أميركا تمنع موظفيها من إقامة علاقات جنسية أو عاطفية مع الصينيين

واشنطن
صورة
محمد البديوي
محمد البديوي
03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 06 أبريل 2025 - 01:48 (توقيت القدس)
أميركا تمنع موظفيها من إقامة علاقات جنسية أو عاطفية مع الصينيين
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في يناير 2023، أعادت الحكومة الأميركية فرض قيود على موظفيها في الصين، مانعةً إياهم من إقامة علاقات عاطفية أو جنسية مع مواطنين صينيين، استجابةً لمخاوف الكونغرس بشأن التهديدات الاستخباراتية.

- التوجيه السري الجديد يشمل البعثات الأميركية في بكين والقنصليات في عدة مدن صينية، مع استثناءات لمن لديهم علاقات سابقة. المخالفون يُطلب منهم مغادرة الصين فورًا.

- تُستخدم "مصيدة العسل" من قبل الصين للوصول إلى الأسرار الأميركية، بينما تفرض الصين قيودًا على موظفيها المتزوجين من أجانب، مما يعكس توترات استخباراتية متبادلة.

في ثمانينيات القرن الماضي، وطبقا لوثائق رفعت عنها السرية لوزارة الخارجية، منعت الحكومة الأميركية موظفيها في الصين والاتحاد السوفييتي آنذاك من إقامة علاقات جنسية أو مواعدة أو صداقة مع السكان المحليين، بعدما أغوت جاسوسة سوفييتية جنديا من مشاة البحرية الأميركية، وخففت هذه القيود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، غير أنه بعد 34 عاما، قررت الحكومة الأميركية من جديد منع موظفيها في الصين وعائلاتهم والمتعاقدين الحاصلين على تصاريح أمنية من إقامة أي علاقات عاطفية أو جنسية مع مواطنين صينيين.

يأتي ذلك طبقا لتوجيه سري جديد كشفت بعض تفاصيله وكالة أسوشييتد برس الخميس. وأشارت الوكالة نقلا عن أربعة أشخاص إلى أن هذه السياسات بدأ تطبيقها في يناير/ كانون الثاني الماضي خلال فترة الرئيس جو بايدن، قبل مغادرة السفير الأميركي نيكولاس بيرنز الصين بفترة وجيزة.

ويشير مصطلح Non-fraternization عادة إلى سياسات تمنع إقامة علاقات شخصية أو اجتماعية بين مجموعات معينة، ولم يسمع عنها منذ الحرب الباردة رغم وجود قواعد صارمة لدى بعض الوكالات بشأن العلاقات، إلا أنه كان من المألوف مواعدة دبلوماسيين أميركيين في دول أخرى والزواج بهم.

وكانت نسخة سابقة أكثر تحديدا لهذا القرار في الصيف الماضي قد حظرت إقامة العلاقات الرومانسية والجنسية مع مواطنين صينيين يعملون حراساً وموظفي دعم في السفارة وخمس قنصليات في الصين، غير أن القرار الذي اتخذ في يناير/ كانون الثاني الماضي وسع نطاق السياسة إلى حظر شامل مع أي مواطن صيني، ولفتت الوكالة إلى أن القرار اتخذ بعدما اتصل أعضاء بالكونغرس للتعبير عن قلقهم من أن القيود المفروضة على إقامة علاقات مع الصينيين ليست "صارمة بما يكفي".

وتشمل السياسة الأميركية الجديدة بعثاتها في بكين والقنصليات في شنغهاي وشنيانغ ووهان وقوانغتشو، وإقليم هونغ كونغ شبه المستقل، بينما لا تنطبق على الموظفين الأميركيين خارج الصين في أنحاء العالم، ويستثنى من السياسات الجديدة من تربطهم علاقات سابقة الذين يمكنهم التقدم بطلب إعفاء، وحال رفضه يمكنهم الاختيار بإنهاء العلاقة أو ترك وظائفهم، أما في حال مخالفة أي شخص للقرار الجديد سيؤمر بالمغادرة الفورية للصين.

وخلال الحرب الباردة استخدمت أجهزة الاستخبارات النساء والرجال للحصول على معلومات حساسة وفرضت وزارة الخارجية ووكالات أخرى قيودا ومتطلبات صارمة للإبلاغ عن العلاقات الشخصية للموظفين الأميركيين هناك، وأيضا مع منافسين تعتبرهم الولايات المتحدة يمثلون تهديدا استخباراتيا كبيرا مثل كوبا. وقبل هذا القرار كان الموظفون الأميركيون ملزمين بالإبلاغ عن أي تواصل حميم مع مواطنين صينيين لرؤسائهم لكن لم تكن هناك قرارات صريحة بمنع العلاقات الجنسية أو العاطفية. ولا يُعرف الكثير عن سياسة الحكومة الأميركية المتعلقة بـ"بعدم التآخي" في مختلف أنحاء العالم، للسرية المتعلقة بها.

وطبقا لوكالة أسوشييتد برس، يرى دبلوماسيون وخبراء استخبارات أميركية أن بكين تستخدم ما يطلق عليه "مصيدة العسل" (أي الإغواء) للوصول إلى الأسرار الأميركية، مشيرة إلى أن الموظفين الأميركيين قبل إرسالهم للعمل في الصين يحصلون على تحذيرات وعروض تشمل حالات أرسلت فيها أجهزة استخبارات صينية نساء جاذبات لإغواء دبلوماسيين أميركيين. وقال المحلل السابق في وكالة المخابرات الأميركية ورئيس مؤسسة جيمستاون البحثية بواشنطن بيتر ماتيس، إن "هناك حالتين على الأقل تم الإعلان عنهما أغوى فيهما عملاء صينيون دبلوماسيين أميركيين في الصين"، لافتا إلى أنه لم يسمح بمثل هذه الحالات في السنوات الأخيرة.

وعلى الجانب الآخر، أشار التقرير إلى أن الصين شددت ضوابطها الصارمة المفروضة على موظفيها في السنوات الأخيرة، ومنعت ترقية موظفي الخدمة المدنية الصينيين المتزوجين من جنسيات أجنبية كما تمنع دبلوماسييها من قضاء فترات طويلة في بعض البلاد، إضافة إلى منع وزارة الخارجية وهيئات حكومية أخرى مسؤوليها وموظفيها من إقامة علاقات جنسية وعاطفية مع أجانب.

ذات صلة

الصورة
ترامب في فلوريدا 5 نوفمبر 2025 (Getty)

سياسة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه يريد "لنيويورك أن تكون ناجحة"، وقد يعرض مساعدة الحكومة الاتحادية على زهران ممداني.
الصورة
تظاهرات ضخمة ضد ترامب، 18 أكتوبر 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شهد أكثر من 1700 مدينة وموقع في جميع الولايات الخمسين بالولايات المتحدة الأميركية، تظاهرات ضد إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.