أمير قطر يشارك باجتماعات الأمم المتحدة: العدوان على الدوحة وحرب الإبادة في غزة
استمع إلى الملخص
- تشهد الاجتماعات حضور نحو 150 رئيس دولة وحكومة لمناقشة قضايا مثل الحرب في غزة، الأزمة الأوكرانية، والحرب الأهلية في السودان، مع عقد مؤتمر دولي لتسوية قضية فلسطين.
- أكد أنطونيو غوتيريس أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يمثل خرقاً للسيادة، مشيداً بجهود قطر في الوساطة، مع التركيز على تعزيز الالتزام بميثاق الأمم المتحدة.
أعلن الديون الأميري القطري، اليوم الأحد، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيشارك في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في مقر المنظمة بنيويورك. وقال الديوان الأميري في منشور على حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن أمير قطر سيلقي خطاباً في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة يوم الثلاثاء المقبل 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
سمو الأمير المفدى يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في نيويورك، وسيلقي سموه خطاباً في الجلسة الافتتاحية يوم الثلاثاء المقبل 23 سبتمبر. https://t.co/xqr2gOYtv0
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) September 21, 2025
ومن المتوقع أن يتطرق أمير قطر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، للهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي أسفر عن استشهاد ستة أشخاص، منهم رجل أمن قطري، وإصابة 18 شخصاً آخرين بجروح، وحالة التضامن الدولي الواسعة مع دولة قطر ضد الهجوم الإسرائيلي الغادر.
كما يستعرض أمير قطر جهود الوساطة التي تقوم بها بلاده لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، منذ نحو عامين والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 65 ألف مواطن فلسطيني، وإصابة أكثر من 120 ألفاً آخرين بجراح، إضافة إلى حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع التي أسفرت هي الأخرى عن وفاة المئات من المواطنين جوعاً من بينهم أكثر من مائة طفل.
ومن المتوقع أن يصل إلى نيويورك نحو 150 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب العشرات من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين الحكوميين والدوليين، ومئات الدبلوماسيين، وممثلي المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، للمشاركة في الاجتماعات رفيعة المستوى، للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في نيويورك تحت شعار "معاً أفضل: 80 سنة وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان". وتعقد في الفترة ما بين 23 وحتى 30 سبتمبر/أيلول الجاري .
وسيغيب عن القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفده، بعدما رفضت واشنطن منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع، لكن ينتظر أن يلقي عباس كلمة عبر تقنية الفيديو أمام الاجتماع، بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، لصالح السماح له بإلقاء كلمة.
وتأتي اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل عدد من التحديات، وفي مقدمتها حرب الإبادة الجماعية في غزة، حيث يتوقع أن تهيمن الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني على المناقشات، فضلاً عن الأزمة في أوكرانيا، والحرب الأهلية في السودان، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا مثل قضية المناخ، وحقوق المرأة.
كما يعقد في مقر الأمم المتحدة، غداً الاثنين، المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، الذي ترأسه فرنسا والسعودية، تجديداً للتأكيد على التزام المجتمع الدولي الراسخ بحلّ الدولتين، ولحشد مزيد من الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية، حيث ستعلن نحو 10 دول من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا اعترافها رسمياً بالدولة الفلسطينية، وسيعتمد المؤتمر وثيقة ختامية عملية بعنوان "التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين"، وذلك لرسم مسار عاجل، لتحقيق التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" رداً على سؤال بشأن وجهة نظره بالعدوان الإسرائيلي على قطر، باعتبارها تتوسط بين إسرائيل وحركة حماس لإنهاء الحرب على غزة: "أعتقد أنها حالة نادرة في الماضي القريب، أن يقصف بلد ستة بلدان أخرى. كان هناك قصف على الفلسطينيين في غزة، وقصف في سورية ولبنان واليمن، ويبدو أنه كان هناك هجوم بمسيَّرتين على قافلة السفن (لكسر الحصار على غزة)، ويرجَّح أن يكون من إسرائيل. الهجوم على قطر بالذات يمثل خرقاً غير مقبول لسيادة البلد".
وأضاف غوتيريس: "قامت قطر بمهمة عظيمة بمحاولة خلق ظروف، ليس لوقف إطلاق النار في غزة فحسب، بل لإطلاق سراح الرهائن. لذلك فمن غير المعقول أن يكون هناك هجوم على قطر، يخرق السيادة ويقتل أناساً، من ضمنهم واحد من مواطنيها. أعتقد أن الضربة (على قطر) تبيّن أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد التفاوض. مع الأسف، هناك ما يدعونا إلى أن نكون قلقين للغاية من أن المعاناة الرهيبة للفلسطينيين في غزة ستستمر، وأن تدمير مدينة غزة وكل ما سيتبع ذلك سيستمر". وأكد أن "المعونة الإنسانية الضرورية، في ظل كل المعوقات والأوضاع الحالية، لن تدعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من المجاعة، وغياب أدنى احتياجات العناية الصحية. إن الموت والدمار الذي وقع في غزة هو الأعلى في فترة ولايتي أميناً عاماً".
كذلك، أكد غوتيريس في تصريحات سابقة هذا الأسبوع أن هذه الدورة استثنائية لأنها تتزامن مع الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة وكونها تنعقد في مرحلة مضطربة ومجهولة، يتخللها اتساع متزايد من الانقسامات الجيوسياسية، واحتدام للصراعات، وتصاعد للإفلات من العقاب، وزيادة مفرطة في سخونة الأرض، وضغوط غير مسبوقة يشهدها التعاون الدولي على أكثر من جانب. في حين أعلنت الرئيسة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، أن الدورة الثمانين للجمعية العامة ستركز على قضايا متعددة، مثل دفع أجندة إصلاحات الدورة الثمانين، وتوجيه اختيار الأمين العام القادم للأمم المتحدة، واستعادة الزخم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعهّدت في هذا الجانب بالعمل على تعزيز الالتزام الدولي بميثاق الأمم المتحدة .