أمير قطر لبوتين: نسعى إلى اتفاق في غزة وسورية تمر بمرحلة دقيقة

17 ابريل 2025
أمير قطر وبوتين خلال لقاء في الكرملين، موسكو 17 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو لتعزيز العلاقات الثنائية، مع التركيز على التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد.
- ناقش الزعيمان قضايا إقليمية ودولية، بما في ذلك الوضع في غزة وسوريا، حيث أكد الطرفان على أهمية دعم وحدة الأراضي السورية واستقلالها، وأشاد بوتين بجهود قطر في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
- تناولت الزيارة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، ودور قطر في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، مما يعكس عمق الشراكة القطرية-الروسية.

التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، في موسكو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة رسمية تعتبر الأولى لأمير قطر إلى روسيا منذ 2018.

وفي مؤتمر صحافي مع بوتين، قال أمير قطر إنه ناقش مع بوتين "تعزيز العلاقات مع روسيا وهناك اتفاقيات استعرضناها اليوم". ومن المتوقع أن تعلن موسكو والدوحة توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي خلال هذه الزيارة، خصوصاً في قطاع الطاقة، ولا سيما أن بوتين شدد على أنه "متأكد من وجود العديد من المشاريع المثيرة للاهتمام في روسيا".

وبخصوص الوضع في قطاع غزة، أكد أمير قطر السعي إلى تقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق، مؤكداً أن "إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في غزة من قبل". وفي هذا الإطار، أشاد بوتين بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدوحة "لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

وبخصوص الملف السوري، نبه أمير قطر إلى أن سورية تمر بمرحلة دقيقة وحساسة ومن مصلحة الجميع دعم وحدة أراضيها والسلم الأهلي، مؤكداً أن الرئيس السوري أحمد الشرع "حريص على بناء علاقات مع روسيا". وفي الاتجاه نفسه، اعتبر بوتين أن "سورية موضوع مهم بالنسبة لنا ونريدها أن تبقى دولة مستقلة".

ووصل أمير قطر، اليوم الخميس، في زيارة رسمية إلى موسكو للقاء بوتين وبحث ملفات دولية بارزة، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وبالتزامن مع وصول طائرة أمير قطر إلى مطار فنوكوفو-2 الرئاسي على أطراف موسكو، أوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين سيلتقي مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برفقة "التشكيلة الضيقة من الوفد"، على أن تتواصل المفاوضات في إطار موسع ضمن مأدبة رسمية.

وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "تجري اليوم زيارة رسمية لأمير قطر إلى روسيا الاتحادية. ستجري المحادثات الروسية القطرية في قصر الكرملين الكبير. ستجري محادثة بين بوتين وتميم بن حمد آل ثاني ضمن تشكيلة ضيقة، ثم ستلي ذلك محادثات روسية قطرية في إطار مأدبة فطور رسمية، وستجري مراسم تبادل الوثائق الموقعة". وأشاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية بأهمية الزيارة وبأدوار قطر في العديد من الشؤون الإقليمية والدولية.

وعلق على وضع العلاقات الروسية القطرية، بقوله: "قطر هي شريكنا الطيب، والعلاقات الروسية القطرية تتطور بصورة ديناميكية للغاية، وهناك اتصالات مكثفة إلى حد كبير بين زعيمي البلدين، ويجري حوار نشط عبر قنوات أخرى أيضا. ستجري محادثة جدية اليوم".

ويرافق أمير قطر خلال الزيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووفد رسمي، ومن المرتقب أن يبحث مع بوتين "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، إضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة"، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).

ونقلت "قنا" عن مستشار رئيس مجلس الوزراء، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن الزيارة "تمثل محطة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما أنها الأولى لسموه منذ عام 2018، وتأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة"، كما لفت إلى أن الزيارة "تشكل نقطة تحول استراتيجية في العلاقات الثنائية، وتأتي لترسيخ أسس التعاون بين دولتين تجمعهما رؤى مشتركة حيال العديد من التحديات الدولية"، مشيرا إلى أن روسيا "دولة محورية وعضو دائم في مجلس الأمن، والتشاور معها يعزز فرص إيجاد حلول سلمية للأزمات العالمية، بما يخدم الأمن والاستقرار الدوليين، ويعود بالنفع على الشعبين القطري والروسي". كما شدد الأنصاري على أن الزيارة "تعكس عمق الشراكة القطرية-الروسية، وتؤكد حرص القيادتين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاع الطاقة، إذ تعد كل من قطر وروسيا من أبرز الدول المصدرة للغاز الطبيعي عالميا، ما يجعل التنسيق بينهما أمرا حيويا في دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية".

وتأتي زيارة أمير قطر إلى موسكو، بحسب الأنصاري، "في إطار تنسيق الجهود بشأن قضايا إقليمية محورية، تشمل الحرب في قطاع غزة، وسبل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى بحث آفاق إعادة إعمار سورية، وتعزيز الاستقرار في لبنان، إلى جانب ملفات أخرى، مثل الأوضاع في أفغانستان، واليمن، وليبيا، وجميعها تحظى بأولوية في السياسة الخارجية القطرية".

ولفت الأنصاري أيضاً إلى أن لقاء أمير قطر وبوتين سيشهد مناقشة "سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، في ضوء اجتماعات اللجنة القطرية-الروسية التجارية والاقتصادية والفنية المشتركة التي انعقدت في الدوحة خلال شهر مارس (آذار) الماضي، والتي تمثل منصة مهمة لتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، بحسب "قنا".

وكان المتحدث باسم الكرملين قد قال للصحافيين، أمس الأربعاء، إنه "سيجري بالتأكيد تبادل لوجهات النظر بين بوتين وأمير قطر في ما يتعلق بالشؤون الأوكرانية... وأمور إقليمية". وأضاف "احتمالات الصراع كبيرة في المنطقة في حين تلعب قطر دوراً كبيراً ومهماً جداً في محاولات تسوية العديد من الأزمات". وتابع بيسكوف: "نثمن بشدة إمكانات ومستوى تعاوننا التجاري والاقتصادي الحالي" مع قطر. وأضاف "وبالطبع، حوارنا السري حول العديد من الموضوعات، بما في ذلك القضايا الأكثر حساسية".

وبذلت قطر سلسلة من المحاولات للتوسط بين روسيا وأوكرانيا، وساعدت على ترتيب عودة أطفال من كلا البلدين بعد إبعادهم عن آبائهم خلال الحرب. وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، أمس الأربعاء، وصول 19 عائلة من روسيا وأوكرانيا، تضم 32 طفلاً إلى الدوحة، للمشاركة في البرامج المخصصة لتقديم خدمات الرعاية الصحية والدعم الشامل لكل من روسيا وأوكرانيا.

وتقدر الاستثمارات القطرية في الاقتصاد الروسي بنحو 13 مليار دولار، كما أجرى جهاز قطر للاستثمار في نهاية عام 2016 أكبر صفقة خصخصة في تاريخ روسيا عبر الاستحواذ على 19.5% من أسهم أكبر شركة "روس نفط" (حكومية)، بقيمة تفوق عشرة مليارات يورو ضمن تحالف مع شركة غلينكور السويسرية لتجارة النفط.

المساهمون