ألمانيا: تهديد الطائرات المسيرة كبير وسنتخذ إجراءات للدفاع عن أنفسنا

27 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 28 سبتمبر 2025 - 02:09 (توقيت القدس)
وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، 21 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الداخلية الألماني على التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة، مشيراً إلى مراجعة قانون أمن الطيران للسماح للقوات المسلحة بالتدخل، وإنشاء مركز وطني لتكنولوجيا الطائرات المسيرة.
- دعا رئيس حكومة ولاية هيسن إلى زيادة الاستثمارات في التسلح والدفاع، مشدداً على تعزيز صناعة السلاح الألمانية لضمان الدفاع وخلق فرص عمل جديدة، والاعتماد على الذات بدلاً من الولايات المتحدة.
- شهدت الدنمارك والنرويج حوادث رصد طائرات مسيرة مجهولة، مما أدى إلى إغلاق مطارات، مع تلميحات إلى احتمال ضلوع روسيا في "الهجوم الهجين".

قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، اليوم السبت، إن تهديد الطائرات المسيرة "كبير" وإن البلاد ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها. ويعلن مسؤولون في دول أوروبا  حالة تأهب قصوى بعد أن أدى توغل طائرات مسيرة في الدنمارك إلى تعطيل حركة الطيران في عدة مناطق في البلاد عدة مرات خلال الأسبوع الماضي. وتُجري أيضاً السلطات الألمانية تحقيقات في عمليات رصد مماثلة.

وقال دوبرينت للصحافيين في برلين "هناك تهديد يمكن تصنيفه بأنه كبير في ما يتعلق بالطائرات المسيرة". وأضاف أن ألمانيا ستنظر في مراجعة قانون أمن الطيران لكي يتسنى للقوات المسلحة التدخل لإسقاط الطائرات المسيرة. وتابع "يتعلق الأمر بالاستعداد لحماية، على سبيل المثال، البنية التحتية الحيوية أو التجمعات الكبيرة".

وفي السياق، قال الوزير في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية: "أريد إدراج نص صريح في قانون أمن الطيران يتيح للجيش الألماني تقديم مساعدة إدارية للشرطة داخل البلاد، خاصة في مجال التصدي للطائرات المسيّرة". كما كشف الوزير عن خطة لإنشاء مركز وطني متخصص في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة يربط بين الحكومة الألمانية والولايات والجيش.

إلى ذلك، دعا رئيس حكومة ولاية هيسن الألمانية، بوريس راين، إلى إدخال زيادة ملحوظة على الاستثمارات في مجال التسلح والدفاع. وقال راين في مدينة فيسبادن عاصمة الولاية اليوم السبت:" عصر مناطق الراحة انتهى"، لافتاً إلى أن روسيا "تخترق مراراً" المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وتجري مناورات عسكرية على حدود أراضي الحلف، و"تشن هجمات" على البنية التحتية الحيوية في أوروبا.

وأكد السياسي المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرز، المسيحي الديمقراطي أن "أفضل وسيلة ضد العدوان الروسي هي الردع من خلال القوة العسكرية الذاتية". ورأى راين أنه من الصواب أن تعزم الحكومة الاتحادية على استثمار مقدار غير مسبوق من الأموال في الأمن والدفاع، على أن يتم استثمار جزء كبير من هذه الأموال داخل ألمانيا، وقال:"نحتاج إلى القيام بحملة تسلح وأن توفر ألمانيا ضماناً للدفاع". وأعرب راين عن اعتقاده بأن تعزيز صناعة السلاح الألمانية من شأنه أن يؤمِّن فرص العمل ويخلق نمواً جديداً.

