أمازون شريكة "نيمبوس" الإسرائيلي تخرج عن صمتها بعد إطلاق موظفها الأسير ساشا

15 فبراير 2025
الأسير الإسرائيلي المُطلق سراحه ساشا موظفُ أمازون، 15 فبراير 2025 (الاناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إطلاق سراح ساشا طروفنوف: بعد 500 يوم من الأسر، أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح المهندس الإسرائيلي ساشا طروفنوف من Amazon Web Services، مما أثار انتقادات لأمازون بسبب صمتها العلني حول القضية، بينما دافعت الشركة عن موقفها لحماية سلامة طروفنوف وعائلته.

- الجدل حول سياسة أمازون: أثار صمت أمازون استياء الموظفين الإسرائيليين الذين شعروا بتجنب الشركة التورط السياسي، بينما دافع آخرون عن موقفها، معتبرين أن الأولوية هي سلامة الموظفين.

- نشاط أمازون في إسرائيل: تمتلك أمازون أنشطة واسعة في إسرائيل، بما في ذلك مشروع نيمبوس الحكومي، الذي أثار جدلاً بسبب تقديم تقنيات لتعزيز القبضة الأمنية على الفلسطينيين.

بعد نحو خمسمئة يومٍ في الأسر، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سراح الإسرائيلي ساشا طروفنوف (29 عاماً) الذي أُسر مع أمه وزوجته وجدته، اللواتي سبق وأُطلق سراحهنّ في صفقة التبادل الأولى بعد خمسين يوماً من الحرب. 
طروفنوف الذي كان يسكن في رمات غان في تل أبيب، عمل مهندساً كهربائياً في Amazon Web Services التي تقدّم خدمات الحوسبة السحابية، والشريكة في مشروع نيمبوس الحكومي الإسرائيلي، وكان عمله ضمن طاقم تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي. وعلى هذه الخلفية تلقت الشركة طوال الـ16 شهراً الماضية انتقادات حادة من الإسرائليين بسبب "الصمت" الذي أظهرته تجاه قضية أسر طروفونوف.
ومع إطلاق سراحه اليوم، خرج المدير التنفيذي للشركة، أندي جيسي، عن صمته؛ إذ نشر بياناً في مدوّنة الشركة كتب فيه: "الطاقم العزيز، أشارككم نبأ تحرر ساشا طروفونوف، شريكنا في AWS الذي اختطف في 7 أكتوبر في إسرائيل"، وأضاف أنه "منذ عرفنا بأمر اختطاف ساشا وعائلته، عمل طاقم مختص من وراء الكواليس، بالإضافة إلى خبراء، على دفع جهود إطلاق سراحهم، والقيام بالصحيح من أجلهم ومن أجل أمنهم، وضمن ذلك القرار المؤلم بعدم التطرق للموضوع علناً، خشية الإضرار بإمكانية إطلاق سراحهم أو التأثير على الشروط التي احتجزوا فيها".
وتابع: "كانت هذه الفترة الأصعب على الإطلاق بالنسبة لكل مَن عرف وأحب ساشا؛ وكانت فترة خوف وقلّة حيلة، وهي لا تقاس بما مرّ به ساشا وعائلته"، على حدِّ تعبير المدير التنفيذي، الذي شدد على أن شركته "ستقوم بكل ما يلزم لمساعدة طروفونوف وعائلته حتّى يتعافوا"، وختم رسالته بالقول إن "قلبي مع كل الذين أصيبوا في هذه الحرب، وكلي أمل بأن ثمة طريقاً للسلام طويلِ الأمد"، على حدِ زعم الشركة المتورطة في تطوير الذكاء الاصطناعي المستخدَم في قمع الفلسطينيين وملاحقتهم.
وعلى الرغم من رسالة جسي، فإن "سياسة الصمت العلني" لأمازون بعد أسر طروفونوف التُقطت في إسرائيل سلباً، خصوصاً لدى مقارنتها مع عملاقة التكنولوجيا إنفاديا، التي أُسر أحد موظفيها وهو أفينتان أور، زوج الأسيرة السابقة نوعا أرغماني التي استعادها الجيش الإسرائيلي خلال عملية إنقاذ خاصة. إنفاديا ومديرها التنفيذي جنسن هونغ، دعيا علناً لإطلاق سراح أور وأرغماني، وقادوا مع إدارة الشركة وموظفيها في إسرائيل حملة دعم لأور، لا تزال متواصلة حتّى اليوم؛ فهو لا يزال محتجزاً في غزة.

