أكار: العقوبات الأميركية ضد أنقرة "هزّت قيم التحالف" بين البلدين

أكار: العقوبات الأميركية ضد أنقرة "هزّت قيم التحالف" بين البلدين

15 ديسمبر 2020
أكار: نتخذ كل التدابير الضرورية من أجل أمن مواطنينا (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنّ قرار العقوبات الأميركية ضد أنقرة "هزّ كافة قيم التحالف" بين البلدين، مؤكداً "مواصلة جهود ضمان أمن بلدنا وشعبنا الأصيل بحزم وتصميم". 

جاء ذلك في تصريح أدلى به الوزير التركي لـ"الأناضول"، الثلاثاء، غداة إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد تركيا، على خلفية تزويدها بمنظومات "إس-400" للدفاع الجوي. وأضاف أكار "ندين القرار الذي لا ينسجم مع روح التحالف والحقائق العسكرية والسياسية". 

وأردف "نتخذ كل التدابير الضرورية من أجل أمن مواطنينا وبلدنا الواقع تحت تهديد جوي وصاروخي خطير". وتابع "قرار العقوبات الأميركية هزّ كافة قيم التحالف بين بلدينا، سنواصل وبحزم وتصميم جهود ضمان أمن وحماية بلدنا وشعبنا الأصيل". 

وزاد "من الواضح أنّ العقوبات ضد دولة عضو في "الناتو" (حلف شمال الأطلسي) لن تضر بروح التحالف فحسب، بل ستقوض الثقة بين الحلفاء". 

 

ولفت إلى أنّ "العودة إلى التعاون والتضامن العسكري والسياسي في قضايا الدفاع والأمن الإقليمية والعالمية مع الولايات المتحدة، التي كانت حليفتنا منذ الحرب الكورية (1950 - 1953)، ستسهم في السلام والأمن الإقليميين والعالميين".

وأصدرت وزارة الدفاع التركية بياناً، الثلاثاء، قالت فيه إنّ اختيار الولايات المتحدة للعقوبات، بدلاً من مناقشة حل المشكلة بخصوص منظومة "إس -400"، يعتبر "خطوة نحو طريق مسدود".

وأضاف البيان أنّ "اختيار العقوبات بدلاً من مناقشة حل المشكلة هو خطوة نحو طريق مسدود وليس حلاً".

وأردف: "ندين قرار العقوبات الأميركي الذي لا ينسجم مع التحالف والحقائق العسكرية والسياسية الموجودة وأمن تحالف حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بسبب تزودنا بنظام الدفاع الجوي الصاروخي طويل المدى إس-400".

وأكد أنه من الواضح أن فرض عقوبات على دولة عضو في الناتو من شأنه أن "يقوّض الثقة بين الحلفاء"، علاوة على الإضرار بروح التحالف.

ولفت البيان إلى أن "تركيا، الواقعة تحت تهديد جوي وصاروخي خطير، اتخذت وستتخذ كافة التدابير المطلوبة من أجل أمنها وأمن مواطنيها الـ83 مليوناً، بما فيها الدفاع الجوي والصاروخي".

 

وأردف: "أثناء القيام بذلك، فإننا نفي بالتزاماتنا وتعهداتنا بالكامل حيال جميع حلفائنا، على رأسهم الناتو، ومن حقنا أن نتوقع من حلفائنا أن يروا ويدركوا الاحتياجات الأمنية لتركيا وشعبها". وشدد البيان على أنّ تزويد تركيا بمنظومة "إس-400" "ضرورة وليس خياراً كما أعلنت مراراً".

وبيّن أنّ أنقرة أبلغت حلفاءها بأنّ "إس-400" لن يتم إدماجها بأنظمة "ناتو" أو الأنظمة الوطنية المرتبطة بـ"ناتو"، وستستخدم مثل الأنظمة روسية المنشأ الموجودة في بلدان الحلف الأخرى.

 

وشدد البيان بهذا الخصوص على أنّ مقترح تركيا لا يزال مطروحاً حول بحث تأثير منظومة "إس-400" ومقاتلات "إف-35" على بعضهما البعض، وذلك ضمن مجموعة عمل بمشاركة حلف شمال الأطلسي "ناتو" إذا لزم الأمر.

