أوزغور أوزال مجدداً على رأس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض
استمع إلى الملخص
- انتقد أوزال الحكومة التركية والرئيس أردوغان خلال المؤتمر، مطالباً بانتخابات مبكرة ومشيراً إلى قمع الديمقراطية. كما أشار إلى دعم واسع لإمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المعتقل، من خلال حملة توقيعات ضخمة.
- رد حزب العدالة والتنمية على تصريحات أوزال باتهام حزب الشعب الجمهوري بدعم الحكومات العسكرية، بينما يواجه إمام أوغلو اتهامات بالفساد والإرهاب، مما أدى لاحتجاجات واسعة من المعارضة.
انتخب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أوزغور أوزال مجدداً زعيماً له، اليوم الأحد، وكان أوزال المرشح الوحيد في المؤتمر الطارئ الـ21 للحزب الذي سيجري فيه، بالإضافة لانتخاب رئيس الحزب، انتخاب باقي الأعضاء في المؤسسات القيادية. وجاء هذا المؤتمر العام الطارئ للحزب بعد فتح النيابة العامة تحقيقات حول شبهات بتجاوزات وفساد رافقت المؤتمر العام الـ38 الذي جرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وجرى فيه انتخاب أوزال.
واتخذ حزب الشعب الجمهوري قرار عقد المؤتمر الطارئ وفق المادة 48 من نظامه الداخلي، بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ومسؤولين آخرين بتهم تتعلق بالفساد والرشوة في 19 مارس/آذار الماضي، في خطوة لجأ إليها الحزب، لكي تكون صفحة المؤتمر العام نظيفة، ويقطع الطريق أمام تحقيقات النيابة العامة التي قد تقود لتعيين وصي قانوني على الحزب.
وعُقد المؤتمر في أنقرة بحضور 1368 مندوباً الذين سيختارون إلى جانب رئيس الحزب 60 من أعضاء مجلس الحزب، و15 من أعضاء المجلس التأديبي، والأعضاء الاحتياط لهم، وحاز أوزال على 1171 صوتاً من المندوبين الذين تمكنوا من التصويت وهم 1276.
وخلال الجلسة الافتتاحية قُرئت رسالة من إمام أوغلو أرسلها من السجن إلى النواب الحاضرين في المؤتمر الطارئ، وقال فيها: "المؤتمر ينعقد بشكل طارئ من مختلف الجوانب في وقت طارئ، شعبنا اليوم تحت حصار ثقيل عبر حكومة قمعية تعلن صراحة أنها غير ملتزمة بالقانون والديمقراطية وترى نفسها مالكة للدولة"، وأضاف إمام أوغلو: "هذه الحكومة لا تريد مرشحاً وحزباً منافساً، ولا تريد إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ليس لديهم سوى اهتمام واحد هو الحفاظ على نظام الرجل الواحد الذي يجر البلاد إلى الكارثة في كل المجالات من الاقتصاد إلى الصحة، ومن التعليم إلى العدالة".
كما ألقى أوزغور أوزال كلمة هاجم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطالب بإجراء انتخابات مبكرة وقال: "هذا المؤتمر هو رد لمن يحاول تلويث إرادة الحزب، نحن هنا لأننا نقاوم الانقلاب المدني ضد الرئيس المقبل ولحزب أتاتورك وتحييد مسألة تعيين وصي قانوني على الحزب، والصمود أمام هذا المخطط عبر الأعضاء الذين وصل عددهم لنحو مليون و900 ألف عضو"، مضيفاً: "حزب الشعب الجمهوري هو الأول في البلاد بالانتخابات التي جرت قبل عام".
وكشف أوزغور أوزال أن عدد الأصوات الداعمة لإمام أوغلو عبر حملة التوقيعات التي أُطلقت أول أيام العيد بلغت سبعة ملايين توقيع، وأعلن أن التجمعات الجماهيرية الاحتجاجية على حبس إمام أوغلو ستستأنف، وستكون أولاها في ولاية سامسون دون تحديد الموعد، فيما سيُعقد في 19 مايو/أيار تجمع في ولاية إزمير، فضلاً عن تجمع ليلي كل أسبوع في منطقة من مناطق إسطنبول. وخاطب أوزال أردوغان مطالباً بانتخابات مبكرة: "في أول أسبوع من يونيو/حزيران أو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل فليتنافس المرشحان، ولنرى حجم أصواتك. نريد العودة للإرادة الشعبية، إذا لم تخف وانت شجاع تعال وواجهنا، فإن كنا لصوصاً وإرهابيين فلماذا يصوت الناس لنا؟ نحن لا نخاف الشعب، ومستعدون لإنقاذ الشعب منك، أقول لا تخاف إن كنت شجاعاً فواجهنا".
من جهته، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، رداً على تصريحات أوزال في منشور على منصة إكس: "على امتداد تاريخنا السياسي، كان حزب الشعب الجمهوري دائماً الداعم السياسي لحكومات المجالس العسكرية لعقود من الزمن"، وأضاف: "في القاموس السياسي الديمقراطي يُقال إن المجلس العسكري يساوي حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال لا يعرف التاريخ السياسي ولا يعرف كيفية صياغة الجمل السياسية، استخدام هذه التعبيرات ضد رئيسنا الذي فاز في كل الانتخابات التي خاضها بإرادة الشعب، ليس إلا جهلاً سياسياً خبيثاً، وهذا تقليد نموذجي للشعب الجمهوري، حيث يطلقون على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً اسم الطغمة الانقلابية، ويعتبرون حكومات المجلس العسكري المظلمة بمثابة الديمقراطية". وختم بالقول: "بفضل النضال السياسي الكبير الذي خاضه رئيسنا، أصبحت كل المجالس العسكرية السرية والعلنية التي سيطرت على ديمقراطيتنا غير فعالة".
واعتقل إمام أوغلو في 19 مارس/آذار الماضي للتحقيق معه في قضيتين: الأولى تتعلق بالفساد والرشوة والمحسوبيات والثانية تتعلق بالإرهاب، واتُّخذ قرار بسجنه بعد انتهاء التحقيقات. وخلال سجنه انتخب حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو مرشحاً رئاسياً له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة بعد نحو ثلاث سنوات، فيما عُزل عن منصبه في البلدية وعين وكيلاً عنه من قبل حزب الشعب الجمهوري المسيطر على المجلس البلدي. وشهدت البلاد احتجاجات واسعة من المعارضة على اعتقال وسجن إمام أوغلو، ولا تزال الفعاليات مستمرة من قبل حزب الشعب الجمهوري وطلبة الجامعات.