استمع إلى الملخص
- نفت إلهام أحمد أي دعوة لإبقاء العقوبات على سورية أو وجود علاقات مع إسرائيل، مؤكدة رفض التدخل الإقليمي والعقوبات الاقتصادية التي تؤثر سلباً على السوريين، مشيرة إلى تحريف تصريحاتها في صحيفة جيروزاليم بوست.
- تعمل الولايات المتحدة على خطط لسحب قواتها من سورية، مما يثير قلقاً بشأن أمن المنطقة، حيث تعتبر تركيا أن الانسحاب سيمكن الحكومة السورية من استعادة السيطرة على الأراضي.
أعلنت تركيا، اليوم الأربعاء، أنها ستتخذ خطوات مشتركة مع دول في المنطقة لمحاربة تنظيم "داعش". في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها تعمل على وضع خطط لسحب جميع قواتها من سورية.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن تركيا والعراق وسورية والأردن ستتخذ خطوات مشتركة لمحاربة تنظيم "داعش" في المنطقة. وقال فيدان في تصريح لوكالة "الأناضول"، إن الدول المعنية توصلت إلى اتفاق مبدئي لتعزيز التعاون بين وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة المخابرات، كما تعتزم اتخاذ إجراءات بشأن أمن الحدود، وعقد أول اجتماع بشأن هذه المسألة في الأردن، لكنه لم يحدد موعد انعقاد هذا الاجتماع. وشدد فيدان على أهمية هذه المبادرة الإقليمية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي هو إنشاء آلية مشتركة للتعاون في حل المشكلات الإقليمية. وقال: "ننظر إلى مشكلات المنطقة في إطار التعاون الإقليمي للوصول إلى حلول حقيقية".
وأضاف وزير الخارجية التركي أن الرئيس السوري أحمد الشرع لديه "موقف واضح تماما بشأن تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، وأن هذا الموقف يلبي الاحتياجات الأمنية لأنقرة". ورأى أنه على الدولة السورية "إما أن تعيد جميع أعضاء تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الذين جاؤوا من بلدان مختلفة، أو تقضي عليهم لضمان وحدتها الوطنية". وبشأن مخيم الهول الخاضع لسيطرة قوات "قسد" والذي تحتجز فيه عائلات تنظيم "داعش"، قال فيدان إن الحكومة السورية الجديدة أظهرت إرادة واضحة لاستعادة السيطرة على هذا المخيم بهدف تعزيز سيادة الدولة، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي عُقد أمس الثلاثاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري الشرع، تناول إعادة إعمار سورية وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب. وشدد الوزير التركي على ضرورة أن تتخلى الولايات المتحدة عن قوات "قسد" وتدعم الوحدة الوطنية في سورية. وأعرب عن اعتقاده بأن الإدارة السورية لن تقبل بأي شكل من الأشكال بمطالب أي مجموعة أو عرق أو طائفة للحصول على امتيازات خاصة بها في مستقبل البلاد، مشددا على أهمية الوحدة الوطنية في سورية، وضرورة الحفاظ على السيادة في البلاد، وتجنب أي سيناريو يمكن أن يهدد هذه الوحدة.
من جهة أخرى، نفت الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية لدى "الإدارة الذاتية"، إلهام أحمد، أن تكون قد دعت إلى إبقاء العقوبات المفروضة على سورية، كما نفت أية علاقة بين هذه الإدارة وإسرائيل. وأضافت في تصريحات لقناة "العربية"، أن "التصريحات التي نُسبت لي في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية جرى تحريفها بشكل مقصود ومتعمد"، مؤكدة أنها "لم تطالب بتدخل إسرائيلي في سورية، ولا توجد علاقات مع تل أبيب".
وأضافت أنه منذ اندلاع الثورة السورية "أكدنا باستمرار ضرورة عدم تدخل القوى الإقليمية في الشأن السوري، وهذا الموقف ينطبق على جميع الأطراف من دون استثناء".
