أهالي الأسرى المحكومين بالمؤبد: فرحتنا بوقف العدوان على غزة تسبق تحرر أبنائنا

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
15 يناير 2025
أهالي الأسرى الفلسطينيين ينتظرون إطلاق سراحهم مع بدء وقف إطلاق النار
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد حالة من الترقب مع اقتراب المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، آملين في الإفراج عن أبنائهم.
- تعبر العائلات عن امتنانها لتضحيات غزة، مؤكدة عدم تنظيم احتفالات احتراماً للدماء التي نزفت، كما يعبر عاصف نوفل عن توتره وأمله في صفقة الأسرى.
- تؤكد عائلات مثل عائلة فتحي الخطيب وجمال الهور استعدادها للانتظار لتحقيق الأمن في غزة، مشددة على أهمية إعادة الإعمار وعودة الحياة لطبيعتها.

تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي حالة غير مسبوقة من الترقب والانتظار، في وقت وصلت المفاوضات الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين إلى نهايتها تقريباً. ووسط تلك الحالة، تجد تلك العائلات، وعددها يناهز الـ600، نفسها ملزمة بالامتنان لأبناء قطاع غزة، الذين قدموا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وصمدوا في وجه الإبادة الجماعية، مؤكدة أنه لن يكون هناك أية احتفالات أو مظاهر للفرح، احتراماً للدماء الطاهرة التي نزفت هناك.

يقول عاصف نوفل، وهو نجل الأسير أشرف نوفل، من قرية دير شرف غرب نابلس، الذي اقترب من دخول عامه الـ 25 في سجون الاحتلال الإسرائيلي: "رغم المدة الطويلة لغيابه التي ناهزت ربع قرن، فإننا كنا دائماً نعيش على أمل الإفراج عنه، ومستعدون لاستقباله محرراً". ويضيف نوفل في حديث مع "العربي الجديد"، "اليوم تحديداً يزداد الشعور بالتوتر والترقب والأمل تزامناً مع بدء الحديث عن صفقة الأسرى والهدنة ما بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي".

وتعبيراً عن تقديرهم للظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، لن تنظم عائلة نوفل أي مظهر من مظاهر الفرح خلال استقبال الأسير المحرر.

ويقول عاصف: "تعاهدنا ألا نقيم فرحاً أو حفلاً بخروج أبي، وستبقى الفرحة في القلب، لأن جرح غزة النازف يحتم علينا هذا. فلولا تضحياتهم الجسيمة ما عشنا هذه الفرحة. مهما فعلنا لن نوفيهم حقهم، وأنا متأكد أن والدي أيضاً لن يقبل بأي مظهر من مظاهر الاحتفاء، لأنه يقدس الدم الفلسطيني".

ويتابع نوفل: "ثمن الحرية كان غالياً جداً، ونحن كعائلة أسير نحمل على عاتقنا هماً كبيراً وواجباً وطنياً تجاههم، ومهما فعلنا لن نوفيهم حقهم. هذا معروف لن ننساه ولن تنساه فلسطين".

ويشير عاصف نوفل إلى أن أحداثاً كثيرة مرت على العائلة منذ طوفان الأقصى لا يعلم عنها الأسير شيئاً، نظراً لتوقف الزيارات تماماً، وانقطاع أي تواصل مع الخارج.

ويقول عاصف: "ستكون مفاجأة سارة لأبي عندما يعلم ويرى لأول مرة حفيده الذي يحمل اسمه (أشرف)، فقد رأى النور قبل أشهر قليلة، ولم نجد طريقة نعلمه بهذا الخبر السار... لكن أيضاً هناك أحداث محزنة، فقد توفيت الابنة والجدة خلال اعتقاله الطويل".

