أوضاع الأسرى تعطّل زيارة وفد "الجهاد" للقاهرة

أوضاع الأسرى تعطّل زيارة وفد "الجهاد" للقاهرة

18 أكتوبر 2021
هددت حركة "الجهاد" بتفجير الوضع برمته في حال استمرت معاناة الأسرى (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -

ألقت أوضاع أسرى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، بظلالها على اللقاء المرتقب بين مصر وقيادة الحركة، بعد أن وجه المسؤولون في جهاز المخابرات العامة، الدعوة أخيراً لقيادة الحركة لزيارة القاهرة وبحث ملفات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار.
ويخوض العشرات من أسرى "الجهاد" إضراباً مفتوحاً عن الطعام، رفضاً للاعتداءات على الأسرى والتنكيل بهم، خصوصاً التابعين للحركة، من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال، وذلك منذ عملية "نفق الحرية" في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما تمكن 6 أسرى فلسطينيين من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع الإسرائيلي قبل أن يُعاد اعتقالهم.

"حماس" لم تتوصل لاتفاق واضح مع "الجهاد" يضمن عدم التصعيد

وبحسب مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد أجّلت قيادة الحركة، بعد اتصالات مع المسؤولين في مصر، زيارة كانت مقررة إلى القاهرة خلال الأيام الماضية، في ظل توتر الأوضاع في السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى توجيه الحركة رسائل عبر القاهرة إلى الجانب الإسرائيلي بشأن إمكانية تفجير الوضع برمته في حال استمرت معاناة الأسرى.
وقالت المصادر إن الحركة ربما تكون اتخذت قرار تأجيل زيارة وفدها للقاهرة حتى لا تكون ملزمة بأي اتفاقات تكبّلها لناحية تصعيد الأوضاع، أمام التجاهل الإسرائيلي للمطالب المتعلقة بأوضاع الأسرى. وكشفت أن قيادة حركة حماس لم تتوصل لاتفاق واضح مع "الجهاد" يضمن عدم التصعيد، للشروع في الاتفاقات التي جرت في القاهرة أخيراً، بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، وشروع مصر في بدء الإجراءات الخاصة بالتسهيلات الاقتصادية، وإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وبحسب المصادر "لا تزال القاهرة تنتظر موقفاً نهائياً من حركة الجهاد الإسلامي بشأن وصول وفدها إلى القاهرة للقاء رئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل، خصوصاً في ظل التحركات الحثيثة التي تقوم بها مصر في ملف تبادل الأسرى بين حماس والحكومة الإسرائيلية".
وشددت المصادر على أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة شكلوا للمرة الأولى مجموعة عمل داخل الجهاز من بين المعنيين بالملف الفلسطيني، لتسريع الوساطة في ملف تبادل الأسرى، مؤكدةً أن القاهرة تسعى لاستغلال الإشارات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الصفقة، في ظلّ ما تتعرض له الحكومة هناك من ضغوط بسبب هذا الملف.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، أن معركة الإضراب عن الطعام التي يخوضها الأسرى ما زالت مستمرة، وأن كل ما يطرح من جانب الاحتلال لا يلبي الحد الأدنى من مطالب هؤلاء الأسرى. وقالت الهيئة في بيان أول من أمس السبت إن "الكرة الآن في ملعب الاحتلال، ونحن جاهزون بعون الله للتصعيد في خطواتنا الجهادية في الأسبوع المقبل".

المسؤولون في جهاز المخابرات العامة شكلوا مجموعة عمل لتسريع الوساطة في ملف تبادل الأسرى

ويأتي ذلك أيضاً، في الوقت الذي أنهى فيه وفد قيادي من "الحركة الشعبية لتحرير فلسطين" أخيراً، زيارة إلى القاهرة، التقى خلالها برئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وتم البحث في مجمل الأوضاع في قطاع غزة. وتركزت مطالب الوفد على الوضع المعيشي والتسهيلات الخاصة بسكان القطاع، لناحية السفر عبر معبر رفح، بالإضافة إلى التسهيلات التجارية والاقتصادية لسكان وتجار غزة. وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن القاهرة توصلت لاتفاق مع قيادة الحركة على مباركة الرؤية المصرية التي حظيت بدعم "حماس" للتهدئة في القطاع وتثبيت وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى موافقة وفد الحركة على التحركات الخاصة بالمصالحة الداخلية، والتي تتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جانبه، قال القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ماهر مزهر، في تصريح صحافي مساء أول من أمس السبت، إن كامل أكد لوفد الجبهة أن ملف معبر رفح سيشهد انفراجات إيجابية خلال الأسابيع المقبلة، وسيتم التخفيف من الإجراءات المفروضة حالياً على المعبر.
ووفقاً لمزهر، فقد تناول اللقاء التأكيد على خطوات كسر الحصار المفروض على غزة، من أجل توفير كل أشكال الحياة الكريمة لسكان القطاع. وأكد أنه تم التطرق إلى إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، موضحاً أنّ اللقاء شهد "التأكيد على الاستمرار في الجهود المبذولة من أجل إحداث اختراق جدي يؤدي إلى البدء بخطوات عملية من أجل إنجاز المصالحة والتفرغ لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني".

المساهمون