الآلاف يشيعون شهداء مجزرة جنين.. وأمن السلطة يستهدف بالغاز مشيّعي منفذ عملية حوارة
شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الأربعاء، شهداء مجزرة مخيم جنين شمالي الضفة الغربية الستة، بينهم منفّذ عملية حوارة، الذي استشهد في ذات المجزرة، والذي تعرّض موكبه لاستهداف من أمن السلطة، تسبب في سقوط جثمانه.
وانطلق المشيعون يتقدمهم عشرات المسلحين والملثمين من فصائل المقاومة الفلسطينية من مستشفى "خليل سليمان الحكومي"، وجابوا شوارع مدينة جنين، حاملين جثامين خمسة شهداء، قبل نقلهم إلى مسقط رأسهم في مخيم جنين وبلدة برقين.
وأدى أهالي جنين ومخيمها صلاة الجنازة على أربعة شهداء من ثلاثة فصائل فلسطينية، هم: محمد غزاوي (26 عاماً)، وطارق ناطور (27 عاماً)، وزياد الزرعيني (29 عاماً)، ومعتصم صباغ (22 عاماً)، في ملعب مخيم جنين، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة الشهداء بالمخيم.
ونقل جثمان الشهيد محمد خلوف (22 عاماً) إلى مسقط رأسه بلدة برقين غرب جنين، حيث أقيمت صلاة الجنازة على جثمانه في ساحة مدرسة البلدة، قبل دفنه قرب زوج أخته الشهيد محمد صبح، حسب وصيته، كما أكد قريبه سلطان لـ"العربي الجديد".
وهتف المشيعون للمقاومة الفلسطينية وضد الاحتلال الإسرائيلي، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية.
وقال القيادي في حركة فتح جمال حويل لـ"العربي الجديد"، إنّ "المشاركة الواسعة من الأهالي والتفاعل الكبير في الجنازة يعدّ استفتاءً شعبياً على دم الشهداء وخيار المقاومة والبندقية".
وأضاف حويل: "لا يمكن التعامل مع هذا الاحتلال الذي يقول ائتلافه الحكومي إن فلسطين من النهر إلى البحر هي فقط لليهود، وإن المستوطنات شرعية، والقدس موحدة يهودية، هذا احتلال لا يريد أن يقدم شيئاً للشعب الفلسطيني ولا يريدنا إلا أن نكون وكيلاً أمنياً نوفر له الهدوء والاطمئنان من أجل تنفيذ مشروعه".
ودعا حويل القادة السياسيين الفلسطينيين إلى الذهاب إلى حوار وطني لوضع استراتيجية وطنية لإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني والدفاع عنه، قائلاً إنّ "ما قدمه أمس واليوم مخيم جنين، من تلاحم المقاتلين مع بعضهم، يعبّر عن نهج وفكرة المخيم، وهي فكرة الوحدة التنظيمية والسياسية، ليس فقط بين فصائل فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وإنما بين المدينة والمخيم والريف في جنين، مع محافظة نابلس ومخيم عسكر"، في إشارة إلى وجود الشهيد خروشة ابن مخيم عسكر في مخيم جنين، وتابع: "أتمنى أن تصل هذه الرسالة وفكرة المخيم لكل القادة السياسيين".
موكب تشييع خروشة
وفي نابلس، شارك الآلاف في المدينة ومخيمي بلاطة وعسكر للاجئين الفلسطينيين في تشييع جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة، منفذ عملية حوارة التي أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين، في 26 فبراير/شباط الماضي.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، بغية الوصول به إلى ميدان الشهداء، كما جرت العادة مع كافة شهداء محافظة نابلس، غير أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعترضت الموكب وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع والقنابل الصوتية تجاه المشيعين، ليسقط الجثمان أرضاً.
أجهزة أمن سلطة أوسلو تعتدي على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة بقنابل الغاز والصوت وتتسبب في سقوط جثمانه.
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) March 8, 2023
نية مبيتة للاعتداء على الجنازة تنفيذًا لاتفاقية العقبة ومحاولة لقمع وتخويف أبناء شعبنا وتخييرهم بين المقاومة أو السلم الأهلي. pic.twitter.com/JmRUNNFPk6
بعد ذلك، جرى نقل الجثمان إلى سيارة إسعاف، أنزلت الشهيد مجدداً أمام مقر محافظة نابلس، وانطلق موكب تشييع الشهيد محمولاً على الأكتاف صوب مخيم بلاطة، حيث طافوا به أزقّة المخيم، قبل نقله إلى مسقط رأسه في مخيم عسكر لمواراته الثرى في مقبرة المخيم.
وهتف المشيعون بشعارات تمجّد المقاومة وتحيي الشهيد وتشيد بالعملية التي نفذها بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس قبل ثلاثة أسابيع.
وقال القيادي في حركة حماس مصطفى أبو عرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جنازات الشهداء هي مبايعة من الشعب الفلسطيني للمقاومة وتأكيد على صوابية نهجها.. عملية حوارة التي نفذها الشهيد خروشة كانت مفصلية في أسلوبها وستؤسس لمرحلة جديدة في الضفة الغربية المحتلة".
واستنكر أبو عرة استهداف جنازة الشهيد خروشة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، معرباً عن "استغرابه مما قامت به، خاصة بعد الملحمة الوطنية التي سطرها المقاومون في جنين".
بدوره، قال الأسير المحرر عنان بشكار رفيق درب الشهيد خروشة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشارع الفلسطيني سبق قيادته وحدد بوصلته"، داعياً إلى "دعم النهج الذي اختاره الشارع وليس الالتفاف عليه".
وتابع بشكار: "أنا أعرف الشهيد جيداً منذ سنوات طويلة، ولم أستغرب ما قام به من عملية بطولية"، مشيراً إلى أنّ اعتقاله الأخير لدى الاحتلال الإسرائيلي والذي استمر أربعين شهراً كان بتهمة تشكيله خلية تابعة لكتائب الشهيد (عز الدين القسام) الذراع العسكرية لـ(حركة حماس)".