أفغانستان: اعتقال "شيخ طالبان" يثير استياءً داخلها

26 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 07:45 (توقيت القدس)
عناصر من قوات الأمن عند نقطة تفتيش في كابول، 7 يونيو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار اعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي، المعروف بـ"شيخ طالبان"، استياءً واسعاً بين قيادات الحركة وأنصارها، حيث اعتقلته الاستخبارات من قندهار وسلمته للمحكمة العسكرية التي قضت بسجنه 45 يوماً للتحقيق.
- الشيخ غزنوي، الذي ساهم في "الجهاد الأفغاني ضد الروس"، كان عالماً بالشريعة الإسلامية والقوانين الدولية، ورفض المناصب الرسمية مفضلاً تأسيس مدرسة لتعليم العلماء وتدريب القضاة.
- كان غزنوي ينتقد زعيم طالبان في قضايا تعليم النساء والتعامل مع الإثنيات، محذراً من الطاعة المطلقة، مما قد يكون سبباً لاعتقاله.

أثار اعتقال الاستخبارات في أفغانستان للشيخ عبد السميع غزنوي، أحد أبرز شيوخ البلاد وعلمائها، والذي يُعرف بـ"شيخ طالبان"، استياءً وانزعاجاً شديدين في أوساط قيادات الحركة وأنصارها ومواطنين أفغان. وقالت مصادر مطلعة داخل استخبارات الحركة في كابول، لـ"العربي الجديد"، إن فريقاً من قندهار اعتقل الشيخ غزنوي الأسبوع الماضي بعد أيام من رفض الشرطة والاستخبارات تنفيذ أمر باعتقاله صدر عن زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده.

وقال قيادي في الحركة، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن فريق الاستخبارات الذي جاء من قندهار لاعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي سلمه للمحكمة العسكرية، التي قضت بسجنه 45 يوماً للتحقيق. وساهم الشيخ عبد السميع غزنوي في "الجهاد الأفغاني ضد الروس"، وكان في صفّ حركة طالبان منذ اليوم الأول، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من القادة، إلى جانب كونه عالماً بـ"علوم عصرية، ولديه اطلاع كبير على القوانين الدولية، إلى جانب كونه عالماً بالشريعة الإسلامية". ولم يقبل الرجل أي منصب، واختار أن يؤسس مدرسة يدرس فيها العلماء ويقيم فيها دورات تدريبية للقضاة والأئمة والمسؤولين.

ويقول قاري حزب الله، الذي يشغل منصباً مهماً في وزارة الداخلية الأفغانية، لـ"العربي الجديد": "لم أرَ في حياتي رجلاً يفهم في الدين وفي أمور الدنيا أكثر منه، مع كونه زاهداً لا يطمع في شيء. لقد ضحى بالغالي والنفيس في مواجهة القوات الأجنبية. رغم تقدمه في السن، كان يبذل كل جهده من أجل إخراج القوات الدولية من بلادنا، ولما حصل ذلك رفض أن يتقلّد أي منصب"، مضيفاً أن "اعتقاله ليس فقط أمراً خطيراً، بل ظلم. أنا لا أستطيع أن أتصور اعتقال الشيخ".

ولم يعرف حتى الآن سبب اعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي. وبالاستماع إلى بعض دروسه وكلماته، توجد ثلاث قضايا رئيسية كان يتحدث بشأنها دائماً ويثيرها أيضاً في اجتماعات القادة، تمحورت حول ضرورة أهمية انتقاد الحاكم أو الأمير عند الخطأ، محذراً من الطاعة المطلقة. كذلك كان ينتقد بشدة زعيم الحركة، خصوصاً في قضايا تعليم النساء والفتيات، وكان يقول إن زعيم طالبان "مقصرٌ ولا يستطيع أن يوفر البيئة اللازمة لتعليم الفتيات". كذلك، كان ينتقد الحكومة وقيادة طالبان بشأن التعامل مع الإثنيات الأخرى، وإقالة كثير من أصحاب الخبرة من أساتذة الجامعات والأطباء، و"هو ما دفع الأفغانيين إلى الهروب من البلاد بسبب هذه السياسة"، بحسب قوله.