بومبيو وجاووش أوغلو يبحثان هاتفياً العقوبات

واليوم الثلاثاء، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، هاتفياً، العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة، أمس الاثنين، وشملت رئاسة الصناعات الدفاعية ومسؤولين في المؤسسة.

ونقلت صحيفة "حرييت" ووسائل إعلام تركية، عن مصادر دبلوماسية، أنّ وزير الخارجية التركي أبدى لنظيره الأميركي عبر الهاتف ردود فعل أنقرة على قرار العقوبات الأميركية، دون إضافة تفاصيل أخرى.

وأمس الاثنين، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات كلاً من رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية في الرئاسة التركية إسماعيل دمير، ومسؤولي المؤسسة مصطفى ألبر دنيز، وسرحات غانتش أوغلو، وفاروق ييغيت. من جانبها، أعربت وزارة الخارجية التركية عن رفضها وإدانتها لقرار الولايات المتحدة القاضي بفرض عقوبات على أنقرة لتزودها بمنظومات "إس- 400" الروسية، معتبرة الخطوة "خطأ جسيماً".

 

وعلى الرغم من موقف وزارة الدفاع التركية، قال إسماعيل دمير، رئيس أكبر هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية، إنّ العقوبات الأميركية المفروضة عليه وعلى الهيئة لن يكون لها أثر كبير على العلاقات، وإنها قد تدعم التطوير المحلي.

وقال دمير، اليوم الثلاثاء، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، "نتوقع ألا يؤثر ذلك على علاقاتنا بدرجة كبيرة... نحن حلفاء في حلف شمال الأطلسي. وكما قالوا هم، هناك تعاون مع تركيا في العديد من المجالات. نحن وهم نتوقع أن يستمر ذلك".

4 أحزاب بالبرلمان من بينها المعارضة ترفض العقوبات الأميركية

من جانبها، رفضت أربعة أحزاب تركية تشكل غالبية البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، العقوبات الأميركية المفروضة على تركيا،  داعية الولايات المتحدة للتراجع عنها.

وتنتمي الأحزاب الأربعة للتحالفين الرئيسيين في البلاد، وهي "حزب العدالة والتنمية" الحاكم وحليفه "حزب الحركة القومية" في التحالف الجمهوري، والحزبان الآخران هما "حزب الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" في تحالف الشعب المعارض.

وجاء في البيان المشترك الذي تلاه وكيل رئيس البرلمان جلال آدان، في اجتماع برلماني "نرفض العقوبات الأميركية التي فرضتها الإدارة الأميركية ضد تركيا التي لن تتمنع عن الإقدام على أي خطوات فيما يخص أمنها القومي، وتركيا ليست الدولة التي تتراجع عن أي خطوة أمام التهديدات والعقوبات".

وأضاف البيان "تركيا عندما تُقدم على أي خطوة من أجل تعزيز مكتسباتها الوطنية وفق مفهوم السيادة غير المشروطة للشعب، فإن الحساب يكون للشعب وحده، ومن الواضح أن هذه الخطوة لن تساهم بأي فائدة في تقدم العلاقات المشتركة وفق مبدأ الاحترام المتبادل".

وشددت الأحزاب التركية على أن "تركيا تقوم بما يتوجب في سياستها الخارجية في دعم السلام والاستقرار، وتأخذ مكانة تتمتع بالاحترام داخل حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، وهي حليف لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يجب السماح لمجموعة من أصحاب المصالح، ضيقة الأفق، عبر أجندة من العداء، أن تأسر العلاقات التركية الأميركية".

وختمت الأحزاب بيانها بالتأكيد أن "النظرة التي تقوم على استبعاد تركيا لن تساهم في دعم السلام العالمي، وتخالف روح التحالف لحلف الشمال الأطلسي، ولهذا فإن أميركا ارتكبت خطأ فادحاً، وندعوها لأن تعود عن هذا الخطأ بأسرع وقت".

المساهمون