ألمانيا: "البديل" يكرس قضايا الإسلام والهجرة في صلب حملته الانتخابية

ألمانيا: "البديل" يكرس قضايا الإسلام والهجرة في صلب حملته الانتخابية

10 ابريل 2021
مويتن عن "كورونا: هذا الإغلاق لا شيء منه ضروري إذا كنت تثق بالناس (Getty)
+ الخط -

قبل حوالي ستة أشهر من الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، طرح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في مدينة دريسدن، اليوم السبت، حملته الانتخابية، وبدا واضحاً أن الكثير من الأعضاء داخل البديل يتطلع إلى الماضي القديم، معززا قناعته المناهضة للإسلام وسياسة الهجرة واللجوء، وفيما يخص استراتيجية البديل لمواجهة أزمة كورونا، كان واضحا أنه ضد الحظر، ومع العودة للحياة الطبيعية والحرية.
وتحت شعاره الإعلاني "ألمانيا .. لكن طبيعية"، اعتبر زعيم الحزب يورغ مويتن، أمام 600 مشارك من المندوبين، أن "البديل يريد أن يظهر أن العربدة من الحظر، وهذا الإغلاق لا شيء منه ضروري إذا كنت تثق بالناس"، مضيفا "علينا أن نكون مستعدين لتحمل المسؤولية، وحيث فشل الآخرون جميعا، ونعرض ونشرح حلولنا المتفوقة ونبرهنها".

 وطالب مويتن إنهاء الإغلاق على الفور وإعادة الحقوق الكاملة إلى العديد من الشركات المعرضة لخطر البقاء. وأبرز أن الحياة الطبيعية في ألمانيا "دمرت في ظل رئاسة المستشارة ميركل والأحزاب الحاكمة، ولكن البديل لم يحدد الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه برنامج إعادة الأعمار المستدام بعد جائحة كورونا".

الهجرة إحدى القضايا الأساسية للحزب اليميني الشعبوي

وفيما خص الهجرة، إحدى القضايا الأساسية للحزب اليميني الشعبوي، أشارت شبكة "ايه آر دي" الإخبارية إلى أن "البديل"، وفي برنامجه الانتخابي المؤلف من 73 صفحة، تطرق بشكل كبير لقضايا الإسلام والهجرة وبالتفصيل، إذ تظهر كلمة "إسلام" 21 مرة، فيما كلمة "لجوء" 36 مرة، مقابل إشارة واحدة لليمين المتطرف.

تطرق الحزب  بشكل كبير لقضايا الإسلام والهجرة وبالتفصيل

 ويتحدث الحزب، حسب الشبكة، عن "عصابات الجريمة الأجنبية"، في إشارة إلى الشباب المهاجرين في شوارع المدن، وأن ذلك ألحق الضرر بالأمن الداخلي في البلاد مع ازدياد أعمال العنف والإرهاب والجريمة، كما ودعوته أيضا لحظر المآذن. مع العلم أن موقع "بي آر 24" أبرز أخيرا أن الإحصاءات تظهر انخفاضا ثابتا في عدد الجرائم خلال السنوات الماضية.

وفي ما يتعلق بالمواطنين من أصول مهاجرة، يريد "البديل" العودة إلى المبدأ القديم القائل أن الأصل فقط هو من يحق له الجنسية الألمانية وليس من كان مولودا في ألمانيا، و"هذا يمكن أن يمنع تجنيس المجرمين" على وجه التحديد.

وإزاء ذلك، يتضح إلى أي مدى يتوق الحزب إلى شعاراته التحفيزية للناخب الألماني، التي أعطته المزيد من التأييد الشعبي في انتخابات العام 2017، وأوصلت الحزب لأول مرة إلى البوندستاغ (البرلمان)، بأكبر كتلة معارضة، بعدما بدأ نشاطه كحزب مناهض لليورو وغيره من الشعارات الميؤوس منها.

وفي السياق، لم يلغ "البديل" فكرة إعادة اعتماد المارك الألماني، متجنبا الدعوة إلى خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي بكونه لا يحظى بشعبية في الوقت الحالي، ووفق صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، فإن الحزب يعتقد أن العملة الموحدة قد فشلت وسط اقتصادات ذات مستويات أداء مختلفة للغاية، هذا عدا عن مطالبته بتنقية نظام الضرائب في ألمانيا، بينها الضرائب على الملكية والثروة والميراث، بدلا منها توسيع ضريبة الدخل.

الصفقة الزرقاء

علاوة على ذلك ، يريد "البديل" تبني ما أطلق عليه "الصفقة الزرقاء"، في نية لإحياء اقتصاد السوق الاجتماعي وخلق الرخاء للجميع وتعزيز الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، والتي يقصد بها عن عمد أن تكون برنامجا معاكسا للصفقة الخضراء الأوروبية، التي تعتمد استراتيجية الموائمة بين البيئة والاقتصاد، التي تود من خلالها المفوضية الأوروبية أن تجعل أوروبا صديقة للمناخ مستقبلا، وجعل قانون العمل أكثر مرونة مع الحد من البيروقراطية، وإعادة تطبيق الخدمة العسكرية الإلزامية، وضبط الحدود، والبقاء على الفحم الحجري والطاقة النووية.

وفي ما يتعلق بالسياستين الخارجية والأمنية، فان حزب "البديل" يرفض التعاون الوثيق بين دول الاتحاد الأوروبي في قضايا الدفاع، مع حرصه على استعادة العلاقات مع روسيا، وهو الذي يدعو عادة إلى رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع موسكو، كما وأهمية إنهاء خط نورد ستريم 2 لضخ الغاز من روسيا إلى أوروبا.

وفي الشؤون الحزبية الداخلية للحزب اليميني الشعبوي، فإن الوضع بعيد كل البعد عن الطبيعي، بوجود مسار مواجهة وصراع على السلطة بين مسؤولين من غرب البلاد، يعتبرون أنفسهم معتدلين، وآخرين من الولايات الشرقية حيث التأييد الشعبي الكبير للبديل، والمصنفين بالمتطرفين، وهذا ما قد يغيب التناغم داخله مع بدء الحملة الانتخابية.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الحزب بدأ صباحا باحتجاجات سلمية، مع تجمع منتقدي الحزب اليميني الشعبوي، رغم تدابير كورونا.