الأبعاد واردة

وبشأن احتمالية إبعاد والده إلى الخارج، يقول نوفل: "هذا الاحتلال نازي، ولن نستبعد عليه أي تصرف. وسبق له بالفعل أن أبعد كثيراً من الأسرى إلى الخارج. وإلى الآن لا نعلم مصير والدي، هل سيخرج إلى الضفة أم إلى الخارج؟ لكن ما أعرفه أننا لن نترك هذه الأرض. سنسافر ونلتقي به أينما كان، ولكننا سنعود لنرابط فوق أرضنا، على أمل أن يأتي اليوم الذي يعود هو أيضاً للبلد التي ضحى من أجلها".

يُذكر أن نوفل معتقل منذ عام 2001، ويقضي حكماً بالسجن لمدة 40 عاماً. وقد حصل على شهادتي البكالوريوس في تخصص العلوم الاجتماعية، والماجستير، خلال اعتقاله.

نبايع المقاومة

عائلة الأسير فتحي رجا الخطيب من بلدة قفين، قضاء مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، تعيش أيضاً حالة من الترقب والانتظار لمعرفة مصير والدهم، في ظل المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

يقول نجله أحمد لـ"العربي الجديد": "إن إنهاء الحرب ووقف القتل في غزة يمثل فرحة كبيرة لجميع الفلسطينيين. وقف الدمار والقصف وسقوط الشهداء والجرحى في قطاع غزة كان حلماً، وها هو يتحقق بفضل الله، ثم بفضل الصمود الأسطوري لأبناء شعبنا هناك. نأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في غزة، وأن تجري إعادة إعمارها لتكون أفضل مما كانت عليه".

ويضيف الخطيب: "نحن فعلاً ممتنون لكل قطرة دم نزفت في غزة، للشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة، للجرحى ولمن فقد بيته، لكل نازح ولكل مقاتل. وقلوبنا تلهج بالدعاء لله أن يتقبلهم ويرحمهم، وأن يشفي الجرحى ويعيد النازحين إلى عائلاتهم".

نخجل أن نفرح

الامتنان لغزة وشهدائها تحمله عائلة الأسير القيادي في حركة حماس جمال الهور، الغائب عنهم منذ عام 1997. تقول زوجته ماجدة الهور لـ"العربي الجديد": "نحن مستعدون أن ننتظر فترة أطول من هذه السنوات القاسية، مقابل أن تتوقف الحرب ويعيش أهلنا في غزة الأمن والاستقرار. نحن ندين لهم بمعروف لن نستطيع يوماً أن نرده مهما فعلنا".

وبكلمات ثقيلة ممزوجة بالبكاء، واصلت حديثها: "الثمن كان كبيراً جداً. أجساد مقطعة لأشلاء، ومئات الآلاف يعيشون في الشوارع. لقد تعبت نفسيتي كثيراً. لذلك أسأل الله أن تتوقف الحرب لأجل أهل غزة قبل غيرهم". وتشير الزوجة إلى أن كل أفراد العائلة يعيشون شعوراً لا يوصف، وفرحة غامرة بإمكانية الإفراج عن الأسير جمال الهور، "لكننا نخجل من أنفسنا أمام تضحيات غزة".

ذات صلة

الصورة
ترامب في البيت الأبيض 10 فبراير 2025 (Getty)

سياسة

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الإثنين، بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
الصورة
جندي للاحتلال في مخيم نور شمس، الضفة 9 فبراير 2025 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

وسعت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليمات الخاصة بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بحيث يسهل قتل المدنيين.
الصورة
أم مصرية وابنتها تمران أمام مطعم "كنتاكي" الذي طاولته دعوات المقاطعة (Getty)

اقتصاد

تتسع دعوات المقاطعة للسلع الأميركية في مصر، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب رغبته في احتلال بلاده قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن.
الصورة
أسرى فلسطينيون في رام الله ضمن الدفعة الخامسة 8/2/2025 (محمد تركمان/رويترز)

سياسة

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، سراح عدد 183 أسيرأً فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
المساهمون