استمع إلى الملخص
- شنّ شولتز هجمات على ميرز في ملفات الهجرة والاقتصاد، متهماً إياه بالتعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، مما أثار احتجاجات واسعة.
- تناولت المناظرة قضايا السياسة الخارجية والأزمة الصناعية، حيث ناقش شولتز تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع تكاليف الطاقة.
أظهر استطلاع للرأي، أجرته مجموعة أبحاث يوم الأحد، أن المشاهدين عبر التلفاز اعتبروا أن المستشار الألماني أولاف شولتز (من "الحزب الاشتراكي الديمقراطي") فاز بفارق ضئيل في مناظرته التلفزيونية الأولى ضد منافسه فريدريش ميرز من حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" المحافظ. ووفقا لاستطلاع أجرته مجموعة "فورشونجس غروب فاهلن"، فقد قال 37% من المشاهدين المؤهلين للتصويت إن شولتز كان الأفضل مقارنة بميرز، كما أفادت إذاعة "زد دي إف" العامة.
ورأى 34% أن ميرز كان متفوقاً، بينما لم ير 29% من المشاهدين أي فرق بين الطرفين. يذكر أن الاستطلاع لا يمثل جميع الناخبين المؤهلين في ألمانيا، بل يقتصر على المشاهدين الذين تابعوا مناظرة يوم الأحد. وبحسب الاستطلاع، بدا شولتز أيضا أكثر مصداقية بنسبة (42%)، وأكثر قبولا بنسبة (46%) لدى المشاهدين.
بينما بدا ميرز أكثر مصداقية بالنسبة لـ31% من المشاركين في الاستطلاع، وأكثر قبولاً لدى 27% منهم. وكانت الصورة متساوية في تصورات المشاهدين في ما يتعلق بخبرة كل منهما، حيث حصل كلاهما على 36%. وكان هناك قبول أفضل لشولتز بين النساء، حيث أقنع 43% من المشاهدات بصفاته، فيما حصل ميرز على 29%.
وفي المقابل، كان ميرز أكثر نجاحاً في إقناع الرجال، حيث كانت نسبة الموافقين عليه 40% مقابل 30% لشولتز. وبين المشاركين الأصغر سناً، كان شولتز متفوقا بوضوح: حيث اختار 47% من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما شولتز، مقابل 25% لميرز.
أما بالنسبة للمشاركين في الفئة العمرية بين 35 و59 عاماً، فكان ميرز متقدما بفارق ضئيل، حيث اختار 36% ميرز، مقابل 35% لشولتز. وبالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، كانت الصورة مشابهة: 34% رأوا أن شولتز كان متفوقاً، بينما فضل 36% ميرز. وأجرت مجموعة الأبحاث الاستطلاع على عينة تضم 1374 مشاهداً مؤهلاً للتصويت تم اختيارهم عشوائياً عبر الإنترنت ومن خلال الهاتف.
شولتز يهاجم منافسه
وشنّ أولاف شولتز سلسلة هجمات في ملف سياسة الهجرة والاقتصاد ضدّ منافسه المحافظ الأوفر حظا في الانتخابات البرلمانية. وأخذ شولتز على ميرز خلال المناظرة التي تسبق الانتخابات التشريعية المقررة في 23 فبراير/ شباط أنه "لم يفِ بوعده" حين قدّم إلى البرلمان مشاريع تلحظ تشدداً في سياسة الهجرة يؤيدها اليمين المتطرف.
واعتبر شولتز أن مناورة ميرز "كسرت أحد المحرمات" في السياسة الألمانية، لافتاً إلى أنه "لم يعد يثق" في تعهدات منافسه. وبعدما دفع المحافظون في أواخر يناير/كانون الثاني باتجاه إقرار اقتراح بشأن سياسة الهجرة بدعم من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، قال شولتز لخصمه إنه "لا يمكن لأحد أن يقول كيف سيبدو المستقبل عندما تصبح الأمور صعبة مجدداً".
من جهته، شدّد ميرز على أن حزبه "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" لن يتعاون أبداً مع "البديل من أجل ألمانيا" الذي يحلّ في المركز الثاني في استطلاعات الرأي خلف المحافظين وأمام "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه المستشار. وقال ميرز "أودّ أن أوضح مجدداً هنا أننا لن نقوم بذلك"، مشيراً إلى "عدم وجود أرضية تفاهم" ممكنة بين حزبه والبديل من أجل ألمانيا "المنقسمين" حيال قضايا أساسية مثل "أوروبا، وحلف شمال الأطلسي، واليورو، وروسيا، وأميركا".
أثار الاتحاد الديمقراطي المسيحي عاصفة سياسية في البلاد عندما تمكّن من تمرير قرار غير ملزم بشأن الهجرة بدعم من أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا، وهي أول غالبية من هذا النوع تتشكّل في البرلمان الألماني منذ الحرب العالمية الثانية. وكان حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه الاتحاد الاجتماعي المسيحي قد تمكّنا، الأربعاء، من إقرار مذكّرة غير ملزمة تدعو للتصدّي للهجرة أيّدها البديل من أجل ألمانيا. لكنّ محاولة إقرار اقتراح القانون في البوندستاغ، الجمعة، باءت بالفشل، إذ أيّد النصّ 338 نائباً فيما عارضه 350 نائباً وامتنع خمسة نواب عن التصويت.
إلا أن بداية التقارب بين اليمين واليمين المتطرف، وهو أمر غير مسبوق على المستوى الوطني، دفعت مئات الآلاف من الألمان للنزول إلى الشوارع تعبيراً عن معارضتهم له، كما حدث في ميونيخ السبت وفي برلين قبل أسبوع. وقد احتلت سياسة الهجرة مكانة بارزة في المناظرة المتلفزة بين المتنافسَين.
وعلّقت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية بالقول "لقد انقلبت الأدوار"، إذ إنّ شولتز الذي غالباً ما يُعتبَر خطابه باهتاً جداً، ردّ "بعدوانية نادراً ما نراها". في معرض تعليقه على بعض مقترحات خصمه بشأن قضايا اللجوء، استشاط شولتز غضباً، سائلاً "كيف يمكن لأي شخص أن يكون غبياً إلى هذا الحد؟". وأخذ على خصمه المخاطرة بإحداث "أزمة أوروبية" من خلال الدعوة إلى إغلاق الحدود الألمانية.
وعدّد شولتز الإجراءات التي اتخذتها حكومته الائتلافية منذ نهاية عام 2021 للسيطرة على الهجرة غير الشرعية، لكنّ ميرز اتهمه بأنه "يعيش في عالم آخر" وفي "عالم الخيال". ويراهن ميرز على أن مقترحاته المتطرفة بشأن الهجرة ستجذب العدد المتزايد من الناخبين الذين يميلون إلى التصويت لليمين المتطرف.
وتُلقي الأزمة الصناعية التي تجد ألمانيا نفسها غارقة فيها، بعد عامين من الركود، بثقلها خصوصا على ولاية المستشار المنتهية ولايته. وأشار شولتز إلى ارتفاع تكاليف الطاقة الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا. وردّ المستشار على انتقادات خصمه الذي اتهمه بضرب القطاع الصناعي، قائلاً "لستُ أنا من غزا أوكرانيا".
وكانت اللهجة أكثر توافقية في ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية. وفي هذا الإطار، وصف شولتز، الأحد، مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى بلدان أخرى بأنه "فضيحة".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)