ألمانيا توافق على تسليم تركيا طائرات يوروفايتر... ماذا عن قيود الاستخدام؟
استمع إلى الملخص
- أهمية الصفقة لتحالف يوروفايتر: تعزز الصفقة الإنتاج والتحديثات التقنية لشركات مثل إيرباص وبي ايه اي سيستمز، وتربط تركيا بأوروبا في السياسة الصناعية، في ظل المنافسة مع الشركات الأمريكية.
- القيود والموافقات اللازمة: موافقة ألمانيا ضرورية لإتمام الصفقة، مع تعهد تركيا بعدم استخدام الطائرات ضد دول الناتو، وسط صراعات مع اليونان وأهمية التوافق السياسي.
ذكرت مجلة شبيغل الإخبارية في تقرير، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الألمانية مهدت الطريق لتسليم 40 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون إلى تركيا عقب قرار من مجلس الأمن الاتحادي لمصلحة تسليمها. وفي وقت لاحق، وقعت أنقرة ولندن مذكرة تفاهم تسمح للأولى بأن تكون مستخدما لمقاتلات يوروفايتر تايفون، في خطوة كبيرة نحو شراء الطائرات. وقالت بريطانيا إن المفاوضات مع تركيا بشأن الصفقة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة.
وتجري تركيا محادثات لشراء هذه الطائرات، التي يصنعها تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ممثلا في شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز وليوناردو. ويعمل مجلس الأمن الاتحادي الألماني، المخول بالموافقة على صادرات الأسلحة، بسرية ولا تعلق الحكومة عادة على قراراته. وأحجمت وزارة الدفاع الألمانية عن التعليق على التقرير. فيما لم ترد وزارة الاقتصاد بعد على طلب تعليق أرسل عبر البريد الإلكتروني.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن ألمانيا وبريطانيا اتخذتا موقفا إيجابيا بشأن بيع الطائرات، وأضاف أن أنقرة ترغب في إتمام عملية الشراء في أقرب وقت ممكن.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أشار نائب الرئيس التركي جودت يلماز إلى أن بلاده ترحب بالتقدم الإيجابي الذي أحرزته المفاوضات مع بريطانيا بشأن توريد مقاتلات "يوروفايتر تايفون". وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخطيط بلاده لشراء 40 طائرة "يوروفايتر تايفون" القتالية متعددة المهام. و"يوروفايتر تايفون" الأوروبية مقاتلة من الجيل 4.5، صُممت لتحقيق التفوق في القتال الجوي، وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية.
ماذا عن قيود الاستخدام؟
ويبدو أن ألمانيا مهدت الطريق لإتمام صفقة تسليم طائرات يوروفايتر إلى تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلا أن استخدامها سيكون مقيدا. وتأتي هذه الموافقة بعد أن كانت الحكومة الألمانية السابقة بزعامة الاشتراكي أولاف شولتز، وضمت حزبي الخضر والليبرالي الحر قد عرقلتها في مارس/ آذار 2023 وأوقفت ترخيص التصدير بسبب اعتقال زعيم المعارضة التركية أكرم داوود أوغلو.
وعن ضرورة موافقة ألمانيا على طلب التصدير، أفاد الباحث السياسي توماس برغمان "العربي الجديد"، بأن الأمر يعود لكون برلين إحدى الدول التي تشكل تحالف يوروفايتر، والذي يضم أيضا كل من بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، وبموجب لائحة التصدير المشتركة تتعين موافقة جميع الدول الشريكة في تسليم الطائرات لدولة ثالثة. ولذلك، تعد موافقة ألمانيا شرطا أساسيا لإتمام الصفقة مع تركيا".
وأوضح برغمان، نقلاً عن مصادر مطلعة على الصفقة أن تركيا "تعهدت بأنها لن تستخدم الطائرات إلا في إطار نشاطها وتضامنها الدفاعي ضمن حلف الناتو، وليس ضد أي دولة عضو في التحالف العسكري". ومن المعلوم، أن هناك صراعا بين تركيا واليونان العضوين في الناتو، حيث تعتبر أنقرة أن لها سيادة على بحر إيجه بينما تعتبر اليونان هذه الأراضي تابعة لها.
استثمار مهم
وذكرت صحيفة هاندلسبلات عن خبراء، أن الصفقة ستكون ذات أهمية كبيرة لتحالف يوروفايتر، وخاصة لشركة إيرباص للدفاع والفضاء ومقرها ميونخ، والتي تعد الشريك الأهم بحصة تصل إلى 46% وتعتمد على صادرات يوروفايتر، فضلا عن أهميتها لشركتي بي ايه اي سيستمز البريطانية وشركة ليوناردو الإيطالية. وأوضح هؤلاء أن الإنتاج التسلسلي والتحديثات التقنية بالبرمجيات أمرا بالغ الأهمية إذا أراد الأوروبيون لعب دور مستقل في بناء الطائرات المقاتلة في السنوات القادمة، لاسيما وأن الدول الشريكة ترغب في شراء العشرات منها.
وصرح مدير في الشركة بأن الصفقة مع تركيا تهدف إلى ربط البلاد بأوروبا من حيث السياسة الصناعية، إذ اشترت أنقرة في الفترة السابقة أنظمة دفاع جوي من روسيا.
وفي خضم ذلك، ظهرت بيانات تفيد بأن المنافس الأميركي لا يزال يهيمن حتى الآن على السوق، ففي حين تم بيع 612 طائرة يوروفايتر وفقا للشركة المصنعة تم طلب 100 طائرة أخرى، فإن شركة لوكهيد مارتن الأميركية المصنعة لطائرة أف 35 لديها أكثر من 3000 طلب. وهنا، يستفاد أن هناك سعيا أوروبيا لاستغلال الفجوة وأن المملكة العربية السعودية تعد حاليا أكبر زبون مع طلبية 72 طائرة يوروفايتر.