أمير عبداللهيان يكشف عن طلب أميركي بمفاوضات مباشرة بشأن النووي 

أمير عبداللهيان يكشف عن طلب أميركي بمفاوضات مباشرة بشأن النووي 

31 مايو 2022
(Getty)
+ الخط -

مازالت المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية، تراوح مكانها بسبب عدم التوصل إلى حلول بخصوص قضايا عالقة بين طهران وواشنطن. وبموازاة تعثر المفاوضات، عاد التوتر إلى العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية تقارير للوكالة، صدرت أمس الإثنين، تتهم طهران بعدم التعاون في حل القضايا الخلافية بين الطرفين بشأن المواقع المشتبه بممارسة الأنشطة النووية فيها، وهو ما من شأنه أن يضيف عامل تعقيد آخر على طريق إحياء الاتفاق النووي.

غير أن المباحثات غير المباشرة بين الحكومة الإيرانية والإدارة الأميركية مستمرة، إذ كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبدالهيان، اليوم الثلاثاء، في كلمته خلال ندوة لمركز الدراسات السياسية والدولية التابع للخارجية الإيرانية في طهران، أن الطرفين يتبادلان الرسائل مرة أو مرتين أسبوعيا، عبر نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون مفاوضات فيينا، مبينا أن هذه الرسائل تدور حول "رفع الإبهامات" لحل القضايا المتبقية.  

كما كشف أمير عبداللهيان عن تلقيه رسالة من نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، عبر وزير خارجية دولة لم يسمها، أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير/شباط الماضي، مشيرا إلى أنها طلبت التفاوض المباشر معه "لتغيير أجواء المفاوضات المتعثرة لمنحها دفعة إلى الأمام". 

وأضاف في كلمته، بحسب وكالة "فارس": "قلت لوزير الخارجية الذي نقل الرسالة الأميركية للتفاوض المباشر: "أبلغ كامالا هاريس أنه اذا كان من المقرر أن يحكم لاحقا فريق متمرد فاحكوه لنا من الآن"" في إشارة غير مباشرة إلى عدم وجود ضمانات بالتزام الإدارة الأميركية المقبلة بمخرجات أي تفاوض مباشر.  

وفي ما يتعلق بروسيا، نفى أمير عبداللهيان، أن تكون عقبة أمام هذا الاتفاق، مشيرا إلى زيارته إلى روسيا خلال مارس/آذار الماضي، ولقائه نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وإبلاغه "بشكل صريح بأننا مستقلون في السياسة الخارجية بالكامل ونقرر وفق مصالحنا الوطنية ونتوقع منكم لعب دور بناء إذا ما توصلنا إلى اتفاق كما لعبتم هذا الدور البناء منذ بداية المفاوضات".

انحياز روسي

وعلى الضفة الروسية، خرجت اليوم تصريحات تلوم الولايات المتحدة بشأن مفاوضات فيينا، وترمي الكرة في ملعبها، متهمة إياها بعرقلة التوصل إلى اتفاق.

وهو ما يشير إلى تحول في الموقف الروسي، فبعد أن كانت موسكو تسعى خلال جولات التفاوض الثماني في فيينا، قبل أن تتوقف تزامنا مع نشوء الحرب الأوكرانية إلى إمساك العصا من المنتصف من دون انحياز واضح لأي طرف، ممارسة "وساطات ناجحة" لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين طهران وواشنطن، مما ساهم في حل الكثير من القضايا الخلافية، لكنها أنهت هذا الدور بعد الحرب والاصفطاف الغربي "التاريخي" ضدها.

في السياق، وخلال مؤتمر صحافي في المنامة، جمعه مع نظيره البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الإدارة الأميركية، بأنها تعرقل التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، قائلا إن موسكو مازالت تشارك الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل بشأن برنامج إيران النووي.

كما اتهم لافروف، واشنطن بأنها تسعى إلى إضافة بنود أخرى إلى الاتفاق النووي وإيجاد "تغييرات" في نص الاتفاق الأصلي، مؤكدا أن موسكو بصدد إحياء الاتفاق النووي كما هو من دون إضافة أو شطب. 

وقال مندوب روسيا في مفاوضات فيينا، ميخائيل إوليانوف، اليوم الثلاثاء، في تغريدة إن هذه المفاوضات مازالت متوقفة منذ العاشر من مارس/آذار الماضي، مضيفا أنه وفق تقارير لوسائل الإعلام أظهرت إيران خلال الزيارة الأخيرة لمنسق المفاوضات، أنريكي مورا، "درجة معينة من المرونة". 
وأضاف أوليانوف أن طهران تنتظر الرد من الجانب الأميركي، مؤكدا أن "الكرة في ملعب واشنطن". 

بينت: وثائق "مسروقة"

وعلى الضفة الإسرائيلية، كثفت الحكومة ورئيسها تحركاتهما بهدف إغلاق ما تبقى من نوافذ لإحياء الاتفاق النووي، فعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه على "تويتر" ما وصفه بأنه "وثائق سرية سرقتها إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

ونشر بينت مقطعا مصورا ورابطا لـ"الوثائق"، قائلا إن إيران استخدمتها للتهرب بشكل منهجي من تعهداتها النووية، وزعم أن إسرائيل تعرف ذلك ووضعت أيديها على ما اعتبره "خطة الخداع الإيرانية". 

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت، في الـ25 من الشهر الجاري، عن أن إيران تمكنت من "قرصنة الوثائق السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل نحو عقدين"، ما سمح لها بإخفاء وتزوير بعض أنشطتها النووية المشتبه بها. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين في الشرق الأوسط أن وثائق وكالة الطاقة الذرية تم توزيعها بين عامي 2004 و2006 بين كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين، في الوقت الذي كانت تحقق فيه الوكالة بأنشطة نووية إيرانية. 

وكانت سجلات وكالة الطاقة الذرية هذه ضمن أكثر من 100 ألف وثيقة وملف صادرتها المخابرات الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني 2018 من أرشيف طهران. 

وفي العديد من الوثائق، التي راجعتها الصحيفة، فقد عزا المسؤولون الإيرانيون الفضل إلى "أساليب استخباراتية" في الحصول على تقارير الوكالة الدولية.