وأفاد مكتب رئاسة حكومة ولاية هيسن بأن جدول أعمال مؤتمر رؤساء حكومات الولايات الألمانية المقرر عقده من 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة ماينتس (عاصمة ولاية راينلاند-بفالتس المجاورة)، وبمبادرة من ولاية هيسن، سيتضمن تعزيز صناعة التسلح. وتابع المكتب أن الاجتماع سيتناول أيضاً كيفية إسهام شركات السلاح الوطنية في تعزيز القدرة الدفاعية لألمانيا وأوروبا.

ومن المقرر عقد القمة الثانية للتسلح في ولاية هيسن في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذكر مكتب رئاسة الحكومة في الولاية أن الهدف من هذا اللقاء هو "وضع استراتيجية مع ممثلي صناعة السلاح في هيسن حول كيفية استفادة هيسن بأفضل شكل ممكن من التحول الزمني (عبارة كان المستشار السابق أولاف شولتس أطلقها بعد أيام من اندلاع الحرب في أوكرانيا وقصد بها تغيير مسار سياسة ألمانيا الدفاعية) بفضل قطاعها القوي في مجال التسلح".

وقال راين إن ألمانيا اعتمدت لفترة أطول من اللازم على قوة الولايات المتحدة. وأضاف: "يتعيّن على ألمانيا، باعتبارها أكبر عضو أوروبي في الناتو، أن تتولى أخيراً أمر دفاعها بنفسها، وأن تصبح أكثر أمناً وسيادةً ومناعةً على جميع المستويات".

رصد مسيّرتين فوق أكبر قاعدة عسكرية في الدنمارك

وفي السياق، رُصدت مسيّرتان مجهولتا المصدر تحلقان فوق أكبر قاعدة عسكرية في الدنمارك، بحسب ما أعلنت الشرطة السبت، في آخر حادثة من هذا النوع ضمن ما وصفه مسؤولون دنماركيون بأنه "هجوم هجين"، ملمحين إلى احتمال ضلوع روسيا فيه.

وفي النرويج المجاورة، يحقق الجيش أيضاً في "رصد محتمل لمسيّرات" في ساعة مبكرة من صباح السبت قرب أكبر قاعدة عسكرية له هي أورلاند التي تضم مقاتلاته من طراز إف-35، وفق ما أفاد به ناطق عسكري وكالة فرانس برس.

وقال الشرطي الدنماركي سايمن سكلسيار لوكالة فرانس برس: "يمكنني تأكيد أننا سجلنا حادثاً قرابة الساعة 20:15 (18:15 ت غ الجمعة) استمر ساعات. رُصدت مسيرة أو مسيرتان خارج القاعدة الجوية وفوقها"، في إشارة إلى قاعدة كاراب العسكرية. وأضاف أن الشرطة لا يمكنها التعليق على مصدر المسيّرتين، مؤكداً "عدم إسقاطهما". ولفت إلى أن الشرطة تتعاون مع الجيش في إطار التحقيق.

وتم تأكيد وجود مسيّرات ليل الجمعة السبت فوق "مواقع عسكرية عدة"، وفق ما قال ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس رافضاً تقديم مزيد من التفاصيل. وتتشارك قاعدة كاراب مدرجاتها مع مطار ميتييلاند المدني الذي أُغلق فترة قصيرة رغم أن أي رحلات لم تتأثر ولم تكن أي رحلات تجارية مقررة في ذلك الوقت، بحسب سكلسيار.

وأدى رصد المسيرات الغامضة في الدنمارك والنرويج منذ الاثنين إلى إغلاق مطارات عدة. وأعلنت شرطة مقاطعة نوردلاند في شمال النروج أنها مددت مؤقتاً القيود الجوية والبرية المفروضة على الطائرات المسيرة وغيرها من المركبات الجوية المسيرة لتشمل منطقة بقطر 10 كيلومترات حول أربعة مطارات تسير رحلات إقليمية ودولية وعسكرية حتى ظهر الاثنين. وأوضحت الشرطة في بيان أن هذه الخطوة "إجراء احترازي"، مؤكدة عدم رصد أي مسيرات في المنطقة السبت.

(رويترز، أسوشييتد برس)