استمع إلى الملخص
- أعرب القادة عن تضامنهم مع لبنان ودعوا لحل الخلافات السياسية فيه، وأكدوا على حماية المدنيين الفلسطينيين ورفض تهجيرهم، مشددين على ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم غزة.
- ناقشت القمة الأمن الإقليمي والتكامل الاقتصادي، مشيدة بجهود السعودية وقطر لوقف الحرب في غزة، ورحبت بوقف إطلاق النار في لبنان ودعمت إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
دعت القمة الخليجية الـ45، يوم الأحد، إلى وقف الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وأعربت عن تضامنها مع لبنان، حسب إعلان القمة الذي ألقاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في مؤتمر صحافي بختام القمة التي استضافتها الكويت. وقال البديوي إن القادة طالبوا في إعلان القمة بـ"وقف أعمال القتل والعقاب الجماعي والتهجير والحرب (الإبادة الإسرائيلية) في غزة". وأكد القادة التضامن الكامل مع لبنان، ودعوا إلى حل الخلافات بين المكونات السياسية، وفق البديوي.
وأكد البيان الختامي لأعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في الكويت، الأحد، دعوة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد المجلس تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن انتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة التي طاولت المدنيين الأبرياء، وأسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني، ورحب المجلس بقرار محكمة الجنايات الدولية الصادر بهذا الشأن بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في إشارة إلى أوامر الاعتقال التي صدرت بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وأعرب عن رفضه أي مبررات وذرائع لوصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه دفاع عن النفس، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة، ضمن القانون الدولي، للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان قطاع غزة.
وأدان المجلس بأشد العبارات الجرائم المروعة والصادمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بما فيها قتل المدنيين والتعذيب والإعدام الميداني والإخفاء والإبعاد القسري والنهب. وعبر المجلس عن دعمه ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، والتحذير من محاولات تهجيره، مطالباً بحماية المدنيين، والامتناع عن استهدافهم، والامتثال والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون استثناء، كما طالب مجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد المجلس أهمية الاستعداد بخطة متكاملة لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ورفض أي إجراءات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مؤكداً أن أي أطروحات عن مستقبل قطاع غزة يجب أن تكون في سياق الدولة الفلسطينية الموحدة، واعتماد نهج شمولي نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين.
ورحب القادة بـ"قرارات القمة العربية الإسلامية غير العادية التي استضافتها السعودية في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لتعزيز التحرك الدولي لوقف الحرب الإبادة في غزة وتحقيق السلام الدائم والشامل وتنفيذ حل الدولتين". كما أشادوا بـ"الجهود المقدرة لدولة قطر في مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وحضر الاجتماع كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب نائب الرئيس الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان، وولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.
وقال الشيخ مشعل في الجلسة الافتتاحية "نجدد إدانتنا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق". ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان "الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة".
في البيان الختامي، أكد المجتمعون ضرورة "الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإنهاء الحصار المفروض" على قطاع غزة. وندد الشيخ مشعل بـ"ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة"، والتي أدت إلى "استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها". وأوضح أن الكويت "تستبشر خيراً بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية، ما يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة".
ورحبت دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر، بوقف إطلاق النار في لبنان. وأعرب أمير الكويت عن دعمه الجهود السعودية الرامية إلى تشكيل مجموعة دولية تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أشاد بـ"البوادر الإيجابية البناءة التي عبرت عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية وقناة الأخبار الرسميتين بالكويت، انطلقت "القمة الخليجية الـ45 في قصر بيان بالعاصمة الكويتية بحضور قادة مجلس الدول وممثليهم"، بعد اكتمال توافد المشاركين.
وناقشت القمة "عدداً من القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية، منها قضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، ومستجدات الوضع في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن".
وعلى مدار 43 عاماً من مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، استضافت الكويت سبع قمم من أصل 44 قمة استهدفت جميعها تعزيز العمل الخليجي وتحقيق التكامل بين دول المجلس، واتخاذ مواقف مشتركة حيال التطورات الإقليمية والدولية.