أفغانستان ترد على تهديد ترامب: العودة إلى قاعدة باغرام مستحيلة
استمع إلى الملخص
- دعا نائب الناطق باسم طالبان، حمد الله فطرت، الولايات المتحدة لاتباع سياسة عقلانية، مؤكدًا أن السيادة الأفغانية خط أحمر ورفض أي وجود عسكري أجنبي، مع السعي لبناء علاقات إيجابية دون المساس بالسيادة.
- تقع قاعدة باغرام في ولاية بروان، وتعتبر من أكبر القواعد الجوية في أفغانستان، حيث بُنيت في الخمسينيات وطُورت خلال الغزو السوفييتي، وأصبحت القاعدة الرئيسية للقوات الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر.
أكد قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت، اليوم الأحد، أن التوصل إلى اتفاق بشأن قاعدة باغرام الجوية "مستحيل"، وذلك بعد أن توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب
البلاد بعقوبات لم يحددها في حال لم تتم إعادتها إلى الولايات المتحدة. وقال فصيح الدين فطرت: "مؤخراً، قال البعض إنهم دخلوا في مفاوضات مع أفغانستان لاستعادة قاعدة باغرام الجوية"، بحسب تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية. وأضاف أن "الاتفاق حتى على شبر من أراضي أفغانستان مستحيل. لسنا بحاجة إليه".وفي السياق، دعا نائب الناطق باسم طالبان حمد الله فطرت، في تسجيل مصوّر، الولايات المتحدة أن تنهج حيال أفغانستان "سياسة عقلانية وواقعية، بدلاً من تكرار التجارب الفاشلة"، موضحاً أن "السيادة الأفغانية خط أحمر، ولن تسمح أفغانستان لأي دولة أجنبية بحضور عسكري على ترابها".
وقال فطرت إنّ الولايات المتحدة "تدرك جيداً أن الحضور العسكري الأجنبي في أفغانستان غير مقبول من جميع أطياف الشعب الأفغاني، وطالبان قد رفضت ذلك مراراً، وترفضه قطعاً"، كما أكد فطرت أن "حكومة طالبان في ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية، وبموجب سياستها المتوازنة والمرتكزة على الاقتصاد، تعمل باستمرار من أجل بناء علاقات إيجابية ونافعة مع كل دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة"، مشدداً على أن تلك العلاقات "لن تكون على حساب الدين وسيادة الدولة واستقرارها".
ولفت فطرت إلى أنه خلال مفاوضات الدوحة بين طالبان وأميركا، أوضحت الحركة أنها "لن تقبل أي نوع من الوجود الأجنبي في أفغانستان، وأن استقلال أفغانستان وسيادتها تحظيان بأهمية قصوى لدى الشعب الأفغاني عموماً، ولدى طالبان على وجه الخصوص"، داعياً ترامب والولايات المتحدة إلى "تجنّب تكرار تجارب قد فشلت في الماضي".
وكان الرئيس دونالد ترامب قد كتب على منصته تروث سوشال: "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من بناها، أي الولايات المتحدة الأميركية، فستحدث أمور سيئة". ولطالما تحسّر ترامب على فقدان باغرام بسبب موقعها الاستراتيجي القريب من الصين، لكنه أعلن بوضوح العمل على السيطرة على القاعدة خلال زيارته الأخيرة للمملكة المتحدة، وقال ترامب في مؤتمر صحافي، الخميس الماضي، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
: "نحاول استعادتها، وبالمناسبة قد يكون هذا خبراً عاجلاً، نحاول استعادتها لأنهم (حركة طالبان) بحاجة إلى أشياء منا". وأبدت طالبان رفضها أي وجود عسكري أميركي في أفغانستان، وقال زاكر جلالي، مسؤول بوزارة خارجية حكومة طالبان، الخميس، في منشور على منصة إكس: "أفغانستان والولايات المتحدة في حاجة إلى التعاون كلٌّ منهما مع الآخر... من دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان".وبنى الاتحاد السوفييتي مطار القاعدة في خمسينيات القرن الماضي، وطوّره خلال غزوه لأفغانستان (1979-1989). ولاحقاً، بات المطار القاعدة الرئيسية للقوات الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001
. وكانت القاعدة تضم مجمع سجون ضخماً، وسبق أن أثارت منظمات، بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، مزاعم بحصول انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان من قبل القوات الأميركية في هذه القاعدة، خصوصاً في ما يتعلق بمعتقلي "الحرب على الإرهاب".وتقع القاعدة في منطقة باغرام، في ولاية بروان، على بُعد نحو 47 كيلومتراً شمال العاصمة كابول. وبُنيت على ارتفاع 1,492 متراً، ومساحتها نحو 20 كيلومتراً مربعاً. وللقاعدة مدرجان رئيسيان. المدرج الأول، وطوله حوالى 3500 متر، طُوِّرَ ليستوعب الطائرات الثقيلة. أما المدرج الثاني، فهو احتياطي أو لطائرات أصغر، استُخدم قبل تطوير المدرج الرئيسي. وتضم أكثر من مائة مهبط لطائرات الهليكوبتر.
وانسحبت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من باغرام بشكل فوضوي في يوليو/تموز 2021، حيث سيطرت طالبان على مساحات شاسعة من أفغانستان قبل أن تُحكم قبضتها على البلاد بأكملها. ومنذ عودته إلى السلطة ينتقد ترامب التخلي عن القاعدة، ويحمّل سلفه جو بايدن المسؤولية بسبب طريقة إدارته للانسحاب الأميركي من أفغانستان.
(فرانس برس، العربي الجديد)