أورتاغوس تحث على اتخاذ "قرارات صعبة" في لبنان وبسط سيادة الدولة

23 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 17:00 (توقيت القدس)
نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، 5 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلال لقاءات في واشنطن، تم التركيز على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتطبيق القرار 1701 لدعم إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، مع إشادة بدور الجيش اللبناني.
- وزير الخارجية اللبناني أكد التزام لبنان بفرض سيادته وحصر السلاح بيد الدولة، داعياً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية ودعم القضية الفلسطينية.
- أثار سلاح حزب الله جدلاً بعد تغريدة للسفير الإيراني، مؤكداً أن نزع السلاح شأن لبناني داخلي، مع دعم إيران لما تتفق عليه المؤسسات اللبنانية.

حطّ سلاح حزب الله وتقوية مؤسسات الدولة والقيام بالإصلاحات باعتبارها ملفّات أساسية خلال لقاءات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس مع الوفد اللبناني الرسمي إلى واشنطن والجالية اللبنانية ومساراً أساسياً لدعم لبنان في إعادة الإعمار ونهضته اقتصادياً. وبحسب معلومات خاصة لـ"العربي الجديد"، فإنّ "أورتاغوس تحدّثت عن دور كبير يقوم به الرئيس جوزاف عون في هذه المرحلة الصعبة، والتي تتطلب قرارات جريئة وشجاعة واستثنائية، إضافة إلى المهام الكبرى التي يقوم بها الجيش اللبناني، والتي تقتضي زيادة الدعم له لإتمام مهامه، ولكنها في المقابل، شددت على ضرورة بسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها واحتكارها السلاح وتطبيق كامل للقرار 1701، وذلك في أقرب وقتٍ ممكن، فهذا ممرّ أساسي لدعم لبنان ومساعدته إلى جانب القيام بالإصلاحات المطلوبة منه والتي طال انتظارها".

وتشير المعلومات إلى أنّ "المبعوثة الأميركية سمعت من بعض أعضاء الوفد اللبناني إلى واشنطن المشاركين في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين كلاماً حول أهمية دعم لبنان ومؤسساته وخصوصاً الجيش اللبناني للقيام بمهامه وتطبيق القرار 1701، وضرورة أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، ما يسهّل على لبنان ورئيس الجمهورية تنفيذ تعهّداته وبسرعة". وخلال حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن أمس الثلاثاء بمناسبة مشاركة وفد لبنان في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، وعدت أورتاغوس اللبنانيين بأن الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب وإدارته سيكونون إلى جانبهم في حال قرروا خوض الطريق لاستعادة بلدهم ومستقبلهم، والتوجّه نحو عصر جديد، بما يتطلّب ذلك من اتخاذ قرارات صعبة، شرط عدم العودة إلى الوراء وتكرار أخطاء الماضي.

وقالت: "من النادر أن نجد قادة يريدون اتخاذ قرارات صعبة لتغيير مسار بلادهم، لكن في الرئيس جوزاف عون رأيت هذه الإرادة، إذ شاهدت قائداً يريد اتخاذ قرارات جريئة وصعبة لإنقاذ بلاده". وشددت أورتاغوس على أن "هدفنا واحد، ليس فقط إصلاح لبنان بل إعادة إحيائه، ولا أقصد هنا العودة إلى عام 1975 أو ما يسمى أيام المجد، بل أتحدث عن مستقبل جديد أكثر إشراقاً وازدهاراً من أي وقت مضى، لأنني أعلم أن لبنان لديه هذه الإمكانات".

وأردفت: "لبنان لن يصل إلى هذا المستقبل من دون قادة شجعان، إذ يجب أن يكون هناك قادة مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والسادة الواقفين إلى جانبي (وفد لبنان الرسمي) المستعدّين لاتخاذ قرارات صعبة وأساسية، سواء إجراء الإصلاحات وإعادة بناء الاقتصاد وإعادة النهوض بالبلاد وضمان أن تحتكر الدولة السلاح وأن تقدّم الخدمات الأساسية لمواطنيها". وأضافت: "أؤمن بأن لبنان على أبواب مرحلة جديدة أعظم من كل ما سبق وإذا اخترتم هذا الطريق وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتكلم عنها كثيراً في الإعلام، فأعدكم بأن الرئيس ترامب وإدارته والولايات المتحدة سيكونون إلى جانبكم، ولكن لا يمكننا العودة إلى الماضي وارتكاب أخطاء الماضي، بل علينا المضي قدماً والطريق الوحيد يكون بتقوية الدولة والمضي قدماً في الإصلاح وإعادة إحياء البلاد بالكامل".

وتابعت: "لا أريد القول إلى العظمة بل التوجه نحو عصر جديد وأفضل، وأؤمن أنه يمكننا فعل ذلك في ظل قيادة الرئيس عون ومساعدة الوزراء والمسؤولين، لكن ذلك يتطلب قرارات صعبة وشجاعة حقيقية". وتوجهت أورتاغوس إلى الحاضرين بالقول: "لديكم القدرة لاستعادة بلدكم ومستقبلكم وسأكون صديقتكم وشريكتكم في كلّ خطوة على الطريق إذا قررتم خوضه".

