوماسية من أجل التسوية السلمية بين موسكو وكييف، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، اليوم السبت، أن روسيا ستواصل العمليات الهجومية في أوكرانيا. وقال غيراسيموف في إحاطة حول نتائج حملة الربيع والصيف لعام 2025 نشرت وزارة الدفاع الروسية نصها: "أداء مهام العملية العسكرية الخاصة بواسطة مجموعة القوات المتحدة سيتواصل. سندقق اليوم المهام لمجموعات القوات للفترة الخريفية".

وشدد على أن القوات الروسية تمسك حالياً بزمام المبادرة، مضيفاً: "يظهر تحليل وضع القوات الأوكرانية أن العدو ركز خلال فترة الربيع والصيف جهوده كافة على إبطاء تقدمنا متكبداً خسائر فادحة. نتيجة لذلك، اضطرت القوات المسلحة الأوكرانية لنقل الوحدات الأكثر قدرة على القتال من محور متأزم إلى آخر لسد الثغرات".

في سياق آخر، كشف غيراسيموف عن نسبة أراضي الأقاليم "الجديدة" الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، زاعماً أن روسيا أحكمت السيطرة على 99.7% من أراضي مقاطعة لوغانسك، و79% من مقاطعة دونيتسك، و74% و76% من مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون على التوالي. وتابع أن العسكريين الروس سيطروا منذ مارس/ آذار الماضي، على 149 بلدة وأراض تزيد مساحتها الإجمالية عن 3500 كيلومتر مربع، مشيراً إلى أن سبع بلدات تقع في مقاطعة دنيبروبتروفسك، و13 في مقاطعة سومي الحدودية التي تقيم روسيا فيها منطقة عازلة. وأكد أيضاً استمرار العمليات في مقاطعة خاركيف. 

وفي وقت لم تقدم فيه روسيا على ضم مقاطعات دنيبروبتروفسك وسومي وخاركيف عبر إجراء استفتاءات تقرير مصير أحادية الجانب، يعزز إصرارها على السيطرة على أجزاء منها واقعية ما ذكرته تسريبات إعلامية حول قبول موسكو بصفقة مقايضة تقتضي انسحاباً روسياً من المقاطعات المذكورة، وتجميد أعمال القتال على خطوط التماس الحالية في مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، مقابل انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك كاملة، ولكن هذا الاقتراح لا يلاقي قبولاً لدى كييف وحلفائها الأوروبيين، في المرحلة الراهنة على الأقل.

سياسياً، قالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة الروسية على أوكرانيا التي توقع قتلى "تلقي بظلال من الشك على جدية رغبة روسيا في السلام"، محذرة من أن واشنطن قد تعاقب موسكو بإجراءات اقتصادية إذا واصلت الحرب.

وقال الدبلوماسي الأميركي جون كيلي أمام المجلس المؤلف من 15 عضواً، إن "الولايات المتحدة تدعو روسيا الاتحادية إلى تجنب هذه العواقب من خلال وقف العنف والانخراط بشكل بنّاء لإنهاء الحرب". وأضاف: "يجب على روسيا أن تقرر الآن التحرك نحو السلام. يجب أن يتفق قادة روسيا وأوكرانيا على الاجتماع بشكل ثنائي". وقال كيلي إن الضربات الروسية على كييف "تلقي بظلال من الشك على جدية رغبة روسيا في السلام. يجب أن تتوقف هذه الضربات على المناطق المدنية على الفور".

من جانب آخر، تعهدت فرنسا وألمانيا بتكثيف الضغوط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا وهددتا بفرض المزيد من العقوبات إذا لم يعقد الرئيس فلاديمير بوتين قمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرز في طولون بجنوب فرنسا، أنه إذا لم يعقد بوتين قمة مع زيلينسكي مع حلول الاثنين، فإن ذلك سيعني أنه "تلاعب" بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مهدداً بفرض عقوبات على روسيا.

بدوره، قال ميرز إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا قد تستمر "لأشهر أخرى"، مضيفاً أن "ليس لديه أوهام" بشأن احتمالات التوصل إلى نهاية سريعة. وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن ترامب لا يزال يعمل على عقد لقاء بين الزعيمين، الروسي والأوكراني، لإنهاء الحرب. واتفق الزعيمان الفرنسي والألماني على إرسال معدات دفاع جوي إضافية إلى أوكرانيا عقب هجوم روسي على كييف الخميس، أدى إلى مقتل 25 شخصاً، وعلى فتح حوار استراتيجي حول الردع النووي. 

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)