أمير الكويت: الممارسة الديمقراطية ستعود في "ثوب جديد"

23 مارس 2025
الشيخ مشعل الصباح خلال قمة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الكويت، 1 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد أمير الكويت على إعادة الممارسة الديمقراطية "بثوبها الجديد"، مشيرًا إلى أن تعطيل بعض مواد الدستور كان لعلاج مشاكل ديمقراطية، مع التركيز على الوحدة الوطنية والهوية الكويتية.
- تناول ملف الجنسية الكويتية، مشددًا على الحزم والعدالة بعيدًا عن الضغوط السياسية، مع أهمية المصارحة والمكاشفة، ودعا المواطنين للصبر في مسيرة الإصلاح.
- دعا الحكومة للإسراع في تنفيذ المشروعات التنموية، خاصة في الصحة والتعليم والإسكان، مع التركيز على التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، ودعم القضايا العربية والدولية العادلة.

ألقى أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مساء اليوم الأحد، كلمة وجّهها إلى المواطنين الكويتيين، بمناسبة الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، أكّد من خلالها إعادة الممارسة الديمقراطية في "ثوبها الجديد" من دون تحديد موعد لذلك، وتصدُّر القضية الفلسطينية قائمة أولويات سياسات البلاد الخارجية. وكان أمير الكويت قد أعلن في 10 مايو/أيار الماضي، حلّ مجلس الأمة (البرلمان)، وتعليق العمل ببعض مواد الدستور، وذلك لمدة لا تزيد عن أربع سنوات.

وافتتح أمير الكويت خطابه قائلاً: "مما أثلج الصدر وأفرح النفس وأسعد الخاطر، ردود الأفعال التي صدرت من أهل الكويت الأوفياء المخلصين، تجاه ما اتخذناه من قرارات إصلاحية، حيث أيّدوها خلال استقبالنا لهم ولقاءاتنا بهم". وأضاف مُخاطباً الشعب الكويتي: "إنكم مني وأنا منكم، فأنتم العزوة والأمل والذخر والسند، نسأل الله تجلى في علاه أن يُعيننا حتى نُسلّم الكويت لأهلها الأصليين خالية من الشوائب التي علقت بها"، مؤكّداً أن "تعطيل بعض مواد الدستور إنما كان لعلاج مرض عضال أصاب جسم الممارسة الديمقراطية فأهلكها، وسيتم إعادة هذه الممارسة في ثوبها الجديد بإذن الله تعالى".

وتضمّن جزء هام من خطاب أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ملف الجنسية الكويتية، ومما قاله إن "دعاة الفرقة ومثيري الفتنة يحاولون خلط الأوراق وترويج الإشاعات وتحريف الأقوال بهدف شق وحدة الصف، وإحداث التذمر والتشكيك في القرارات المتخذة بهذا الملف"، وشدد: "حرصنا على الموازنة والمواءمة بين الحزم في كل ما يمس الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة في قضايا الجنسية، وأن التعامل وفق القانون بعيداً عن المزايدات والضغوط السياسية، آخذين بالاعتبار إقامة التوازن بين تطبيق القانون ومراعاة الأبعاد الإنسانية والمعيشية، حريصين على المصارحة والمكاشفة ليعلم الجميع الحقيقة ويقطع الشك وسوء الظن".

كما أكّد أمير الكويت أنه "لا وحدة وطنية من دون ترسيخ الهوية، فالهوية الوطنية في قمة أولوياتنا، فهي لكل كويتي أصيل يحرص على تقدم وطنه وإعلاء شأنه، وهي تشكل قوتنا باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والحصن الحصين لمجابهة الشدائد وتحدي الصعوبات والتهديدات، وستظل وصيتي لكم التمسك بمكتسباتنا الوطنية ونهجنا الديمقراطي ومرجعيتنا الدستورية، وبما توارثناه من أسلافنا من الصفات والأفعال الحميدة".

وقال أمير الكويت مُوجّهاً كلامه إلى المواطنين، إنه يتطلع إلى تحلّيهم بالصبر "في ما يتعلق بالإصلاح، فما دُمّر كثير، وما عُبث به خطير، وفي هذا المقام أبثّ إليكم جميعاً رسالة اطمئنان بأن السلبيات مُدبرة والإنجازات مُقبلة، وعلينا التمهل قليلاً لنجني ثمارها قريباً".

ووجّه الشيخ مشعل الأحمد الصباح في خطابه الحكومة الكويتية إلى "الإسراع في تنفيذ كافة مشروعات الدولة التنموية، وعلى وجه الخصوص الصحية والتعليمية والإسكانية، والانتهاء من إعداد التشريعات والقوانين التي يتلّمس المواطنون من تطبيقها حرص الحكومة على مصالح الوطن ومصالحهم، وكذلك متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بهدف تحقيق الشراكة الاستراتيجية"، مُشيراً إلى كونه يتابع "باهتمام شديد أعمال أجهزة الدولة، حيث نوجّه ونراقب ونُحاسب".

وتابع: "نحن متفائلون بغدٍ مشرق لوطننا العزيز، ستتوالى فيه الإنجازات والتطلعات، وفق ترتيب أولويات تنموية طموحة، تُحدث نقلة نوعية لن تتوقف بإذن الله في كافة مسارات التنمية المُستدامة، تتسم بالكفاءة والجودة، وتُعزز التنوع الاقتصادي والاستقرار المالي، وتؤدي إلى تخفيض وترشيد المصروفات العامة، في ظل بيئة تقوم على تنوّع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط، وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في مشروعات الدولة".

كما أكّد في خطابه على موقف دولة الكويت في "نهجها الدبلوماسي مع الدول الشقيقة والصديقة وقضاياها المُشتركة بمواقفها الثابتة التي تُعلي الحق وتقف في وجه الظلم"، وشدد على أن القضية الفلسطينية ستظلّ متصدرة قائمة أولويات سياستها الخارجية، وأنها "على موقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل كافة حقوقه المشروعة".