أطباء ضد الإبادة يطالبون الكونغرس بإجراءات فورية لوقف النزوح من غزة
استمع إلى الملخص
- شدد الأطباء على أن القضية إنسانية وليست سياسية، مع انتقاد الدعم المالي الأميركي لإسرائيل وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، وأكدوا على أهمية دور "أونروا" في دعم القطاع الصحي في غزة.
- طالب الأطباء بدعم تشريع لحماية البنية التحتية الصحية في غزة، وإرسال بعثات طبية أميركية، مع التأكيد على حقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة ورفض الدعم العسكري الأميركي لتهجيرهم.
طالب أعضاء منظمة أطباء ضد الإبادة الجماعية، الكونغرس الأميركي باتخاذ إجراءات فورية لوقف النزوح القسري للفلسطينيين في قطاع غزة ووقف الإبادة الجماعية، مؤكدين أن ما يحدث هو كارثة إنسانية تتطلب تحركا عاجلا من صناع القرار الأميركيين. وخلال مؤتمر صحافي عُقد في مبنى الكونغرس، قالت لونا، مواطنة أميركية أوكرانية: "الثلاث سنوات الماضية شاهدت فيها أصدقائي وعائلتي في أوكرانيا يقتلون ويشردون ويهاجمون، ثم عندما شاهدت ما يحدث في غزة، كان الأمر أسوأ عشرات ومئات المرات". وأضافت: "صور الأطفال والأمهات والعاملين في مجال الرعاية الصحية لا تسمح لي بالنوم. يجب أن ندافع عن حقوق المدنيين والأطفال والنساء والعاملين في الرعاية الصحية".
ودعت لونا باسم منظمة أطباء ضد الإبادة الجماعية بالإفراج الفوري عن جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية المحتجزين دون اتهامات، والذي يعتبر احتجازهم جريمة حرب. كما دعت لإرسال مساعدات طبية بدون قيود لإنقاذ الأطفال، وأن يصوت الكونغرس الأميركي لصالح قرار لاستعادة تمويل وكالة الأنروا التابعة للأمم المتحدة، والتي تقدم الدعم والتعليم والسكن للأطفال والمدنيين في غزة. وقالت في هذا السياق: "لا يمكننا الانتظار، فهناك 4 أطفال أو أكثر يموتون كل يوم، ويجب ألا نرى طفلا آخر يموت وألا تتعرض مستشفى آخر للتدمير".
ومنع الأمن بالكونغرس، الأطباء القادمين من عدد من الولايات من استكمال المؤتمر داخل مبنى هارت، وهددهم بإلقاء القبض عليهم حال إصرارهم على استكمال المؤتمر الصحافي داخل المبنى مما اضطرهم إلى الخروج واستكمال المؤتمر خارجه. وقالت الدكتورة عذراء حسيني، طبيبة الأمراض الباطنية من بالتيمور في ولاية ماريلاند، إن المؤسسات الطبية الأميركية الكبرى لم تستجب لمطالب الأطباء بالتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، مشددة على أن هذه القضية "ليست سياسية، بل إنسانية بامتياز". وأشارت حسيني إلى أن إسرائيل تستفيد من 38 مليون دولار يوميا من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، بينما يحرم الفلسطينيون من أبسط حقوقهم الصحية والإنسانية.
حسيني: القضية "ليست سياسية بل إنسانية بامتياز"
من جانبه، قال الدكتور كوبي، جراح العظام من واشنطن، إنه زار غزة عدة مرات منذ عام 1964، كان آخرها عام 2018 وقام بتدريس الجراحة هناك، وشهد بنفسه الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون، مشيرا إلى أن الأطباء الفلسطينيين يعملون في ظل حصار شديد وغياب الدعم الدولي.
وأضاف أن وكالة "أونروا" تلعب دورا حاسما في دعم القطاع الصحي هناك، وأن إنهاء عملها سيؤدي إلى انهيار النظام الصحي بالكامل.
أما الدكتور ديفيد سبيربر، من روتشستر، نيويورك، وهو يهودي زار غزة كجزء من وفد طبي إنساني، فأكد أن استهداف إسرائيل للمنشآت الصحية في غزة يُعد جريمة إبادة جماعية، مشيرا إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات منع وصول علاجات أساسية مثل أدوية السرطان، مما أدى إلى مضاعفة معدل الوفيات بين مرضى سرطان الثدي في غزة مقارنة بإسرائيل.
وفي السياق ذاته، شددت الدكتورة عدلاء، أخصائية أمراض الرئة من فيرجينيا، على أن الأطباء الأميركيين يشعرون بالفشل من قبل السياسيين والمؤسسات الطبية التي التزمت الصمت أو حتى ساهمت في إسكات الأصوات التي تندد بالانتهاكات ضد الفلسطينيين. وقالت: "نحن هنا لأننا مضطرون لذلك. كأطباء، واجبنا أن ندافع عن الحياة، وأن نكون صوت من لا صوت لهم".
وقالت: "أنا واحدة من الذين تأثروا بشكل مباشر بما يحدث في غزة، فقد قتل من عائلة زوجي نحو 200 شخص كانت الغالبية العظمى منهم من الأطفال. لدى عائلتي كل قصة يمكن تخيلها حول كيفية استهدافهم وكيف كان ذلك مقصودا. رسالتنا هنا من أجل شيء نعتبره مقدسا، من أجل الإنسانية ومن أجل إنسانيتنا الجماعية كعالم، نتوسل إلى عامة الناس أن يتحدثوا ضد هذا. كما أن لدينا أيضا مقدمو خدمات الرعاية الصحية في فلسطين محتجزون عسكريا ويتعرضون للتعذيب وعدم الحق في الوصول لمحاميهم".
وطالب الأطباء أعضاء الكونغرس بدعم تشريع جديد يضمن حماية البنية التحتية الصحية في غزة، ويتيح للأطباء الأميركيين إرسال بعثات طبية لتقديم المساعدات اللازمة، ويعيد التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في العيش والبقاء في موطنه وتقرير مصيره، مع رفض الدعم العسكري الأميركي لتهجيرهم القسري. كما دعوا إلى وقف الدعم الأميركي للسياسات التي تسهم في استمرار معاناة الفلسطينيين، مؤكدين أنهم "لن يصمتوا".
