استمع إلى الملخص
- تحصل أوكرانيا على ضمان أمني من دول أوروبية، واستعادة جزء من خاركيف، وممر لنهر دنيبر، وتعويضات لإعادة الإعمار، دون تحديد مصدر التمويل.
- تشمل الخطة اعتبار محطة زابوريجيا للطاقة النووية تابعة لأوكرانيا بإدارة أميركية، وتزويد الكهرباء، وصفقة معادن أميركية أوكرانية، مع شكوك أوروبية في نوايا روسيا.
تتوقع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ردًا من أوكرانيا، اليوم الأربعاء، على إطار عمل لاتفاق سلام يتضمن اعترافًا أميركيًا بشبه جزيرة القرم باعتبارها جزءا من روسيا، واعترافًا غير رسمي بسيطرة موسكو على جميع المناطق المحتلة تقريبًا منذ غزو عام 2022، وفقًا لما نقله موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة على المقترح.
وأفاد الموقع، نقلًا عن مسؤول أميركي مشارك في المناقشات، بأن وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف عملا معًا "لوضع إطار عمل يُقرّبنا من إنهاء الحرب". ونقل الموقع عن مصادر قولها إنه من المتوقع أن يكون الاقتراح الأميركي جزءًا من المناقشات في محادثات لندن بشأن أوكرانيا المقررة اليوم الأربعاء. وقال مسؤول أميركي إن هناك مؤشرات أوكرانية إلى الرغبة في بحث وقف إطلاق نار لـ30 يومًا بدلًا من إطار خطة ترامب للسلام.
وبحسب الموقع الأميركي، تصف الوثيقة المكونة من صفحة واحدة، والتي قدمتها الولايات المتحدة للمسؤولين الأوكرانيين في باريس الأسبوع الماضي، هذا العرض بأنه "العرض النهائي" للرئيس دونالد ترامب. ويصر البيت الأبيض على استعداده للانسحاب إذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق قريبًا.
وأضاف "أكسيوس" أن مقترح ترامب يتطلب تنازلات كبيرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي استبعد سابقًا قبول احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وأجزاء من أربع مناطق في شرق أوكرانيا. ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض، بحسب التقارير، تجميد خطوط المواجهة الحالية للتوصل إلى اتفاق، إلا أنه رفض سابقًا عناصر أخرى من الإطار الأميركي، مثل نشر قوة حفظ سلام أوروبية على الأراضي الأوكرانية.
وقال مصدر مقرّب من الحكومة الأوكرانية إن كييف ترى أن الاقتراح متحيز للغاية تجاه روسيا، مضيفًا: "يقول الاقتراح بوضوح شديد ما هي المكاسب الملموسة التي تحصل عليها روسيا، لكنه يقول فقط بشكل غامض وعام ما الذي ستحصل عليه أوكرانيا".
ما ستحصل عليه روسيا بموجب اقتراح ترامب
وفقاً لما أورده "أكسيوس"، ستحصل روسيا على مجموعة من الامتيازات بموجب اقتراح ترامب تتمثل بما يلي:
- اعتراف أميركي "شرعي" بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم.
- اعتراف "فعلي" باحتلال روسيا لكامل مقاطعة لوغانسك تقريبًا، والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا.
- وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويشير النص إلى إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
- رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2014.
- تعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، وخاصة في قطاعي الطاقة والصناعة.
ما ستحصل عليه أوكرانيا بموجب الاقتراح
أما الامتيازات التي ستحصل عليها أوكرانيا بموجب الاقتراح الأميركي، فستكون وفق الآتي:
- "ضمان أمني قوي" يشمل مجموعةً مؤقتة من الدول الأوروبية، وربما دولاً غير أوروبية متقاربة التفكير. الوثيقة غامضة من حيث آلية عمل عملية حفظ السلام هذه، ولا تذكر أي مشاركة أميركية.
- استعادة الجزء الصغير من مقاطعة خاركيف الذي احتلته روسيا.
- ممر حر لنهر دنيبر، الذي يمتد على طول خط المواجهة في أجزاء من جنوب أوكرانيا.
- تعويضات ومساعدة لإعادة الإعمار، مع أن الوثيقة لا توضح مصدر التمويل.
عناصر أخرى من الخطة
وقال "أكسيوس" إن عرض ترامب يتضمن عناصر أخرى، وهي:
- ستُعتبر محطة زابوريجيا للطاقة النووية - وهي أكبر منشأة من نوعها في أوروبا - تابعةً لأوكرانيا، لكن الولايات المتحدة ستديرها، وستُزوّد كلا من أوكرانيا وروسيا بالكهرباء.
- تشير الوثيقة إلى صفقة المعادن الأميركية الأوكرانية، التي صرّح ترامب بتوقيعها يوم الخميس.
ووضعت الخطة بعدما التقى ويتكوف ببوتين لأكثر من أربع ساعات الأسبوع الماضي. وبعد استعراض الخطة، عرض بوتين وقف الغزو الروسي على طول خطوط المواجهة الحالية باعتبار ذلك جزءا من صفقة محتملة، وفقًا لما نقله "أكسيوس"عن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية. وتُعدّ هذه أكبر بادرة من بوتين حتى الآن للإشارة إلى استعداده لتحقيق السلام، لكن المسؤولين الأوروبيين ما زالوا متشككين.
وتشهد الولايات المتحدة تحولًا سياسيًا كبيرًا في ظل رئاسة دونالد ترامب، إذ لم تعد تبدي رغبة في تقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد الغزو الروسي، وتضغط واشنطن على كييف للتوصل إلى اتفاق سلام سريع.