أهداف تمكين "تحرير الشام" في إدلب

أهداف تمكين "تحرير الشام" في إدلب

25 أكتوبر 2020
تقوم "تحرير الشام" بحملة أمنية في إدلب (عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الأيام القليلة الماضية عدداً من التطورات الميدانية في محافظة إدلب، جاءت في معظمها لصالح تقوية نفوذ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في المحافظة، واللافت أن ذلك حصل بغض طرف من الدول المتدخلة في الشأن السوري، بل بمشاركتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فعلى الرغم من اعتبار كل الدول المتدخلة في القضية السورية أن "تحرير الشام" هي المشكلة الرئيسية في وجه التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق نار شامل في إدلب، واستخدام روسيا والنظام السوري التنظيم كذريعة أساسية لأي عملية يقومان بها في المحافظة، وتكليف تركيا رسمياً بموضوع حله، إلا أن كل المعطيات الميدانية تشير إلى أن هناك توافقاً دولياً على إعادة تأهيل الهيئة لإعطائها دوراً ما في مرحلة الحل السياسي، ما لم تكن هناك أهداف أخرى من تمكينها تتعلق باستخدامها كأداة للقضاء على التنظيمات الأكثر تشدداً في المحافظة.

وبالتوازي مع الحملة الأمنية التي تقوم بها "تحرير الشام" في محافظة إدلب والتي تستهدف الخلايا النائمة للتنظيمات الأكثر تشدداً كـ"داعش" والتنظيمات المنضوية تحت اسم غرفة عمليات "واثبتوا" والتي تتبع في معظمها لـ"القاعدة"، شنّ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت مأدبة عشاء تضم قيادات من تنظيمات متشددة منضوية ضمن غرفة "واثبتوا"، والتي يأتي في مقدمتها تنظيم "حراس الدين"، فبدت هذه الغارة كمؤازرة مباشرة لـ"تحرير الشام" من قبل الولايات المتحدة، إذا لم يكن الاستهداف قد جاء بتنسيق مباشر بين التنظيم والتحالف في تحديد إحداثيات المنطقة التي تم استهدافها.

وبالتزامن مع عمليات استهداف التنظيمات الأكثر تشدداً من قبل الهيئة والتحالف الدولي، دعمت "تحرير الشام" انشقاقاً داخل حركة "أحرار الشام"، عبر وقوفها مع تحرك للجناح العسكري داخل الحركة، يعد الأكثر قرباً من الهيئة، ضد مجلس شورى الحركة الأكثر اعتدالاً. كما تحرك عناصر الهيئة لمؤازرة طرف ضد آخر داخل "أحرار الشام" من دون أي تدخل من تركيا، الدولة الضامنة لاستقرار المحافظة، ما يعني عملياً المساعدة في تمكين "تحرير الشام" من السيطرة المطلقة على المحافظة، وتحويل التنظيمات الأخرى إلى مجرد أجسام شكلية تابعة لها. ويبقى السؤال الأهم من دون جواب هل يتم تمكين الهيئة من أجل إعطائها دوراً سياسياً أم من أجل استخدامها مرحلياً والقضاء عليها لاحقاً؟