أهالي حماة يحيون الذكرى الـ43 للمجزرة الكبرى

31 يناير 2025
أهالي حماة يحرقون صورة بشار الأسد قبل إسقاطه، 5 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحيا الآلاف في حماة الذكرى الـ43 لمجزرة 1982 التي قادها رفعت الأسد لقمع انتفاضة الإخوان المسلمين، بمشاركة محافظ حماة الذي أكد على أهمية تذكر تضحيات الشهداء.
- بدأت المجزرة في 2 فبراير 1982 بتطويق المدينة وقصفها مدفعياً، مما دمر ثلث أحيائها واستهدف المساجد والكنائس، وقدرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان عدد القتلى بين 30 و40 ألفاً.
- شهدت حماة قبل المجزرة احتجاجات ضد النظام، مثل مجزرة "جامع السلطان"، وتظل ذكريات المجزرة حاضرة في أذهان الناجين.

أحيا الآلاف من سكّان مدينة حماة وسط سورية اليوم الجمعة الذكرى الـ43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبتها قوات نظام حافظ الأسد في المدينة، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين. ونقلت الصفحة العامة لأمانة محافظة حماة على "فيسبوك" تصريحاً لمحافظ حماة عبد الرحمن السهيان، قال خلاله إن "أبناء المدينة اليوم يعيشون فرحاً كبيراً بتحرير مدينتهم من طغاة الظلم والإجرام".

وأكد المحافظ، الذي شارك أهالي حماة في إحياء الذكرى، أنهم لم ينسوا يوماً من الأيام دماء أجدادهم وأبنائهم وأقاربهم الذين استشهدوا في الثمانينات على يد أدوات النظام المجرم، مشيراً إلى أن "النصر اليوم تحقق على هذا النظام البائد بفضل دماء الشهداء وتضحيات الثوار الأحرار". كما أكد المحافظ التمسك بإحياء هذه الذكرى دائماً لعدم نسيان دماء الشهداء ولتبقى ذكراهم خالدة في أذهان الأجيال القادمة.

ووقعت مجزرة حماة في فبراير/شباط من عام 1982، وقاد عمليات القتل والإجرام حينها رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، الذي كان يتزعم قوّات عسكرية حملت اسم "سرايا الدفاع"، واستمرت عمليات القتل والاعتقال للمدنيين لمدة 27 يوماً. وجاءت المجزرة الدموية بهدف قمع انتفاضة سلمية في المدينة قادتها جماعة الإخوان المسلمين ضد نظام حافظ الأسد آنذاك. وإلى الوقت الحالي، لا توجد أرقام دقيقة عن أعداد القتلى والمفقودين والمعتقلين، إذ يُرجِّح الصحفي والمراسل البريطاني روبرت فيسك أن عدد القتلى تجاوز 20 ألفاً، مع الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من القتلى كانوا من المدنيين.

وتفيد تقارير إعلامية بأن التحضيرات لمجزرة حماة كانت في اليوم الثاني من فبراير عام 1982، من خلال عملية تطويق وحصار كامل وعزل للمدينة عن محيطها. آنذاك كان يقطنها 350 ألف نسمة، وقد شارك فيها الجيش النظامي و"سرايا الدفاع" ووحدات من المخابرات، وذلك بزعم قمع الاحتجاجات ووجود مجموعات عسكرية معارضة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وبعدما طوَّقت قوات الجيش المدينة بالكامل، وقطعت اتصالها بالخارج، بدأ القصف المدفعي العنيف على الأحياء السكنية، وجرى تمهيد الأرض قبل الاجتياح البري في اليوم الثالث للعملية (6 فبراير)، وقتل الجنود كل من يصادفهم. ثم تقدمت الدبابات وعربات "بي أم بي" مع غطاء ناري كثيف، تسبب في تدمير ثلث أحياء حماة بالكامل، واستهدفت ودمرت مساجد وكنائس ومواقع أثرية وتاريخية. وبحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان، قُدِّر عدد القتلى ما بين 30 و40 ألفاً من رجال ونساء وأطفال ومسنين، كما وُثِّق اختفاء 15 ألفاً من السكان منذ ذلك الحين.

رضوان الأطرش، ابن ريف حماة، قال في حديثه لـ"العربي الجديد": "في عام 1982، كان عمري ست سنوات، شاهدت بأم عيني طائرات النظام المجرم تقوم بإنزال مظلي غرب قريتنا، ثم توجهت قطعان الجيش والشبيحة إلى قرية أخرى، وارتكبت مجزرة بحق الشعب السوري". أما عبد الإله العمر، أوضح لـ"العربي الجديد" أنه وبعد نحو أسبوع من القصف، ذهب إلى المدينة لمعرفة مصير أقاربه هناك، موضحاً أن كل ما شاهده حينها هو الدمار والدم. وأضاف: "الإجرام لا يوصف، وهذا الإجرام عشناه على مدى 14 عاماً مضت، تجاوزت الستين من العمر وبعض المشاهد راسخة في ذهني عن المجزرة ولا يمكن أن تمحى من ذاكرتي".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وسبق مجزرة حماة، مجزرة "جامع السلطان" في المدينة، حيث اندلعت احتجاجات ضد النظام وقتها وضد حزب البعث، انتهت بدخول الدبابات للمدينة والبدء بعملية سحق للتمرد ضد حزب البعث، إذ قدّرت أعداد القتلى حينها بنحو 100 شخص، إضافة لاعتقال كثير من الأشخاص.