أكاشيا أوكونور… ناشطة وممثلة نيوزيلندية تعاقب لتضامنها مع غزة

09 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 04:15 (توقيت القدس)
أكاشيا أوكونور في أوكلاند، 20 سبتمبر 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شاركت أكاشيا أوكونور في وقفة احتجاجية أمام منزل وزير الخارجية النيوزيلندي، مما أثار جدلاً بعد بثها الحي على إنستغرام وانتقادات من الوزير بيترز الذي اتهمها بالتحريض.
- وصفت وزيرة المالية الأحداث بالمروعة ودعت لوقف الاحتجاجات أمام منازل المسؤولين، وألغت شركة "وان نيوزيلند" تعاقدها مع أوكونور بسبب سلوكها.
- أكدت أوكونور سلمية حركتها وعدم نشرها عنوان الوزير، معبرة عن خيبة أملها من قرار الشركة ومصممة على مواصلة الاحتجاج ضد الظلم.

لم تكن الممثلة والناشطة أكاشيا أوكونور، المتحدثة باسم الحركة العالمية إلى غزة، تتوقع أن مشاركتها الخميس الماضي في الوقفة الاحتجاجية أمام منزل وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز في مدينة أوكلاند، ومشاركتها بثاً حياً للفعالية على منصة إنستغرام متضمناً موقعها، ستفتح عليها نيران، ليس فقط الحكومة، بل أيضاً شركة "وان نيوزيلند" للاتصالات التي ألغت تعاقدها معها. إلا أن أكاشيا أوكونور شددت، في حديثها لـ"العربي الجديد"، على أنها لن تتوقف عن الاحتجاج ضد الظلم.

هجوم على أكاشيا أوكونور

وشن بيترز هجوماً حاداً على حزب الخضر ورئيسته، النائبة كلوي سواربريك، وعلى أكاشيا أوكونور متهماً إياهما بالتحريض على التظاهر يوم الخميس الماضي أمام منزل خاص، وإثارة قلق وإزعاج من بداخله. وقال خلال كلمة في البرلمان، أول من أمس الثلاثاء، "إنه تصرف جبان حقاً... عندما يكون لدينا متظاهرون ومدونون سياسيون ونواب يشجعون هذا السلوك على حد سواء، وينشرون عناوين منازل السياسيين على الإنترنت، ويتصرفون بجهل وتطرف كاملين، تكون هذه هي النتيجة". وكان متحدث باسم وزير الخارجية أعلن أن أحد الأشخاص أقدم عصر الاثنين الماضي، على تحطيم نوافذ منزل بيترز أثناء وقفة احتجاجية، وتعليق ملاحظة على الباب الأمامي كتب عليها "مرحبا بك في أرض الواقع". ألقت السلطات القبض على الرجل الذي قالت إنه يبلغ من العمر 29 عاماً، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة اليوم الجمعة بتهمة تخريب ممتلكات خاصة.

من جهتها، وصفت وزيرة المالية النيوزيلندية، نيكولا ويليس، جارة بيترز التي تسكن في الشارع ذاته، ما حدث بأنه "أمر مروع للغاية، ويظهر افتقاداً للتحضر والأخلاق الإنسانية ويمثل تحولاً عدائياً في السياسة النيوزيلندية". ودعت ويليس سواربريك إلى حث المتظاهرين على الكف فوراً عن الاحتجاج خارج منازل المسؤولين السياسيين. كما قالت إنها تتوقع من "وان نيوزيلند" للاتصالات أن تتخذ موقفاً من الممثلة أكاشيا أوكونور المنخرطة في إعلانات دعائية لصالح الشركة.

شركة "وان نيوزيلند": ما حدث لا يتوافق مع قيمنا لذا فقد حذفنا إعلانات أوكونور

وفي رد فعل فوري، قررت "وان نيوزيلند" إلغاء تعاقدها مع أكاشيا أوكونور. وأوضحت في بيان أن الشركة "لا تدعم أي سلوك من شأنه تعريض أمن الناس للخطر"، مضيفة أن "ما حدث لا يتوافق مع قيمنا، لذا فقد حذفنا إعلانات هذه الممثلة من حملاتنا الدعائية".

إصرار على الاحتجاج

لكن أكاشيا أوكونور أكدت أن الشارع والحي اللذين ذكرتهما في البث الحي لم يكونا عنوان بيترز الفعلي، المتاح للعامة على سجلّ الشركات النيوزيلندي، كما أن وسائل الإعلام هي التي نشرت العنوان الدقيق لاحقاً. وقالت، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنها لا تتوقع "اتخاذ أي إجراء قانوني ضدي، فأنا لم أشارك عنوان الوزير قط، ومثل هذه المعلومات متاحة بسهولة على الإنترنت". وأضافت أنها تلقت "قدراً يفوق الوصف من الدعم العام، إلى جانب بعض الكراهية"، مشيرة إلى أن "الحقيقة أنه من الصادم دائماً رؤية هذا الكم من الهجوم اللاذع على الإنترنت من قبل أشخاص لا يعرفونك. أدرك أنني أختبر جزءاً بسيطاً مما يتعرض له آخرون بشكل يومي".

أوكونور: حركتنا سلمية، ومع ذلك فإن بيترز ووسائل الإعلام يبذلون قصارى جهدهم لتصويرها على عكس ذلك

وأكدت أكاشيا أوكونور أن "الشخص الذي هاجم منزل وينستون بيترز مستخدماً قضيباً حديدياً هو غريب تماماً، ولا أعرف على وجه الإطلاق كيف حصل على العنوان"، معربة عن أسفها العميق لأن "حركتنا سلمية، ومع ذلك فإن بيترز ووسائل الإعلام يبذلون قصارى جهدهم لتصويرها على عكس ذلك".  أما في ما يتعلق برد فعل شركة الاتصالات "وان نيوزيلند" حيال الواقعة، فقالت أوكونور: "لقد كان العمل مع الشركة رائعاً، لذا فإني أشعر بخيبة أمل من قرارهم السريع بالنأي بأنفسهم عني قبل أن يسمعوا القصة الكاملة"، مستدركة أن "موقفهم هذا يعكس ما نراه في كل مكان: وضع الأولوية للأرباح على حساب الناس. أما أنا، فسأواصل تقديم فني". 

ورداً على سؤال حول ما إذا كان من شأن هذه الاتهامات والوقائع أن تثنيها عن المشاركة في فعاليات سلمية مماثلة في المستقبل، قالت أكاشيا أوكونور إنها لا تعتقد ذلك. وفي رأيها فإنه "من المؤكد أن القانون قد يتغيّر في ما يخصّ التظاهر أمام منازل المسؤولين السياسيين، لكنني لن أتوقف عن الاحتجاج أو عن رفع صوتي ضدّ الظلم". وختمت أكاشيا أوكونور بقولها: "حكومتنا لديها التزام قانوني وأخلاقي، بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بمعارضة أي جريمة من هذا النوع. أنا لست خائفة من مواصلة تحويل حبي للإنسانية إلى أفعال ملموسة".

المساهمون