أمير قطر يزور روسيا الخميس لعقد مباحثات مع بوتين
استمع إلى الملخص
- تستمر العلاقات القطرية الروسية في التطور، حيث زار قطر 80 ألف روسي في عام 2024، مع التركيز على القضايا التجارية والشؤون الإقليمية ودور قطر في الوساطة.
- أعلنت قطر عن استضافة 19 عائلة روسية وأوكرانية في الدوحة لتقديم الرعاية الصحية والدعم، بالتعاون مع مفوضي حقوق الإنسان في أوكرانيا وروسيا.
أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور روسيا، غداً الخميس، لبحث عدد من القضايا الدولية والعلاقات الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الأنصاري، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، بثت اليوم الأربعاء: "تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة للعالم وليس للمنطقة فحسب، حيث يواجه العالم اليوم بوادر حرب تجارية، ويواجه أزمات متكرسة بمعنى أنها ليست فقط مستمرة، بل هي تزداد سوءاً في أماكن مثل ما يحدث الآن في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وسورية التي تجرى إعادة بنائها اليوم، والتوغل الإسرائيلي في لبنان وسورية، وهناك طبعاً الحرب المستمرة في أوكرانيا والوضع في أفغانستان". وأضاف: "قطر وروسيا تتشاوران حول هذه القضايا منذ مدة طويلة، وطبعاً لا يقل عن ذلك الدور الذي لعبته قطر منذ اليوم الأول للأزمة في أوكرانيا بأن يكون لها دور حتى في لم شمل العائلات التي تأثرت بهذه الحرب".
وأشار الأنصاري إلى أنّ الاتصالات بين الدولتين مستمرة ومتواصلة، ليس فقط على مستوى المسؤولين، بل حتى على المستوى الشعبي، حيث زار قطر 80 ألف روسي خلال عام 2024، "وهذا رقم كبير إذا نظرنا إلى حجم السياح الذين زاروا قطر خلال هذه الفترة، وبالتالي فإن هذه العلاقات مبنية على أساس سياسي واقتصادي متين"، مشيراً إلى اللقاءات المتكررة بين أمير قطر والرئيس الروسي.
في موازاة ذلك، قال الكرملين إن محادثات بوتين مع أمير قطر في موسكو ستركز على "قضايا راهنة" وبالأساس تجارية، فضلاً عن عدد من القضايا التي تحظى باهتمام دولي. ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله للصحافيين: "سيجرى بالتأكيد تبادل لوجهات النظر بين بوتين وأمير قطر في ما يتعلق بالشؤون الأوكرانية... وأمور إقليمية". وأضاف: "احتمالات الصراع كبيرة في المنطقة، وتلعب قطر دوراً كبيراً ومهماً جداً في محاولات تسوية العديد من الأزمات".
وصول 19 عائلة من روسيا وأوكرانيا إلى قطر
من جهة أخرى، أعلنت دولة قطر، اليوم الأربعاء، وصول 19 عائلة من روسيا وأوكرانيا، تضم 32 طفلاً، إلى الدوحة، للمشاركة في البرامج المخصصة لتقديم خدمات الرعاية الصحية والدعم الشامل لكل من روسيا وأوكرانيا. وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها قطر للمساعدة في لمّ شمل العائلات التي فرّقتها الحرب.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أنّ العائلات الروسية والأوكرانية الـ19، التي تضم 32 طفلاً، ستُستضاف في الدوحة خلال الفترة من 14 إلى 24 إبريل/ نيسان الجاري. ويأتي ذلك عقب استضافة قطر الناجحة العام الماضي لـ20 عائلة روسية وأوكرانية، تلقى أفرادها خلالها دعماً طبياً ونفسياً واجتماعياً.
كما أوضحت الوزارة أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في دعم العائلات خلال رحلة تعافيها، وهي مصمَّمة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم العاجلة، مع وضع الأسس اللازمة لتعافيهم واندماجهم على المدى الطويل. وأشارت الوزارة إلى أن البرنامج يُنفّذ بالشراكة مع مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني ديميترو لوبينيتس، والمفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في الاتحاد الروسي ماريا لفوفابيلوفا.
قطر تعلن استضافة 19 عائلة روسية وأوكرانية في الدوحة وتوفير الرعاية الصحية والدعم الشامل لهذه العائلات#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/QQ6ErrFbwO
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) April 16, 2025
ويهدف البرنامج إلى تعزيز رفاه هذه العائلات واستقرارها من خلال التركيز على الصحة النفسية والاجتماعية لكل فرد من أفرادها، بما يسهم في مساعدتهم على إعادة بناء حياتهم بثقة وأمان. ويركز البرنامج على دعم هذه العائلات وتحسين أوضاعها العامة وتهيئة الظروف لعيشها حياة مستقرة ومتوازنة.
وأكدت وزارة الخارجية أن دولة قطر، في إطار دورها وسيطاً، تواصل التزامها بحماية المدنيين المتضررين من النزاع، مشددة على التزامها الراسخ بمواصلة جهود الوساطة، مع التركيز بشكل خاص على لمّ شمل الأطفال وعائلاتهم وضمان سلامتهم ورفاههم.