أميركا تتحدث عن "فسحة دبلوماسية" مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية

أميركا تتحدث عن "فسحة دبلوماسية" مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية

30 يناير 2022
كرّرت نولاند القول إن بوتين "لم يتخذ قراره النهائي بعد" (أليكس براندون/فرانس برس)
+ الخط -

قالت فيكتوريا نولاند، معاونة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، إن واشنطن "سمعت بعض الإشارات بأن موسكو أبدت اهتمامها بمناقشة المقترحات" الخطية التي أرسلتها الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، إلى موسكو بشأن مطالبتها بضمانات أمنية.

وأضافت نولاند، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز"، الأحد، أن هذا التوجه "يشمل التواصل المرجّح هذا الأسبوع بين الوزيرين (الأميركي أنتوني) بلينكن و(الروسي سيرغي) لافروف".

وسيعقد مجلس الأمن جلسة، غدا الاثنين، للبحث في الأزمة الأوكرانية، من المقرر أن يشارك فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وكررت نولاند ما رددته الإدارة أخيرا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يتخذ قراره النهائي بعد"، ما يعزز اعتقاد الإدارة بأن "فسحة الدبلوماسية ما زالت متاحة"، كما قال أمس كل من وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، وكرره اليوم جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون.

ويشار في السياق ذاته، إلى أن الإدارة تعمل على فرملة مشروع في الكونغرس لفرض "عقوبات مسبقة" على موسكو، من باب الاعتقاد أن مثل هذه الخطوة تفقد العقوبات وظيفتها الرادعة إذا فرضت قبل قيام الروس بأي عمل عسكري ضد أوكرنيا.

وينطوي هذا الموقف، ولو ضمنا، على الحرص على الابتعاد عن أي خطوة من شأنها زيادة تعقيد الخيار الدبلوماسي الذي يبقى الخيار المفضل للإدارة، حسب ما تشدد في تصريحات المتحدثين باسمها.

وكان سيناتوران ديمقراطي وجمهوري في واشنطن قد أعلنا أن الكونغرس على وشك الاتفاق على مشروع قانون ينص على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا.

وتوعد السيناتور الديمقراطي البارز بوب مندينيز موسكو، في حديث مع شبكة "سي أن أن"، بـ"عواقب خطيرة" في حال غزو أوكرانيا، فيما تحدث السيناتور الجمهوري جيم ريش عن "ثمن مدمر" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لافروف: نريد ضمانات أمنية

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، للتلفزيون الروسي: "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هي الحال مع كل بلد آخر في العالم".

وأضاف لافروف أن "موسكو لا تريد أن تكون في وضع يتعرّض فيه أمننا للتهديد يوميا"، كما سيكون الوضع في حال ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي.

وتابع أن موسكو ستواصل بالتالي السعي إلى "ضمانات قانونية ملزمة"، تأخذ في الاعتبار "المصالح المشروعة" لروسيا، وسترسل إلى دول حلف الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "طلبا رسميا يحضها على توضيح كيفية تطبيق التزامها بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين".

مقرب من بوتين: لا نريد الحرب

من جهته، اتهم أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الغربيين بـ"تأجيج التوتر".

وقال باتروشيف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية: "لا نريد الحرب، ولسنا بحاجة إليها إطلاقا. وهؤلاء الذين يفرضونها، لا سيما الغربيين، إنما يتبعون مخططاتهم الأنانية".

وخلال الأيام الماضية، أعلنت دول غربية عدة عن إرسال وحدات جديدة إلى وروبا الغربية، بينها الولايات المتحدة، التي وضعت 8500 عسكري في حال تأهب لتعزيز حلف شمال الأطلسي، وفرنسا التي تريد نشر "مئات" الجنود في رومانيا.

من جهته، سيقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأسبوع المقبل، على حلف الأطلسي نشر قوات للرد على تصاعد "العدائية الروسية" تجاه أوكرانيا، وهو إعلان رحّب به الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي قد دعا حلفاء بلاده الغربيين إلى "تجنّب إثارة الذعر" في ظل حشد روسيا قواتها، فيما شدد وزير خارجيته دميترو كوليبا على ضرورة التزام "الحزم" خلال المحادثات مع موسكو.

يرتقب أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك وأيضاً رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي كييف هذا الأسبوع.

وقد وصلت وزيرة الدفاع الكندية آنيتا أنان، التي تقدم بلادها مساعدة عسكرية لأوكرانيا، إلى كييف، اليوم الأحد، في زيارة تستغرق يومين.