استمع إلى الملخص
- دعت تركيا إلى وقف الهجمات على إدلب بعد تصاعد التوترات، بينما أعرب الكرملين عن رغبته في استعادة السيطرة على حلب، وانتقدت روسيا الغرب لمحاولاته استهداف سيادة سورية.
- تمكنت المعارضة من السيطرة على مناطق في ريف حلب الغربي ضمن عملية "غرفة عمليات الفتح المبين"، مؤكدة أن العملية جاءت رداً على التصعيد والمجازر بحق المدنيين.
قال مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" الإخباري إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفوجئت بعملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الأربعاء فصائل المعارضة السورية وسيطرت خلالها على عدد من المدن والبلدات السورية، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأميركية لا تشارك في العملية. وسيطرت فصائل المعارضة السورية صباح اليوم السبت على مدينة معرة النعمان أكبر مدن محافظة إدلب، شمال غرب سورية، ومطار أبو الظهور العسكري، أبرز معاقل المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في ريف محافظة إدلب الشرقي، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، كما سيطرت الفصائل على عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الشرقي الجنوبي.
في الأثناء، أعلن جيش النظام السوري اليوم عمّا وصفه بـ "انسحاب مؤقت" لقوات في حلب، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في وقت سابق، بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم "الإرهابيين". وقال جيش النظام السوري، وفق ما أوردته وكالة "رويترز"، إن هذا الانسحاب يأتي في إطار جهود إعادة حشد القوات قبل وصول تعزيزات لشن الهجوم المضاد. وأقر جيش النظام السوري أن عشرات الجنود قتلوا أو أصيبوا في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية.
واتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات المعارضة في سورية، فيما طالبت تركيا بوقف الهجمات على إدلب. ووصل مقاتلو المعارضة السورية إلى حلب، ثاني أكبر مدينة في سورية، الجمعة، في سياق هجوم خاطف على قوات النظام السوري وروسيا. وتُعَدّ هذه المعارك من بين الأكثر دموية منذ سنوات.
وأكدت إيران مجدداً، أمس الجمعة، دعمها الحازم للنظام السوري، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان. وجاء في البيان أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "شدد على دعم إيران المستمر لحكومة سورية وأمتها وجيشها في كفاحها للإرهاب"، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أنّ عراقجي ندد بهجمات للمعارضة السورية ووصفها بأنها "خطة أميركية صهيونية بعد هزيمة النظام الصهيوني في لبنان وفلسطين". وأضافت أنّ عراقجي أكد، في المكالمة مع الصباغ، دعم طهران للحكومة السورية.
وأمس الجمعة، أعلن الكرملين أنه يريد "أن تستعيد الحكومة السورية النظام في منطقة حلب في أقرب وقت ممكن". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في بيان: "في ما يتعلق بالوضع في محيط حلب، هذا هجوم على السيادة السورية، ونريد من السلطات السورية أن تستعيد السيطرة والنظام الدستوري هناك بأسرع ما يمكن". ورداً على سؤال بخصوص تقارير روسية غير مؤكدة على منصة تليغرام ذكرت أن رئيس النظام السوري بشار الأسد غادر إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن بيسكوف أنه "ليس لديه ما يقال" في هذا الشأن.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أطلقت أحكاماً عامة ضد أميركا والغرب، من دون التعليق مباشرة على تطورات المعارك في الشمال السوري. وقالت، في تصريح، إن "قوى الغرب الكبرى تواصل ممارساتها وهجماتها العدائية ضد سورية"، مضيفة أن "محاولات استهداف الدولة السورية وسيادتها واستقلالها مستمرة منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للسلم والأمن الدوليين بصورة عامة، وقد اختارت سورية وما زالت تتشبث بها هدفاً لعدوانها المستمر والمتواصل". واعتبرت أن سياسة قوى الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، "في نشر الفوضى عبر جماعات مسلحة وإرهابية باتت مفضوحة".
من جانبها، دعت تركيا إلى "وقف الهجمات" على مدينة إدلب ومحيطها، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية وقوات النظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية عبر منصة إكس: "لقد طالبنا بوقف الهجمات. وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية"، مشيراً إلى "التطورات في إدلب ومحيطها الحدودي".
وتمكنت فصائل المعارضة السورية العاملة ضمن "غرفة عمليات الفتح المبين" في منطقة إدلب، وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، شمال غربي سورية، الأربعاء الفائت، من السيطرة على مناطق واسعة في ريف محافظة حلب الغربي، من ضمنها "الفوج 46"، أبرز معاقل النظام السوري، بعد هجوم واسع أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وصرح الناطق باسم فصيل "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، بأن معركة "ردع العدوان" جاءت رداً على الحشود المعادية لنظام الأسد وداعميه والتصعيد الأخير خلال الأسابيع الماضية، ورداً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) والمناطق المحررة شمالي وشمال غربي سورية.