أنالينا بيربوك رئيسةً للجمعية العامة للأمم المتحدة
استمع إلى الملخص
- شددت بيربوك على أهمية مبادرة "الأمم المتحدة 80" وخطة التنمية المستدامة 2030، مؤكدة على تعزيز دور الأمم المتحدة في تحقيق السلام والتنمية.
- رغم أهمية المنصب، تبقى صلاحياته محدودة، وأثارت تصريحات بيربوك حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جدلاً، مع عدم قبول ترشيحها بشكل جيد في ألمانيا.
انتَخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الاثنين، وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، رئيسة لدورتها القادمة، الدورة الـ80، وصوتت 167 دولة عضو في الجمعية العامة لصالح انتخاب الوزيرة الألمانية السابقة، فيما حصلت منافستها الدبلوماسية الألمانية السابقة، هيلغا شميت، على سبعة أصوات، في حين امتنعت أربع عشرة دولة عن التصويت. وبانتخاب بيربوك فإنها تصبح خامس امرأة تتولى هذا المنصب الذي يستمر العمل به لمدة سنة، وستبدأ مهامّها مع بداية الدورة الجديدة في سبتمبر/أيلول القادم.
وأعربت بيربوك عن امتنانها للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد انتخابها رئيسةً للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، خلفاً للسياسي ورئيس الوزراء الكاميروني السابق، فيليمون يانغ، ووصفت بيربوك قيادته "بالحكيمة والملهمة والمُوحدة"، وشدّدت على أن رئاستها للجمعية العامة ستأخذ من شعار "معاً أفضل" عنواناً لرئاستها كذلك، وأكدت أنّ بابها سيبقى مفتوحاً أمام الجميع، وتحدثت عن "أوقات عصيبة نعيشها"، كما "أوقات مليئة بعدم اليقين"، في إشارة إلى الأزمات العالمية المستمرة، إذ يشهد العالم أكثر من 120 صراعاً مسلحاً، وشددت على أن العالم مر بأوقات عصيبة من قبل ومن الضرورة مواجهة التحديات وسط الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة، وأكدت أنها ستعمل على ما يوحّد الدول بدلاً مما يفرقها.
ولفتت الدبلوماسية الألمانية كذلك الانتباه إلى مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المتعلقة بخفض التكاليف داخل الأمم المتحدة ومؤسّساتها والمعروفة تحت اسم "الأمم المتحدة 80"، وأكدت الدورَ الحيوي الذي تلعبه الأمم المتحدة حول العالم، ونبهت إلى ضرورة أن تكون المؤسّسة الدولية "منظمةً قويةً... وقادرة على تحقيق أهدافها الأساسية بما فيها العمل على تحقيق السلام والتنمية والعدالة"، ولفتت الانتباه إلى خطة التنمية المستدامة 2030، وضرورة التركيز عليها وقالت إنها على سلم أولويات الدورة القادمة، أي الدورة الـ 80 للجمعية العامة.
ويشار إلى أن آخر امرأة تولت منصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت وزيرة الدفاع والخارجية السابقة للأكوادور، ماريا فيرناندا اسبنوزا. وعرفت اسبنوزا خلال رئاستها للجمعية العام 2018 بحيويتها ونشاطها. وقبلها تولت الحقوقية والدبلوماسية البحرينية الشيخة هيا راشد آل خليفة رئاسة الجمعية العامة عام 2006، أما الدبلوماسية والقاضية الليبيرية أنجي بروكس فكانت ثاني امرأة تتولى منصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1969، وهي المرأة الأفريقية الوحيدة منذ تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتولى رئاسة الجمعية العامة، أمّا أول امرأة تولّت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة فكانت الدبلوماسية والسياسية الهندية فيجايا لاكشمي نانديت عام 1953.
وعلى الرغم من أهمية المنصب الدولي لكنّه يبقى إلى حدٍ ما منصباً رمزياً إذ تبقى صلاحيات رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة محدودة نسبياً.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى فتح تحقيق ضد بيربوك من قبل المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية تبريرها جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، واصفة تصريحاتها بـ"الخطيرة". وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد قالت في كلمة في جلسة عقدت في الجمعية الاتحادية الألمانية، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمناسبة الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، إن "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أن "حماس" تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس. وأضافت: "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضاً وضعها المحمي بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين".
وكشف استطلاع للرأي، في مارس/آذار الماضي، أن ترشيح بيربوك لمنصب رفيع في الأمم المتحدة لم يحظَ بقبول جيد لدى معظم المواطنين في ألمانيا. وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، رأى 42% من الألمان أن ترشيح بيربوك لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمر سلبي، وذكر 15% أنه سلبي إلى حد ما، بينما رأى 12% أنه إيجابي، ووجد 16% أنه إيجابي إلى حد ما.