"أكسيوس": قطر تطلب اعتذاراً من إسرائيل لاستئناف وساطتها بشأن غزة

20 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 21 سبتمبر 2025 - 09:03 (توقيت القدس)
تصاعد الدخان من مبنى سكني في الدوحة عقب العدوان الإسرائيلي على قطر، 9 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طلبت قطر اعتذارًا من إسرائيل عن غارتها على مبنى سكني في الدوحة كشرط لاستئناف وساطتها لوقف إطلاق النار في غزة، مع التركيز على مقتل ضابط الأمن القطري.
- أكد أمير قطر أن الظروف الحالية لا تسمح بالوساطة بسبب التصعيد الإسرائيلي واعتبار المفاوضات تكتيكًا سياسيًا لتهجير سكان غزة.
- زار وزير الخارجية الأميركية قطر لحثها على الاستمرار في الوساطة، بينما أدانت قطر الهجوم الإسرائيلي وناقشت مع المحكمة الجنائية الدولية آليات المساءلة.

نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدرين مطلعين قولهما إن قطر طلبت اعتذارًا من إسرائيل عن غارتها على مبنى سكني في الدوحة، قبل استئناف وساطتها لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق المحتجزين. وقال مصدر مطلع على الأمر، السبت، لموقع أكسيوس، إن "القطريين يدركون التعقيد السياسي في إسرائيل، ومستعدون للتحلي بالمرونة بشأن لغة الاعتراف بالخطأ".

وأفاد أحد المصدرين بأن طلب الاعتذار جاء من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

، وأنه أثار المسألة مع وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو خلال لقائهما يوم الثلاثاء في الدوحة. وأفاد مصدر مطلع بأن الطلب القطري طُرح أيضًا في اجتماعات بين روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

وتوقع مصدر مطلع، في حديثه لـ"أكسيوس"، أن يوافق القطريون على اعتذار إسرائيلي يُركّز على مقتل ضابط الأمن القطري، ويتضمن وعودًا بتعويض عائلته وعدم انتهاك السيادة القطرية مرة أخرى. وكانت إسرائيل قد قدمت اعتذارات مماثلة في الماضي. ففي عام 2013، اعتذر نتنياهو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل ناشطين أتراك في غارة أسطول الحرية على غزة عام 2010.

وعلى الرغم مما نقلته "أكسيوس"، فإن هذا لا يعني أن قطر ستعود إلى الوساطة مع الاعتذار الإسرائيلي؛ فظروف الوساطة غير متوفرة حالياً، وسط التصعيد الإسرائيلي الحالي في حرب الإبادة وعدم تقديم الاحتلال أفكاراً مقنعة بأنه سيوافق على وقف الحرب، ما يعني أن حكومة نتنياهو ستستغل الوساطة غطاءً لحرب الإبادة التي تشنها على غزة. وهذا ما أكده خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام القمة الإسلامية العربية، الأسبوع الماضي، إذا أشار إلى أنّ "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات"، وأن المفاوضات عند الاحتلال الإسرائيلي "مجرد جزء من الحرب، تكتيك سياسي يرافق الحرب، ووسيلة لتعمية الرأي العام الإسرائيلي". وتطرّق أمير قطر في كلمته حينها إلى أهداف الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أنه "إذا كان وقف الحرب هو ثمن تحرير رهائنه، فهو لا يريدهم. ما يريده فعلاً هو جعل غزّة غير صالحة للعيش الإنساني تمهيداً لتهجير سكانها، إنه يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة أو الكبرى، ويستغل فرصة الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، والتضييق على السكان في الضفة الغربية ويخطط لعمليات ضم أجزاء منها".

وكان روبيو قد وصل الثلاثاء الماضي إلى قطر في زيارة هدفت إلى حضّ الدوحة على الاستمرار في دور الوساطة بشأن غزة، بعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قادة الوفد المفاوض لحركة حماس في العاصمة القطرية.

وقال روبيو في تصريحات لدى زيارته قطر، إنّ "قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على التوسط بشأن غزة"، مضيفاً: "نأمل أن تستأنف الدوحة محادثات غزة رغم كل ما حدث". وتابع: "من الواضح أن عليهم تقرير ما إذا كانوا يريدون القيام بذلك بعد ما حصل الأسبوع الماضي أو لا، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات، فهي قطر"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة "على وشك الانتهاء من اتفاق مُعزَّز للتعاون الدفاعي مع قطر".

وكانت قطر قد استعرضت الأربعاء الماضي، مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، "وقائع الاعتداء الإسرائيلي" على الدوحة، وناقشت مع المحكمة "آليات المساءلة الجنائية الدولية تحت مظلة المحكمة". وأفادت الخارجية القطرية بأن وزير الدولة في الوزارة، محمد الخليفي، التقى رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، القاضية توموكو أكاني، ونائبة المدعي العام للمحكمة، نزهة شميم خان، في مقر المحكمة بلاهاي.

وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جوياً على قيادة حركة "حماس" في الدوحة، ما أدانته قطر، وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان، وشكّلت لجنة قانونية لاتخاذ إجراءات في هذا الصدد. وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع إسرائيل لوقف اعتداءاتها التي تنتهك القانون الدولي. وإسرائيل ملاحقة أمام الجنائية الدولية على أثر جرائم حرب وإبادة ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

المساهمون