وقالت أحمد "نرفض بشكل تام العقوبات الاقتصادية التي تؤثر سلباً على حياة السوريين"، معتبرة أن "هذه العقوبات تؤدي إلى تعزيز مظاهر التطرف، لا سيما الفكرية منها".
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، قد نشرت قبل يومين مقابلة قالت إن مندوبها أجراها مع أحمد في محافظة الحسكة السورية، وأكدت فيها أن لإسرائيل دورا مهما في سورية لا يمكن تجاهله، وأنها تعارض رفع اسم "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب الأميركية، كما تعارض رفع العقوبات المفروضة على سورية في الوقت الحاضر، وفق الصحيفة.
إدارة ترامب تخطط لسحب القوات الأميركية من سورية خلال ثلاثة أشهر
إلى ذلك، ذكر مسؤولان في البنتاغون أن وزارة الدفاع الأميركية تعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأميركية من سورية. وقالت شبكة "إن بي سي" نيوز الأميركية، اليوم الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين مقربين منه أبدوا مؤخرا اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سورية، ما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل في غضون 30 أو 60 أو 90 يوما.
وأوضحت الشبكة أن مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، مايك والتز، أمضى يوم الجمعة في مقر القيادة المركزية الأميركية في تامبا بولاية فلوريدا، حيث التقى بكبار القادة العسكريين وحصل على إحاطات بشأن الوضع في الشرق الأوسط. وتنتشر القوات الأميركية في مناطق شمال شرق سورية كجزء من "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم "داعش"، وتقدم دعما رئيسيا للقوة المحلية المسيطرة هناك، وهي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يسيطر الأكراد على قيادتها.
ونقلت "رويترز" اليوم عن المتحدث باسم هذه القوات فرهاد الشامي قوله إنهم لم يتلقوا أي خطط من القوات الأميركية في شمال وشرق سورية للانسحاب. وقال: "من المؤكد أن تنظيم داعش والقوى الخبيثة الأخرى تنتظر فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة تنشيط نفسها والوصول إلى حالة 2014"، وفق تعبيره.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أجاب الخميس الماضي عن سؤال لأحد المراسلين في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عن التقارير التي أبلغ فيها الحكومة الإسرائيلية بسحب القوات الأميركية من سورية. وقال ترامب: "لا أعرف من قال ذلك. لكننا سنتخذ قرارا بشأن ذلك. نحن لا نتدخل في سورية". وحذر مسؤولون دفاعيون أميركيون، بحسب شبكة "سي أن أن"، من أن سحب القوات الأميركية من سورية "يعني التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية، وتهديد أمن أكثر من عشرين سجنا ومخيما للاجئين، تؤوي أكثر من 50 ألف شخص، بما في ذلك نحو 9 آلاف من مقاتلي داعش".
وكان ترامب قد قال في تصريحات سابقة إن سورية "لديها ما يكفي من الفوضى ولا تحتاج إلى وجود القوات الأميركية على أراضيها". وفي تصريحات أخرى سبقت وصوله إلى السلطة، أكد أن الوضع في سورية لا يعني بلاده، داعياً الإدارة الأميركية السابقة حينها إلى عدم التدخل.
ووفق البيانات الرسمية، فإنه يوجد حوالي 900 جندي أميركي على الأراضي السورية، لكن البنتاغون اعترف في ديسمبر الماضي بأن أعداد الجنود ارتفعت إلى حوالي ألفين. وتضغط تركيا لسحب القوات الأميركية من سورية، وتمكين الحكومة الجديدة في دمشق من السيطرة على جميع الأراضي السورية، وتعتبر قوات "قسد" امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها تنظيماً إرهابياً، بينما تجري الإدارة الجديدة في دمشق مفاوضات مع قيادة "قسد" لإقناعها بتسليم سلاحها، والانضواء تحت راية الدولة السورية، فيما يتطلع غالبية السوريين إلى استعادة الدولة لتلك المناطق التي تضم أهم الثروات النفطية في البلاد التي تعاني من أزمة وقود حادة.