في المقابل، وطوال فترة احتجاز طروفنوف، احتجّ الموظفون الإسرائيليون في أمازون على أنها امتنعت عن التطرق علناً لوضعه، خصوصاً وأن الشركة سبق وأن شاركت في حملات Black Lives Matter, Stop Asian Hate إلى جانب دعمها المتواصل لحقوق النساء ومجتمع الميم.
وادّعى موظفون إسرائيليون في أمازون أن الشركة "فضّلت الصمت حتّى لا تتورط سياسياً، وهو ما قد يؤثر على علاقاتها مع المجتمعات الإسلامية والعربية التي تقدم خدمات لها"، وفق ما نقل عنهم موقع "واينت". وفي مؤتمر عقدته AWS في السنة الماضية في لاس فيغاس، استأجر زملاء طروفنوف شاحنةً بثوا عليها صوره في محاولة "لإيقاظ إدارة الشركة"، غير أن ذلك لم يحرك ساكناً، وهو ما رفع من منسوب إحباطهم منها.
بين أولئك الذين دافعوا عن قرار الشركة بالصمت، كان الملياردير اليهودي بيل أكمان، وهو أحد الناشطين البارزين في الولايات المتحدة ضدّ ما يُدعى "معاداة السامية". أكمان سبق وأن نشر على حسابه في منصة إكس منشوراً ذكر فيه أن "أولويّة كل مدير تنفيذي هي صحة وسلامة موظفيه. إنّ أحد موظفي أمازون محتجز لدى حماس، لذلك يمكن الافتراض أن الشركة تقوم بكل ما في وسعها من أجل مساعدته. في المحصلة، تعتقد أمازون أن الحديث العلني عن موظفها سيضرّه أكثر مما يفيده".
الجدير ذكره، أنه بعد ثلاثة أيام على اندلاع الحرب، نشر المدير التنفيذي لأمازون، بياناً قال فيه إن "الهجمات ضد المدنيين الإسرائليين صادمة ومؤلمة.. كنت على اتصال مع أفراد طاقمنا من أجل التأكّد من أننا نقوم بكل ما في وسعنا لمساعدة ودعم عائلات موظفينا"، وعلى الرغم مما تقدّم، فإن موظفين في الشركة ادّعوا أن البيان كان "عاماً"، و"لم يتضمن إدانة صريحة"، وذلك "خلافاً لبيانات حول أحداث عالمية مختلفة". 

نشاط أمازون في إسرائيل
على الرغم من صمت إدارة أمازون العالمية خلال فترة احتجاز طروفونوف، فإنّ فرع الشركة الإسرائيلي عمل من أجل إطلاق سراحه، وعائلتُه كانت دائماً على اتصال مع الشركة، وصوره عرضت في مؤتمر AWS في تل أبيب، كما انضمّ موظفو الشركة لجهود إطلاق سراحه ونشروا صوره في فروع الشركة ومكاتبها في إسرائيل.
ولأمازون أنشطة عديدة في إسرائيل، تتضمن مراكز بيانات إقليمية، وتضم مكاتبها مئات الموظفين، كما أن شركات تكنولوجيا عديدة في إسرائيل تعتمد على الخدمات السحابية التي تقدمها أمازون. وإلى جانب ذلك، فإن الأخيرة هي شريك أساسي في مشروع الخدمات المحوسبة السحابية الحكومي الإسرائيلي، المعروف بإسم "نيمبوس".
ونيمبوس أحد المشاريع التي أثارت الجدل بشكل خاص؛ لأنه ليس مشروعاً حكومياً إسرائيلياً فحسب، بل إنّه يقدم حلاً سحابياً أيضاً لوزارة الأمن والجيش؛ إذ فضح عقد سابق بين غوغل وأمازون والحكومة الإسرائيلية ما سبق، وأكد أن عملاقتَيّ التكنولوجيا العالميتين متورطتان فعلاً في توفير آليات وبرامج ذكاء اصطناعي تهدف لتعزيز القبضة الأمنية على الفلسطينيين.
وتمنع شروط العقد الذي وقعته الحكومة الإسرائيلية مع الشركتين عام 2021، بقيمة 1.2 مليار دولار، وقف الشركتين خدماتهما بسبب ضغوط المقاطعة، كما يحظر عليهما رفض تقديم الخدمة لأي جهة حكومية إسرائيلية بما في ذلك وزارة الأمن.