رجّي: إسرائيل تصر على مواصلة انتهاكاتها

من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، في كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ163 المنعقد في القاهرة، إن "سياسة الحكومة اللبنانية ترتكز على فرض سيادتها وحصر السلاح بيدها"، مشدداً على أن "العالم شهد على التزام لبنان الكامل ببنود إعلان وقف الأعمال العدائية لكن إسرائيل تصرّ على تقويضه". وأضاف رجي "الحكومة اللبنانية الجديدة تنتهج سياسةً واضحة ترتكز على فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيدها، وامتلاكها وحدها قرار السلم والحرب، والالتزام بالميثاق الوطني ووثيقة الوفاق الوطني والمناصفة الحقيقية بين مكونات المجتمع اللبناني والتي تعزّز الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة".

وتطرق إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، بحيث شدد رجّي على أن "العالم شهد على التزام لبنان الكامل ببنود إعلان وقف الأعمال العدائية إلا أنّ إسرائيل تصرّ على تقويض هذا الاتفاق ومواصلة انتهاكاتها، وبشكل يومي، لسيادة لبنان وحرمة أراضيه". كذلك، أكّد الالتزام بالحلول السلمية والدبلوماسية وبتطبيق القرار 1701، بكافة بنوده ومندرجاته، تنفيذاً كاملا وشاملاً، مشدداً على أن المؤسسات الأمنيّة اللبنانيّة الشرعية، لا سيمّا الجيش اللبناني، مصمّمة على تحقيق هذه المهام الوطنية.

هذا ودعا رجي المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وإلزامها بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية، والعودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، مجدداً دعم لبنان الثابت للشعب الفلسطيني، وقضيتّه العادلة في إقامة دولته المستقلّة، ورفض تهجيرهم وتوطينهم في بلد آخر. كما عبّر رجّي عن رفض لبنان لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وشدد على اعتماد سياسة الحياد الإيجابي والاحترام المتبادل للسيادة والمصالح العربية المشتركة، وعلى بناء الشراكات الاستراتيجية معها ومنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها.

من ناحية ثانية، قام وفد من حزب الله بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في المستشفى للاطمئنان على ‏صحته، بعد ‏العملية الجراحية التي خضع لها إثر إصابته خلال قداس الفصح في بكركي. وبحسب بيان صادر عن حزب الله "جرى التداول في عدد من الأوضاع الداخلية الهامة، حيث ‏أكد البطريرك ‏الراعي أنه يجب العمل على إخراج العدو الإسرائيلي من لبنان تطبيقاً للقرار 1701، والتعاون مع رئيس الجمهورية من أجل صون البلاد ومنع أي احتلال للبنان".

السفير الإيراني يعتذر عن عدم الحضور إلى الخارجية اللبنانية

ومن واشنطن إلى بيروت، استحوذ أيضاً سلاح حزب الله على المشهد في الساعات الماضية، ربطاً باستدعاء وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، على خلفية تغريدة، اعتبر فيها أن "مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول"، والذي اعتذر اليوم عن عدم الحضور. وفي تصريح لقناة "الجديد" اللبنانية، قال أماني: "بعد نشر تغريدتي، حصل نوع من الضغوط على مواقع التواصل الاجتماعي على الوزارات المختلفة والحكومة، وأمس اتصلوا من وزارة الخارجية وبلغونا بأن وزير الخارجية مسافر، وحددوا لنا موعداً اليوم مع مساعديه، فقلت إني مشغول، وحتى الآن، لم نحدّد موعداً ثانياً، وهم لم يتحدثوا عن استدعاء بل دعوة إلى وزارة الخارجية"، مشيراً إلى أن "علاقاتنا مع وزارة الخارجية اللبنانية قائمة وموجودة بشكل طبيعي".

وحول سلاح حزب الله، اعتبر أماني أن هذا شأن لبناني داخلي، وفي ما يتعلق بلبنان، نحن ندعم كل ما تتفق عليه المؤسسات اللبنانية مع المقاومة والأحزاب اللبنانية، مشيراً إلى أن "العلاقات الإيرانية اللبنانية طبيعية ومتميزة. ولدي زيارات وتواصل مع الرؤساء والوزراء وكل الأطياف اللبنانية وأي حديث عن سوء في العلاقات غير واقعي ومحرّف تريد من خلاله إسرائيل أن ترسم لنفسها صورة المنتصر". وأضاف: "عندنا إصرار ونريد دعم الشعب اللبناني والمشاركة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان ونحن نتكلم مع الحكومة اللبنانية وبعض الجهات الدولية من أجل ذلك، لكن السؤال هل الأميركيون جديون في ملف الإعمار أم سيتعاملون مع هذا الملف كما فعلوا في موضوع الفيول الإيراني المجاني؟".

المساهمون