"أكسيوس": مقترح واشنطن بشأن الاتفاق النووي يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم
استمع إلى الملخص
- أبدت إيران تحفظات قوية على المقترح، معتبرة أنه غير قابل للتنفيذ ولا يراعي مصالحها، خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات وتخصيب اليورانيوم، مؤكدة على أهمية التخصيب الداخلي.
- تأتي هذه التطورات في سياق محادثات بوساطة عمانية، حيث أجريت خمس جولات تفاوضية، مع استمرار الضغوط الأمريكية وتحذيرات من العمل العسكري.
كشف موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الاثنين، بعض تفاصيل مقترح الاتفاق النووي الذي قدمته الولايات المتحدة لإيران أول من أمس السبت، مؤكدًا أنه سيسمح بتخصيب محدود لليورانيوم منخفض المستوى على الأراضي الإيرانية لفترة زمنية محددة، وهو ما يتناقض مع التصريحات العلنية لكبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد أعلن السبت، استلام بلاده بنود مقترح أميركي يهدف إلى التوصل لاتفاق نووي بين طهران وواشنطن. وفي منشور عبر منصة إكس، قال عراقجي، إن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، سلّم الجانب الإيراني بنود المقترح خلال زيارته طهران.
ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، قولهما إن الاقتراح الأميركي يُقدّم مسارًا أوضح للتوصل إلى اتفاق. وأضاف الموقع أن البيت الأبيض لم ينكر أيًّا من تفاصيل الاقتراح الذي وصفه المصدران المطلعان. وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت: "أوضح الرئيس ترامب أن إيران لن تتمكن أبدًا من امتلاك قنبلة نووية. وقد أرسل المبعوث الخاص (ستيف) ويتكوف اقتراحًا مفصلًا ومقبولًا للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله. واحترامًا للاتفاق الجاري، لن تُعلق الإدارة على تفاصيل الاقتراح لوسائل الإعلام".
وبحسب ما ذكره الموقع، يصف الاقتراح الذي قدمته ويتكوف يوم السبت "أفكارًا أولية" ستُناقش في الجولة القادمة من المحادثات. وبموجب الاقتراح، لن يُسمح لإيران ببناء أي منشآت تخصيب جديدة، ويجب عليها "تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم". وينص الاقتراح أيضًا على وجوب توقف إيران عن إجراء أبحاث وتطوير جديد لأجهزة الطرد المركزي المعنية بتخصيب اليورانيوم.
وأفاد "أكسيوس" بأن الاتفاق النووي سيركز وفقًا للاقتراح على إنشاء تحالف إقليمي للتخصيب يستوفي شروطاً عدة، هي:
- لن يُسمح لإيران بتطوير قدرات تخصيب محلية تتجاوز ما هو ضروري للأغراض المدنية.
- بعد توقيع الاتفاق، سيتعين على إيران خفض تركيز تخصيبها مؤقتًا إلى 3%. وسيجري الاتفاق على هذه الفترة في المفاوضات.
- يجب أن تصبح منشآت التخصيب الإيرانية تحت الأرض "غير عاملة" لفترة زمنية يتفق عليها الطرفان.
- سيجري تقييد نشاط التخصيب في المنشآت الإيرانية فوق الأرض مؤقتًا بالمستوى اللازم لوقود المفاعلات النووية، وفقًا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- سيُنشئ الاتفاق "نظامًا قويًّا للرصد والتحقق" بما في ذلك الموافقة الفورية على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكانت "رويترز" قد نقلت عن دبلوماسي إيراني كبير، قوله اليوم الاثنين، إن إيران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي، ووصفته بأنه "غير قابل للتنفيذ"، ولا يراعي مصالح طهران، ولا يتضمن أي تغيير في موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم. وبحسب الدبلوماسي المقرب من فريق التفاوض الإيراني، فإن "إيران بصدد صياغة رد سلبي على المقترح، الذي قد يُفسر على أنه رفض للعرض الأميركي".
وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"رويترز": "الاقتراح الأميركي يبقي موقف الولايات المتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية دون تغيير، كما أنه لا يوجد تفسير واضح لرفع العقوبات". وتطالب طهران بالرفع الفوري لجميع القيود التي فرضتها الولايات المتحدة والتي تُعوق اقتصادها المعتمد على النفط، لكن بالنسبة للولايات المتحدة، ينبغي أن تُرفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي على مراحل.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، أن بلاده تدرس حالياً المقترح الأميركي الذي تلقته السبت الماضي من وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي، قائلًا: "سنقدم الرد المناسب للطرف المقابل استنادًا إلى مبادئ حقوق ومصالح الشعب الإيراني". وأضاف "بعيدًا عن هذا، من الواضح أنه لن يحظى حتمًا أي نص يتضمّن مطالب متطرفة ويتجاهل الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني برد إيجابي منا".
وأضاف أن رد إيران سيُبنى على خطوطها الحمراء، مشيرًا إلى أن إنشاء تحالف إقليمي لتخصيب اليورانيوم "لا يمكنه أن يشكل بديلًا عن التخصيب الداخلي" في إيران، ولافتًا إلى أن طهران ستقرر بشأن استمرار المفاوضات في مشاوراتها مع سلطنة عُمان. وأكد بقايي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "أحد خطوطنا الحمراء في المفاوضات هو موضوع رفع العقوبات"، مشيرًا إلى أن بلاده طالما أعلنت وأكدت أنها لا تريد السلاح النووي، وبرنامجها النووي "سلمي". وأعلن استعداد إيران لاتخاذ "خطوات بناء ثقة وشفافة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأُجريت حتى اليوم خمس جولات تفاوضية لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية بوساطة عُمانية، وفي الجولة الأخيرة، التي انعقدت في 23 مايو/أيار الجاري، قدّم البوسعيدي مقترحات للمفاوضَين الإيراني والأميركي لتقريب وجهات النظر بينهما حول القضايا الخلافية، وأبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران إيقافها باعتبارها خطًّا أحمر، فيما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة تخلّي إيران عن ذلك.
وتُعد المحادثات، التي بدأت في إبريل/نيسان الفائت، الاتصال الأعلى مستوى بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولاية ترامب الأولى رئيسًا للولايات المتحدة. ومنذ عودته إلى منصبه، استأنف ترامب ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران، إذ دعم إجراء محادثات، لكنه حذر من أنه قد يلجأ إلى عمل عسكري في حال فشلت الدبلوماسية.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الشامل أخيرًا عن البرنامج النووي الإيراني بأن إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوبة للاستخدام العسكري، وذلك في تقرير غير معدّ للنشر، ويأتي قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.